الحلقة النقاشية الثانية: مستقبل الدولة العراقية والدور العربي المطلوب
8/1/2004
مثلت القضية العراقية لأكثر من ثلاثة عقود مصدرًا من مصادر تهديد أمن واستقرار المنطقة العربية والأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، بدءًا من حرب الخليج الأولى (1980-1988)، ومرورًا باحتلال العراق للكويت ثم إخضاعه لأسوأ نظام للعقوبات والحصار شهده تاريخ العلاقات الدولية، وانتهاءً بغزوه واحتلاله في التاسع من أبريل 2003، وما تلاه من تطورات شديدة الخطورة ألقت بتبعاتها وتداعياتها المباشرة، ليس فقط على الأوضاع الداخلية لهذا البلد، ولكن على المنطقة العربية ككل في ضوء تعدد المخاطر التي انطوت عليها، وخاصة لجهة بروز النزاعات الطائفية والعرقية، والاختراق والتغلغل الإسرائيلي فيه وإصرار القوى المحتلة على إعادة رسم ملامح مستقبله بما يتوافق ومصالحها وأهدافها بشكل يهدد بانسلاخه عن محيطه العربي.
ورغم ما تفرضه هذه القضية بكل تعقيداتها وتطوراتها من تحديات وتهديدات غاية في الخطورة، اتسم التعاطي العربي معها منذ البداية بالقصور والإخفاق، بشكل يمكن القول معه إن الدول العربية تتحمل مسؤولية مباشرة عما آل إليه الوضع الراهن في العراق فضلاً عن النظام العربي برمته، الأمر الذي دفع المجلس الاستشاري الخليجي العربي التابع لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية لأن يجعل تلك القضية محور مناقشاته وبحثه خلال اجتماعه الثاني الذي عقده يوم 8/1/2004 برئاسة الدكتور "حسن نافعة" رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين العرب من تخصصات مختلفة بهدف مناقشة تطورات الوضع القائم في العراق، وتقديم المقترحات والتوصيات التي يمكن أن تفيد في تفعيل الدور العربي في رسم مستقبل هذا البلد والحفاظ على هويته واستعادة سيادته، ووضع تصور حول السيناريوهات المحتملة لهذه التطورات والطريقة المثلى للتعاطي معها، وذلك من خلال التركيز على أربعة محاور رئيسية، هي: تقييم الوضع القائم في العراق، الدور العربي في العراق .. المعوقات والدوافع، نحو بناء دور عربي فعال في العراق، وسيناريوهات مستقبلية.