top of page
22/ 7

 

الحلقة النقاشية السابعة: إصلاح التعليم في العالم العربي دول مجلس التعاون الخليجي دراسة حالة

13/1/2005

كان اختيار قضية "إصلاح التعليم في العالم العربي" كموضوع للحلقة النقاشية السابعة للمجلس الاستشاري العربي، اختيارًا ضروريًا، يبرره عدة اعتبارات تخص العالم العربي وتضيف الكثير إلى حيوية الموضوع وأهميته، فالموضوع يرتبط بالمخططات المستحدثة المتعلقة بالشرق الأوسط، خاصة الضغوط الخارجية لتحقيق الإصلاح، والتي يأتي في مقدمتها إصلاح التعليم إضافة إلى السياسات الثقافية والإعلامية، كما يرتبط بخلل تناسب مخرجات التعليم مع احتياجات التنمية في العالم العربي وتقلص عملية البحث العلمي، لتتراجع تباعًا إنتاجية العمل إلى مستويات تتدنى فيها القيمة وترتفع فيها معدلات البطالة .. لترتبط هكذا الإشكالية التعليمية بإشكالية البطالة وبالتالي بإشكاليات اقتصادية أخرى.

وعلاوة على ذلك كله .. فإن قضية التعليم هي في جوهرها سياسية تشتمل على العديد من الجوانب الفنية، فلن يكون هناك إصلاح تعليمي حقيقي إلا إذا رافقه إصلاح سياسي ومؤسسي ودستوري، حيث من الصعوبة الفصل بين المسائل الفنية والمسائل السياسية في المرحلة الراهنة. مما يتطلب وضع رؤية مستقبلية لإصلاح التعليم في العالم العربي، تأخذ في الاعتبار أهم الملامح والمشكلات الراهنة التي يعاني منها سواء تلك النابعة من البيئة الداخلية العربية أو البيئة الخارجية.

 ولأن البيئة الخليجية تتسم بخصوصيتها التاريخية والثقافية، فضلاً عن أنها تقع ـ ولأسباب تتعلق بتداعيات 11 سبتمبر ـ في بؤرة اهتمام المخططات والضغوط الخارجية، فإن الواقع التعليمي في دول مجلس التعاون يحتل بحيثياته موقعًا خاصًا في قضية الإصلاح التعليمي، خاصة .. أنه واقع يحمل الكثير من خصائص وملامح الواقع التعليمي العربي.

ولقد تطرقت هذه الحلقة النقاشية إلى عدة محاور تتصل ببعضها البعض في مدار القضية وتقاطعاتها، ويحمل هذا الكتاب حصيلة مناقشات ومحاورات هذه الحلقة ويعيد تبويبها في أربعة فصول:

1- الفصل الأول: انسحب إلى وقفة أمام أهمية التعليم وأهدافه في عالم متغير، لينتقل إلى تحديات تواجه العالم العربي وتضعه في مربع الصدمة والتي تدعوه إلى الانتباه والإفاقة: مثل تقرير شنغهاي ومبادرة الشرق الأوسط الكبير.

2- الفصل الثاني: يهتم بقراءة الواقع التعليمي في العالم العربي عبر محددات التقييم وثقل الاهتمام بالبحث العلمي وأبرز المشكلات التي يفصح عنها هذا الواقع وتحاصره بتداعياتها.

3- الفصل الثالث: يقترب من الواقع التعليمي في دول مجلس التعاون الخليجي ..  كدراسة حالة، بدءًا من مؤشرات تتعلق بنسبة الإنفاق على التعليم وتطور نسب القيد في المراحل التعليمية المختلفة، اطرادًا إلى تقييم الوضع التعليمي للمرأة، خلوصًا إلى ملاحظات أخيرة حول إشكاليات تبقى معلقة بالنظام التعليمي الخليجي وإحداها إشكالية التعليم الديني، ويلحق بالملاحظات رصد لمبادرات قامت بها دول المجلس لمواجهة هذه الإشكاليات والتعامل معها 00 بصورة أو بأخرى.

4- الفصل الرابع: اتصل بمنظور رؤية حول تطوير التعليم في العالم العربي، وحمل المنظور الشواغل الرئيسية للتطوير على امتداد مداخلات ومعايير وآليات وقضايا، كما حمل أيضًا مفاهيم مستقبلية لآفاق التطوير واستطلاعًا لها.

ومرة أخرى ـ وليست أخيرة ـ فالحلقة النقاشية بقضيتها 00 والكتاب بفصوله، يدقان معًا ناقوس خطر ويرسلان معًا إشارة بإنذار على طريق المستقبل العربي، فقضية إصلاح التعليم لا يمكن تجاهلها 00 لأنها لا تقبل التجاهل، ولا يمكن تأجيلها 00 لأنها لا تقبل التأجيل، ولا يمكن التردد فيها 00 لأن المستقبل يبقى مبهمًا بدونها.

bottom of page