top of page

22/03/2023

قراءة في زيارة وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" للشرق الأوسط

أوضح‭ ‬‮"‬معهد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للسلام‮"‬،‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬‮"‬جو‭ ‬بايدن‮"‬،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منطقة‭ ‬‮"‬ذات‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‮"‬،‭ ‬مقارنة‭ ‬بقضايا‭ ‬‮"‬مثل‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وتصعيد‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬الصين"؛‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التصعيد‭ ‬العنيف‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬تطلعات‭ ‬إيران‭ ‬النووية،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬لفت‭ ‬انتباه‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتجدد‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭.‬

وبشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬انعكس‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬المتجدد‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬الزيارات‭ ‬الرفيعة‭ ‬المستوى،‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬مسؤولون‭ ‬أمريكيون‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬حلفاء‭ ‬وشركاء‭ ‬إقليميين‭. ‬وعقب‭ ‬زيارة‭ ‬‮"‬بايدن‮"‬،‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وفلسطين‭ ‬والسعودية‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022؛‭ ‬توجه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬2023،‭ ‬‮"‬جيك‭ ‬سوليفان‮"‬،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬و"ويليام‭ ‬بيرنز‮"‬،‭ ‬مدير‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية،‭ ‬و"أنطوني‭ ‬بلينكين‮"‬،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بهدف‭ ‬تهدئة‭ ‬التوترات‭ ‬المتصاعدة‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭. ‬وفي‭ ‬أحدث‭ ‬زيارة،‭ ‬قدِمَ‭ ‬‮"‬لويد‭ ‬أوستن‮"‬،‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع،‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬شهر‭ ‬مارس؛‭ ‬لعقد‭ ‬سلسلة‭ ‬اجتماعات‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬الرسميين‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬ومصر،‭ ‬وإسرائيل‭.‬

جاءت‭ ‬مداولات‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬،‭ ‬وسط‭ ‬إخفاقات‭ ‬متكررة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬زملائه‭ ‬لتهدئة‭ ‬التوترات‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬اللقاءات‭ ‬بنتائج‭ ‬ذات‭ ‬مغزى‭. ‬وأوضح‭ ‬‮"‬أوليفر‭ ‬هولمز‮"‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬الجارديان‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬زيارة‭ ‬‮"‬بلينكين‮"‬،‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬يناير،‭ ‬‮"‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬أي‭ ‬اختراق‭ ‬للأوضاع‮"‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮"‬خليل‭ ‬جهشان‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‭ ‬ودراسة‭ ‬السياسات‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بمدينة‭ ‬العقبة‭ ‬الأردنية‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين؛‭ ‬لتقليل‭ ‬التوترات‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬فبراير2023،‭ ‬ساعد‭ ‬هجوم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬‮"‬حوارة‮"‬‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬‮"‬الإجهاز‮"‬‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬الزيارة‭ ‬موجهة‭ ‬ضد‭ ‬عمليات‭ ‬التصعيد‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين،‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬‮"‬بالخروج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‮"‬،‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬‮"‬جون‭ ‬ألترمان‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية"؛‭ ‬فقد‭ ‬ذكر‭ ‬‮"‬إدريس‭ ‬علي‮"‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮"‬رويترز‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬منها‭ ‬يتبلور‭ ‬حول‭ ‬المأزق‭ ‬الآخر‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬‮"‬طمأنة‭ ‬شركاء‭ ‬أمريكا‭ ‬الأمنيين‮"‬،‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮"‬ملتزمة‭ ‬بأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تركيزها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‮"‬‭.‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬ركزت‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬على‭ ‬‮"‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬المتبادلة‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬إيران‮"‬‭. ‬مع‭ ‬إشارة‭ ‬‮"‬فيليسيا‭ ‬شوارتز‮"‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬،‭ ‬وحلفاءها‭ ‬‮"‬قلقون‭ ‬بشأن‭ ‬الروابط‭ ‬الدفاعية‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‮"‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بتزويد‭ ‬‮"‬موسكو‮"‬،‭ ‬بطائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬وصواريخ‭ ‬باليستية‭. ‬وبعد‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬ضد‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا؛‭ ‬حذر‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬،‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬قيام‭ ‬تحالف‭ ‬عسكري‭ ‬‮"‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصوره‮"‬‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬تداعياته‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسألة‭ ‬طموحات‭ ‬إيران‭ ‬النووية،‭ ‬أكد‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تمسكت‭ ‬به‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬،‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وهو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬‮"‬الدبلوماسية‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لمنعها‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‮"‬،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬‮"‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬بامتلاكه‮"‬‭.‬

