الحلقة النقاشية السادسة عشر: تسوية القضية الفلسطينية مابين التقدم والجمود والتراجع
25/1/2007
كالعادة تمر القضية الفلسطينية منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في يناير 2006 بمنعطف تاريخي جديد ربما تخرج منه وقد انفتحت أمامها آفاق جديدة للتسوية، وقد تجد نفسها تراوح مكانها لا تكاد تغادر المربع الأول. وبين الأفقين المفتوح والمسدود تتعدد السيناريوهات المقترحة لتسوية نهائية دائمة للقضية الفلسطينية، أو الوصول إلى حل وسط يضع حدًا لهذا النزاع التاريخي الذي استنزف أطرافه بغير شك، وخصوصًا الطرف العربي.
وقد لعبت عوامل كثيرة ـ أهمها المماطلة والتسويف من جانب إسرائيل، والمراوغة في التهرب من الالتزامات والاستحقاقات في المواعيد المتفق عليها بينها وبين الفلسطينيين، والتي كان المجتمع الدولي شاهدًا عليهاـ دورًا في تأجيل تسوية القضية. ومن العوامل الأخرى غياب إرادة عربية واحدة تؤازر الموقف الفلسطيني وتشد عزمه، وتفوت على إسرائيل الانفراد بقرار التسوية. ومعظم تلك السيناريوهات تنبثق من تداعيات وتعقيدات المشهد الفلسطيني التي أفرزتها الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006 التي جاءت بحركة حماس إلى السلطة( ).
وشهد العام 2006 حالة احتقان غير مسبوقة نتيجة للصراع بين "حماس" من ناحية وحركة "فتح" من ناحية ثانية، واندلعت مواجهات مسلحة بين عناصر من شرطة السلطة التي يتشكل عمادها الرئيسي من حركة "فتح" وناشطين من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ لتتجسد بذلك حالة الانفلات الأمني وفوضى السلاح التي سادت أراضي السلطة الفلسطينية في تلك الأثناء، وكانت أهم تجلياتها: اغتيال اللواء "موسى عرفات" المستشار العسكري للرئيس "محمود عباس أبو مازن" واختطاف عدد من الناشطين والدبلوماسيين، الأجانب والعرب، واقتحام مقار بعض الأجهزة الأمنية والمؤسسات السياسية.. وغير ذلك الكثير، مما طرح الحديث بشأن مشهد العنف الداخلي في الساحة، وشبح الحرب الأهلية.
ومنذ الربع الأخير من عام 2006 والحديث لم ينقطع عن ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل أثار الكثير من التساؤلات بشأن أسباب وبواعث إعادة طرح هذه المسألة وتصدرها واجهة الأحداث، وهل هي محاولة للضغط لإقناع حكومة "حماس" بالرضوخ للأمر الواقع.. أم أن هناك نية مبيتة بالفعل لسلب ذلك "النصر" الجماهيري الذي حققته الحركة رغم الصعاب والعراقيل التي واجهتها وفي مقدمتها صعود مؤشر المواجهات الدامية بين أبناء الوطن الواحد، وتعرض موكب رئيس وزراء السلطة ووزير خارجيته المنتميين لحركة "حماس" إلى إطلاق النار بهدف الاغتيال في أواخر العام 2006؟
ورغم أن الظروف الآن تختلف كثيرًا بعد توقيع حركتي "حماس" و"فتح" لاتفاق مكة برعاية المملكة العربية السعودية في فبراير 2007، ثم تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية في الخامس عشر من مارس، فإن ذلك لا يعني نهاية المطاف بالنسبة لاحتمال تجدد الصراع المستقبلي بينهما على خلفية القضايا الخلافية وفي مقدمتها مسألة الاعتراف بإسرائيل.
وانطلاقًا من حيوية هذه القضية، فقد رأى مجلس الفكر العربي التابع لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أن يفرد جلسته السادسة عشرة التي عقدت يوم 25/1/2007 لمناقشة هذه القضية، والتي جاء ثمرتها هذا الكتاب:
" تسوية القضية الفلسطينية.. ما بين التقدم والجمود والتراجع.. سيناريوهات محتملة"، والذي ينقسم إلى خمسة فصول:
الفصل الأول: فوز "حماس" في الانتخابات الفلسطينية0. وواقع التنظيمات والقوى السياسية.
الفصل الثاني: الواقع الفلسطيني الراهن (الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية).
الفصل الثالث: مواقف الأطراف المعنية بالتسوية من "حماس" .
الفصل الرابع: اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية
الفصل الخامس: مستقبل القضية الفلسطينية... السيناريوهات المحتملة: