top of page
22 / 18

الحلقة النقاشية الثامنة عشر: السودان.. إلى أين ؟

30/6/2007

 

في إطار اهتمام مجلس الفكر العربي التابع لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية بدراسة القضايا العربية "المتفجرة" التي تترك تأثيراتها في الأمن القومي العربي، جاءت الحلقة النقاشية الثامنة عشرة التي حملت عنوان "السودان.. إلى أين؟" لتناقش الأزمة الراهنة في السودان، بإشكالياتها وتفاعلاتها المتداخلة، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي أو الدولي.

وجاء اختيار هذه القضية كمحور للمناقشات، بالنظر لعدة اعتبارات؛ أولاها: أن الحالة السودانية الراهنة تتسم بالسيولة والضبابية، سواء لجهة تفاعل التطورات الداخلية، أو لجهة التدخل المستمر من جانب قوى إقليمية ودولية للتأثير في مسارات هذه الأزمة. ثانيها: أن مستقبل السودان لم يعد قضية تخصه وحده، وإنما تتجاوز تأثيراتها إلى الجوار الجغرافي وفي القلب منه العالم العربي، وبخاصة مصر وليبيا. ثالثها: أن ثمة تداخلاً واضحًا بين البيئة الداخلية والتدخل الخارجي، بمعنى أن التدخل الخارجي لا يمكن أن يحدث أثره إلا في ظل أوضاع داخلية مفككة تشجع العامل الخارجي على التدخل والتأثير فيها بشكل أو بآخر.. والحالة السودانية تقدم نموذجًا لذلك.

فالوضع الداخلي في السودان يشي بإمكانية التدخل الخارجي في شئونه، فهو – أولاً- دولة حديثة النشأة بدأت تاريخيًا مع عهد "محمد علي" حاكم مصر، ثم ارتبط تاريخها بشكل أو بآخر بتاريخ مصر السياسي بعد ذلك، وهو – ثانيًا- يتميز بتركيبته الاجتماعية المعقدة؛ حيث يتكون من جماعات عرقية وإثنية متباينة ومتصارعة، الأمر الذي أدى بدوره إلى عدم اكتمال مشروع الدولة الوطنية فيه حتى الآن، إما نتيجة للصراع بين العرقيات والإثنيات المختلفة، وإما نتيجة لعجز الحكومة المركزية عن صهر هذه الأقليات في بوتقة واحدة، كما أنه –ثالثًا- يواجه أزمة مستعصية تتمثل بالأساس في صعوبة بناء الدولة العصرية القادرة على توزيع مواردها بنوع من العدالة بين مختلف أقاليم الدولة، وذلك في إطار من التكامل القومي، والاندماج أو الصهر الاجتماعي لمختلف القوى والتكوينات الاجتماعية. 

bottom of page