وحول‭ ‬كيفية‭ ‬تحويل‭ ‬‮"‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬،‭ ‬كلمات‭ ‬وتصريحات‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أفعال‭ ‬تعزز‭ ‬مشاركتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬أوضح‭ ‬‮"‬ديون‭ ‬نيسنباوم‮"‬،‭ ‬و"دوف‭ ‬ليبر‮"‬،‭ ‬و"ستيفن‭ ‬كالين‮"‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬أحد‭ ‬الخيارات‭ ‬قيد‭ ‬المناقشة‮"‬‭ ‬في‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬،‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬اختيار‭ ‬‮"‬الرياض‮"‬،‭ ‬حليفا‭ ‬رسميًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الناتو‮"‬،‭ ‬مثل‭ ‬قطر،‭ ‬والأردن،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يسهل‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‮"‬‭.‬

‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬تسعى‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬،‭ ‬من‭ ‬الزيارة‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬مخاوف‭ ‬شركائها‭ ‬بشأن‭ ‬عملية‭ ‬الانسحاب‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭. ‬

ورأى‭ ‬‮"‬علي‮"‬‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬‭ ‬سلم‭ ‬‮"‬رسائل‭ ‬صريحة‮"‬‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬إلى‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬إسرائيل‭. ‬وخلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬صعد‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬من‭ ‬انتقاداتهم‭ ‬العلنية‭ ‬لسياسة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وأفعالها‭. ‬وجاءت‭ ‬تصريحات‭ ‬‮"‬نيد‭ ‬برايس‮"‬،‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬‮"‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮"‬،‭ ‬الأكثر‭ ‬صراحة‭ ‬في‭ ‬هجومه‭ ‬على‭ ‬‮"‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‮"‬،‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بشأن‭ ‬تصريحاته‭ ‬التحريضية‭ ‬للمستوطنين‭ ‬حول‭ ‬‮"‬حوارة‮"‬،‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬بـ"المقيتة‮"‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإصلاحات‭ ‬السياسية‭ ‬المقترحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮"‬نتنياهو‮"‬،‭ ‬لخنق‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وتقويض‭ ‬سلطاته؛‭ ‬دافع‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬،‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬عن‭ ‬‮"‬عبقرية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإسرائيلية‮"‬،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬‮"‬مؤسساتها‭ ‬القضائية‭ ‬قوية‭ ‬وذات‭ ‬استقلالية‮"‬‭. ‬وأشارت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬الجارديان‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬تصريحات‮"‬‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬،‭ ‬والرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮"‬إسحاق‭ ‬هرتسوغ‮"‬،‭ ‬جاءت‭ ‬لتصف‭ ‬التغييرات‭ ‬والإصلاحات‭ ‬القضائية‭ ‬المقترحة،‭ ‬بأنها‭ ‬‮"‬خاطئة‮"‬،‭ ‬بل‭ ‬و"تقوض‭ ‬أسسنا‭ ‬الديمقراطية‮"‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬‮"‬يؤكد‭ ‬عمق‭ ‬القلق‭ ‬غير‭ ‬المعتاد‮"‬،‭ ‬تجاه‭ ‬تصرفات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬‮"‬لورا‭ ‬كيلي‮"‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮"‬ذا‭ ‬هيل‮"‬،‭ ‬قد‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬‮"‬دعم‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس؛‭ ‬فقد‭ ‬رفضت‭ ‬شخصيات‭ ‬مؤثرة‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬علنًا‭ ‬التحالف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭. ‬ووصف‭ ‬السيناتور‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬‮"‬كريس‭ ‬كونز‮"‬،‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬بـ"المتوتر‮"‬،‭ ‬وأنه‭ ‬يشكل‭ ‬‮"‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬للديمقراطية‭ ‬الإسرائيلية‮"‬،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬بالكونجرس‭ ‬‮"‬بريان‭ ‬شاتز‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬نتنياهو‮"‬،‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬‮"‬يمكنه‭ ‬التصرف‭ ‬دون‭ ‬عقاب،‭ ‬وتجاهل‭ ‬الأعراف‭ ‬الديمقراطية‮"‬،‭ ‬و‮"‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬دون‭ ‬مساءلة‮"‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬أكد‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬‮"‬تعارض‭ ‬بشدة‭ ‬أي‭ ‬أعمال‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬وزعزعة‭ ‬الاستقرار‮"‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬‮"‬توسيع‭ ‬المستوطنات‮"‬‭ ‬والخطاب‭ ‬التحريضي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮"‬منزعج‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين"؛‭ ‬فقد‭ ‬أصر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬‮"‬التزام‭ ‬واشنطن‭ ‬بأمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬صارم‮"‬،‭ ‬وتأكيده‭ ‬على‭ ‬استمرارها‭ ‬بتمويل‭ ‬أمني‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بمبلغ‭ ‬3‭.‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬سنويًا‭.‬

