top of page

11/01/2023

مستقبل الحكومة الأسرائيلية الجديدة

شهد‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬‮«‬تصاعدًا‭ ‬خطيرًا‮»‬،‭ ‬للتوترات‭ ‬والعنف‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬‮«‬سلسلة‭ ‬اشتباكات‭ ‬في‭ ‬القدس‮»‬،‭ ‬و«استشهاد‭ ‬الصحفية‭ ‬‮«‬شيرين‭ ‬أبو‭ ‬عاقلة‮»‬،‭ ‬و«عمليات‭ ‬إجلاء‭ ‬قسري‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬لصالح‭ ‬مستوطنين‭ ‬يهود‭ ‬غير‭ ‬شرعيين‮»‬،‭ ‬و«ارتفاع‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ (‬146‭) ‬شهيدا‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬تقريبًا‭ ‬ضعف‭ ‬رقم‭ ‬عام‭ ‬2021؛‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬منذ‭ ‬2005؛‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬المشهد،‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬يمنح‭ ‬أي‭ ‬تفاؤل‭ ‬باحتمالية‭ ‬تحسن‭ ‬الوضع‭.‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬تم‭ ‬تقويض‭ ‬دعوات‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬‮«‬تور‭ ‬وينيسلاند‮»‬،‭ ‬المنسق‭ ‬الخاص‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لعملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬لتهدئة‭ ‬التوترات‭ ‬بشدة‮»‬،‭ ‬بعدما‭ ‬أُعلن‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬ائتلافية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة،‭ ‬تبوأ‭ ‬فيها‭ ‬مناصب‭ ‬أمنية‭ ‬رئيسية،‭ ‬‮«‬قوميون‭ ‬متطرفون‮»‬،‭ ‬لطالما‭ ‬انتهجوا‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬معادية‭ ‬للعرب‭ ‬والفلسطينيين،‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لسن‭ ‬سياسات‭ ‬تدعم‭ ‬نهجهم‭ ‬العدواني،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬فرص‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬تدهور‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭. ‬

وبينما‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سيضع‭ ‬يديه‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬مقاليد‭ ‬القيادة‮»‬،‭ ‬للحكومة؛‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬بن‭ ‬لينفيلد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حكومته‭ ‬‮«‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬سياسات‭ ‬قومية‭ ‬متطرفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السياسيين‭ ‬الساعين‭ ‬إلى‭ ‬تطرف‭ ‬الدولة،‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬والأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬وأرجع‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬آي‮»‬،‭ ‬المحددات‭ ‬الرئيسية‭ ‬لكيفية‭ ‬وصول‭ ‬الأحداث‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الصورة؛‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الأحزاب‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬صانعة‭ ‬الملوك‮»‬،‭ ‬لإحياء‭ ‬مستقبل‭ ‬نتنياهو‭ ‬السياسي‭. ‬

ومع‭ ‬فوز‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الليكود‮»‬،‭ ‬بـ32‭ ‬مقعدًا‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬دعم‭ ‬حزب‭ ‬‮«‬الصهيونية‭ ‬الدينية‮»‬،‭ ‬‮«‬أمرًا‭ ‬حاسمًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تشكيله‭ ‬للحكومة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬السياسي،‭ ‬يوفر‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬لهذه‭ ‬الكتلة‭ ‬القومية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬‮«‬نفوذًا‭ ‬تشريعيًا‭ ‬كبيرًا‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬‮«‬روس‭ ‬باركان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيويورك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬استنكار‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬وجود‭ ‬معتدل‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأكثر‭ ‬يمينًا‭.‬

ويُعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬القوميين‭ ‬المتطرفين‭ ‬‮«‬نفوذاً‮»‬،‭ ‬الذين‭ ‬يضغطون‭ ‬على‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬ويسعون‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الأمنية،‭ ‬هما‭ ‬‮«‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‮»‬،‭ ‬و«إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬وكلاهما‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬لينفيلد‮»‬،‭ ‬الأخير،‭ ‬كوزير‭ ‬للأمن‭ ‬القومي،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أخطر‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬انتزاع‭ ‬حرس‭ ‬الحدود،‭ ‬ليكون‭ ‬تحت‭ ‬قيادته‭ ‬الشخصية‭ ‬المباشرة‭. ‬ووفقًا‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الجديد،‭ ‬‮«‬سموتريتش‮»‬،‭ ‬يُشبه‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬مؤيد‭ ‬قوي‭ ‬لتوسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬وكلاهما‭ ‬سيدفعان‭ ‬بنشاط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وما‭ ‬يصاحب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تهميش‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تضيف‭ ‬آفاق‭ ‬القيادة‭ ‬لنتنياهو‭ -‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشوبها‭ ‬مشاكل‭ ‬قانونية‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬مزاعم‭ ‬بالفساد‭- ‬بعدا‭ ‬آخر‭ ‬لعدم‭ ‬الارتياح‭ ‬حول‭ ‬المستقبل‭ ‬السياسي‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬إيزابيل‭ ‬ديبري‮»‬،‭ ‬و«جوزيف‭ ‬فيدرمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬أسوشييتد‭ ‬برس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬قيامه‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬‮«‬بحملة‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬العدالة»؛‭ ‬لتجنب‭ ‬إدانته‭. ‬ويرى‭ ‬‮«‬يائير‭ ‬روزنبرغ‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬أتلاتنيك‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬الائتلاف،‭ ‬‮«‬اختار‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف؛‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬الوحيدين‭ ‬المستعدين‭ ‬للتوقيع‭ ‬على‭ ‬تشريع‭ ‬لإلغاء‭ ‬محاكمته‭ ‬بشأن‭ ‬الفساد»؛‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬كانت‭ ‬مرهونة‭ ‬بمصلحة‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذاتية‭. ‬

وكدليل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خطورة‭ ‬ذلك،‭ ‬وضعت‭ ‬التيارات‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬أنظارها،‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬تغييرات‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬والقضاء‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ديبري‮»‬،‭ ‬و«فيدرمان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة،‭ ‬أدخلت‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬تغييرًا‭ ‬وعدت‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬للنظام‭ ‬القضائي؛‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬،‭ ‬و«تقويض‮»‬‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منح‭ ‬الحكومة‭ ‬‮«‬سلطات‭ ‬مُطلقة‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬حد‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬كونور‭ ‬إيكولز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬كوينسي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تقلد‭ ‬القوميين‭ ‬المتطرفين‭ ‬‮«‬مناصب‭ ‬عليا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬‮«‬يُقوض‭ ‬رئيس‭ ‬وزرائها‭ ‬نفسه،‭ ‬ويجعله‭ ‬عرضة‭ ‬لمطالب‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬الائتلاف‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬بالتالي‭ ‬‮«‬تصعيد‭ ‬السياسات‭ ‬القمعية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ولابد‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬قد‭ ‬تحققت‭ ‬‮«‬فعليًا‮»‬،‭ ‬عقب‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬ولايته‭. ‬فمن‭ ‬بين‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬والأفعال‭ ‬التحريضية‭ ‬الفورية،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬إيزابيل‭ ‬كيرشنر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زيارة‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬للأماكن‭ ‬المقدسة‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬استفزازية‮»‬‭ ‬عمدًا‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وأثارت‭ ‬مقارنات‭ ‬بالزيارة‭ ‬السابقة‭ ‬لأرييل‭ ‬شارون‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الثانية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬مبكر‮»‬‭ ‬على‭ ‬الآفاق‭ ‬المُفزعة‭ ‬للتوترات‭ ‬والعنف‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭. ‬

