top of page
22 / 21

الحلقة النقاشية الحادية والعشرون: العراق بعد انتخابات عام2010 .. رؤية مستقبلية

10/7/2010

 

أنهى العراق عامه السابع تحت الاحتلال وتعقيدات وضعه تزداد تأزمًا، تحت وطأة ضغوط سياسية وأمنية واجتماعية بالغة السوء؛ فقد أخفقت محاولات بناء دولة ديمقراطية وبلد آمن ومستقر، بفعل حالة الفوضى الشاملة التي قادت إليها سياسات الاحتلال، وتعميق النزعة الطائفية بين مختلف فئات الشعب التي بدأت في معظمها ترتد إلى انتماءاتها الأولية والقبلية، لدرجة وصل معها الانقسام الطائفي والإثني والسياسي إلى منحى ينذر بتداعيات خطيرة، وهو ما جسدته، بدلالات واضحة، الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أسفرت عن نتائج عدها البعض تصويتًا ضد الطائفية، لكنها نتائج مازالت تراوح مكانها بسبب السلوك السياسي للقوى المهيمنة على الحكم، وعدم اعترافها بما أسفرت عنه من نتائج، والتحايل عليها بتحالفات طائفية بات معها العراق بعيدًا عن الاستقرار، وتكتنف مستقبله تحديات يصعب معها التنبؤ به.
كما استمرت أعمال العنف دون أمل في نهاية لها، وشهدت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تدهورًا غير مسبوق ارتفعت معه نسبة الفقر إلى نحو 35% والبطالة إلى 60%، بسبب الفساد وهيمنة المحتل على موارد البلاد وتوجيهها لخدمة مصالحه، ناهيك عن الفشل في تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين من ماء وكهرباء وخدمات صحية وتعليمية، رغم الموارد المالية الكبيرة التي وفرتها عوائد النفط، ليصبح العراق على رأس أكثر بلدان العالم فسادًا طبقًا لتقارير منظمة الشفافية الدولية.
 وإذا كانت هذه هي الحال على الساحة الداخلية، فإن تفاعلات علاقات العراق بمحيطيه الإقليمي والدولي لم تكن أحسن حالاً؛ حيث صار هذا البلد ساحة للصراع على النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية في ظل غياب عربي كامل وغريب في الوقت ذاته عن المشهد، الأمر الذي جعل سيادته محل انتهاك دائم، بل وأصبحت قراراته رهينة هذه القوى.
 وخير شاهد على ما سبق أن الانتخابات العراقية الأخيرة كانت بمثابة انتخابات إقليمية؛ إذ حدثت – كما يقال- تدخلات من الأطراف الإقليمية، وإن كانت بدرجات متفاوتة، لاسيما بعد إدراك هذه القوى أن الاحتلال الأمريكي يدنو من نهايته، وهو ما تأكد بإعلان الرئيس "أوباما" عن انتهاء المهمة القتالية للويات المتحدة في العراق في نهاية أغسطس 2010 تطبيقًا للاتفاقية الأمنية بين الجانبين وسحب 80 ألف جندي، ليصبح المتبقي فقط من القوات الأمريكية ما بين 40-50 ألف جندي تحت مسمى تدريب قوات الأمن العراقية على عمليات مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن للمدنيين.
وانطلاقًا من أهمية تلك الأوضاع وتداعياتها الإقليمية والدولية، خصص "مجلس الفكر العربي" التابع لـ "مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية"، حلقته النقاشية الحادية والعشرين، التي انعقدت بفرع المركز بالقاهرة يوم 10 يوليو 2010، لرصد المستجدات على الساحة العراقية، ومناقشة سيناريوهات مستقبله.
ويأمل المجلس أن تكون أوراق ومناقشات هذه الحلقة التي تم تضمينها في هذا الكتاب محاولة جادة لاستقراء مستقبل بلد يلفه الغموض، ولقد بذل قصارى الجهد لكي تأتي المحاولة موضوعية وأمينة وشاملة في رصد وتحليل ما شهده العراق من أحداث منذ صدور كتاب "العراق عام 2020.. رؤية مستقبلية"، عن الحلقة النقاشية السابعة عشرة للمجلس التي عقدت في أبريل 2007، وذلك عبر محاوره الثلاثة؛ حيث رصد الأول المستجدات على الساحة العراقية وانعكاساتها الداخلية والإقليمية والدولية، واهتم الثاني بتفاعلات العراق مع بيئته الإقليمية والدولية وتداعياتها على أوضاعه، وقدم الثالث رؤية استشرافية لمستقبل هذا البلد في ضوء تلك المستجدات والسيناريوهات المحتملة لمستقبل العراق، لينتهي بخاتمة يضع فيها خلاصة ما توصلت إليه مناقشات الحلقة.
bottom of page