وحول‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬تجاه‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬ومكانة‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬،‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المبذولة‭ ‬لتهدئة‭ ‬التوترات‭ ‬الإقليمية؛‭ ‬رأى‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابق‭ ‬بين‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬و2022،‭ ‬‮"‬فرانك‭ ‬ماكنزي‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬‮"‬مثال‭ ‬ممتاز‭ ‬لإخبار‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬السياسي‭ ‬بالمنطقة‭ ‬أنهم‭ ‬سيظلون‭ ‬مهمين‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‮"‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والمنبثق‭ ‬من‭ ‬الصين‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وصف‭ ‬‮"‬بيتر‭ ‬إيساكسون‮"‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮"‬فير‭ ‬أوبزرفر‮"‬،‭ ‬الزيارة‭ ‬بـ"المسرحية‭ ‬الهزلية"؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تأكيدها‭ ‬على‭ ‬إصرار‭ ‬‮"‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬،‭ ‬الالتزام‭ ‬بأمن‭ ‬المنطقة،‭ ‬يتناقض‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬مع‭ ‬‮"‬تراجع‭ ‬الاهتمام‮"‬‭ ‬بالقضايا‭ ‬الإقليمية،‭ ‬مثل‭ ‬إيران،‭ ‬أو‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أفادت‭ ‬‮"‬لوسي‭ ‬إيلينبوجن‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬معهد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للسلام‮"‬،‭ ‬بأنه‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬‮"‬بلينكين‮"‬،‭ ‬السابقة،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬‮"‬تبدو‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬المروع‭ ‬الذي‭ ‬تكشف‭ ‬على‭ ‬الأرض‮"‬،‭ ‬يمكن‭ ‬بسهولة‭ ‬استنتاج‭ ‬الشيء‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬مناقشات‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬،‭ ‬والتعليقات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬جولته‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬علقت‭ ‬‮"‬إيما‭ ‬أشفورد‮"‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮"‬فورين‭ ‬بوليسي‮"‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮"‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬العنف‭ ‬وتزايد‭ ‬التطرف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬سياسة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬‮"‬لم‭ ‬تتغير‮"‬،‭ ‬ومازالت‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬‮"‬تسليحها‭ ‬وتمويلها‭ ‬مع‭ ‬رفضها‭ ‬العلني‭ ‬لتصريحات‭ ‬وزرائها‭ ‬المتطرفين‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬‮"‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬،‭ ‬‮"‬اشتراط‭ ‬مساعدتها‭ ‬لإسرائيل‮"‬،‭ ‬بـ"منع‭ ‬ارتكاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‮"‬،‭ ‬وتجنب‭ ‬خلق‭ ‬‮"‬بيئة‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬بالإقدام‭ ‬على‭ ‬ذلك‮"‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮"‬مايكل‭ ‬بارنيت‮"‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮"‬جورج‭ ‬واشنطن‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬‮"‬حافة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮"‬‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬بصفتها‭ ‬‮"‬الداعم‭ ‬الأساسي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والمدافعة‭ ‬عنها،‭ ‬ساعدتها‭ ‬وشجعتها‭ ‬على‭ ‬‮"‬انجرافها‮"‬‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬المتكرر‭ ‬لـ"أوستن‮"‬،‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮"‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬،‭ ‬ستظل‭ ‬ملتزمة‭ ‬بأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬‮"‬المدى‭ ‬الطويل‮"‬‭ -‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ترديده‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬‮"‬بايدن‮"‬،‭ ‬و"بلينكين‮"‬،‭ ‬و"سوليفان‮"‬‭- ‬يظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬أنها‭ ‬‮"‬فضلت‭ ‬استمرار‭ ‬غياب‭ ‬القيادة،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‮"‬،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬الكلمات‭ ‬والخطابات‭ ‬الرنانة،‭ ‬وعليه‭ ‬تؤكد‭ ‬بالفعل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬قوة‭ ‬أو‭ ‬دافع‭ ‬ما‭ ‬يجبرها‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬‮"‬آرون‭ ‬ميللر‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬إلغاء‭ ‬عام‭ ‬للأولويات‮"‬،‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬للقضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬بالمنطقة‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أدى‭ ‬تدهور‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الذعر‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬تعيين‭ ‬السياسيين‭ ‬المتطرفين‭ ‬كوزراء‭ ‬بالحكومة،‭ ‬والسعي‭ ‬وراء‭ ‬أجندة‭ ‬سياسية‭ ‬معادية‭ ‬للديمقراطية؛‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮"‬ميللر‮"‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮"‬إدارة‭ ‬بايدن‮"‬،‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬‮"‬لا‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬صدام‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو"؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬‮"‬أوستن‮"‬‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬تأكيده‭ ‬الالتزام‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأمن‭ ‬إسرائيل‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page