وبالفعل،‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬عن‭ ‬خطط‭ ‬لطرد‭ ‬1000‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬مسافر‭ ‬يطا‮»‬،‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬اعتبرتها‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬بتسيلم‮»‬‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭: ‬‮«‬جريمة‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬العنيف‭ ‬الذي‭ ‬يترك‭ ‬السكان‭ ‬بلا‭ ‬خيار‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬الخطاب‭ ‬العدواني،‭ ‬انعكست‭ ‬المشاعر‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬المعادية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المشرعين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬‮«‬زفيكا‭ ‬فوغل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬القوة‭ ‬اليهودية،‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬إخضاع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬‮«‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬وإلى‭ ‬الأبد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬نهائية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬أشار‭ ‬المعلقون‭ ‬الغربيون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والاستفزازات،‭ ‬ستكون‭ ‬محصلتها‭ ‬النهائية،‭ ‬‮«‬التدهور‭ ‬المحتمل‭ ‬للوضع‭ ‬الأمني‭ ‬الهش‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬عام‭ ‬2023‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬التحليلات‭ ‬الغربية،‭ ‬هناك‭ ‬اعتراف‭ ‬واسع،‭ ‬بأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬سيتحملون‭ ‬وطأة‭ ‬آثار‭ ‬التصعيد‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وعليه،‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬توم‭ ‬بيتمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬‮«‬معرضون‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‮»‬،‭ ‬لهجمات‭ ‬المستوطنين‭ ‬والجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬منذ‭ ‬انتخابات‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضية‭. ‬وتوقع‭ ‬‮«‬باركان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬قتامة‮»‬،‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬ألوف‭ ‬بن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تجعل‭ ‬الوضع‭ ‬الرهيب‭ ‬أكثر‭ ‬سوءًا‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬أن‭ ‬التوتر‭ ‬قد‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬استشهد‭ ‬أربعة‭ ‬فلسطينيين‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وآخر‭ ‬تلك‭ ‬الضحايا‭ ‬وفاة‭ ‬طفل‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬خلال‭ ‬مداهمة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نابلس‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬سيعانون‭ ‬من‭ ‬تصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬العنف؛‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬تصعيد‭ ‬الخطاب‭ ‬العدائي‭ ‬والإجراءات‭ ‬المتشددة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السياسيين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬تهدد‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬أمن‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أبرزته‭ ‬التحذيرات‭ ‬العديدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العسكريين‭ ‬الحاليين‭ ‬والسابقين‭. ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التدخل‭ ‬الواضح‭ ‬لرئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬العامة‭ ‬لجيش‭ ‬الدفاع،‭ ‬‮«‬أفيف‭ ‬كوخافي‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬التغييرات‭ ‬المقترحة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬قوات‭ ‬الحدود،‭ ‬‮«‬أكد‭ ‬مدى‭ ‬القلق‭ ‬حيال‭ ‬احتمالات‭ ‬تصعيد‭ ‬التوترات،‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬الرتب‭ ‬العسكرية‮»‬‭. ‬كما‭ ‬انتقد‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬السابق،‭ ‬‮«‬جيورا‭ ‬إيلاند‮»‬،‭ ‬مسألة‭ ‬أن‭ ‬تُدار‭ ‬السياسة‭ ‬‮«‬عبر‭ ‬محادثات‭ ‬ائتلافية،‭ ‬تفتقد‭ ‬لآليات‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الجاد‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬وصف‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬بيني‭ ‬غانتس‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تضر‭ ‬سياسات‭ ‬الائتلاف‭ ‬الجديد‭ ‬باستقرار‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬كيرشنر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬إسرائيل‭ ‬القمعية‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أيضًا‭ ‬تداعيات‭ ‬كبيرة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بتطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬معها،‭ ‬لتصرفات‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬الأخيرة‭ ‬المثيرة‭ ‬للاحتقان‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬رأت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬انصياع‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬لشركائه‭ ‬في‭ ‬الائتلاف،‭ ‬سيشرعن‭ ‬البؤر‭ ‬الاستيطانية‭ ‬العشوائية‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ذاتها‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيوفر‭ ‬‮«‬سببا‭ ‬جديدًا‮»‬،‭ ‬يدفع‭ ‬المحللين‭ ‬لمقارنة‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬بنظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬المساءلة‭ ‬الدولية‭ ‬ضد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬والاستفزازات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كبار‭ ‬مسؤوليها؛‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكين‮»‬،‭ ‬معارضة‭ ‬إدارته‭ ‬الشديدة‭ ‬لـ«أي‭ ‬أعمال‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تقويض‭ ‬آفاق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬‮«‬توم‭ ‬نيدز‮»‬،‭ ‬وصف‭ ‬تصرفات‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مقبولة»؛‭ ‬إلا‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬ترغب‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‮»‬‭ -‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الرغبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تجاه‭ ‬الفلسطينيين‭- ‬يعتبر‭ ‬‮«‬مؤشرا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬جهد‭ ‬منسق‮»‬‭ ‬لتوفير‭ ‬تأثير‭ ‬خارجي‭ ‬إيجابي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬عبر‭ ‬أية‭ ‬محادثات‭ ‬قد‭ ‬تجريها‭ ‬بلاده‭. ‬وعليه،‭ ‬انتقد‭ ‬‮«‬ألوف‭ ‬بن‮»‬،‭ ‬الدول‭ ‬الغربية؛‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬سوى‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬‮«‬الانتقادات‭ ‬الشكلية‮»‬‭ ‬للسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬

واستمرارًا،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬باركان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ستقدم‭ ‬أي‭ ‬حقوق‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬احترام‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬واشنطن،‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬‮«‬كعنصر‭ ‬ضغط‭ ‬خارجي،‭ ‬يفرض‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يضمن‭ ‬بها‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬بقاء‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬أعرب‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لعدم‭ ‬قيام‭ ‬أي‭ ‬حكومة‭ ‬سابقة‭ ‬باستخدام‭ ‬‮«‬نفوذها‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬لإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يوجه‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬‮«‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬الردع‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬استمرار‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منذ‭ ‬تنصيبه‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬دعوات‭ ‬لاتخاذ‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬الدولية‭ ‬لمحاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬كيرشنر‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬العامة‮»‬،‭ ‬وافقت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬يطالب‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بالتدخل‭ ‬وإبداء‭ ‬رأيها،‭ ‬بشأن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وحالة‭ ‬الصراع‭ ‬الراهنة‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬نمرود‭ ‬غورين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يعكس‭ ‬عدم‭ ‬قناعة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ككل‭ ‬بـ‮«‬الرواية‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭ ‬حول‭ ‬مبررات‭ ‬استمرار‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدولية،‭ ‬لن‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬بطبيعته‭ ‬أية‭ ‬عواقب‭ ‬تطال‮»‬،‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ذات‭ ‬‮«‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬أبدته‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬ليس‭ ‬بالسابقة‭ ‬الملحوظة،‭ ‬فمع‭ ‬استشهاد‭ ‬‮«‬غورين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تصويت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬‮«‬يمثل‭ ‬استمرارية‮»‬‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬موقفها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المعتاد؛‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬مستقبلي‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬تجاه‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمينية‭ ‬الجديدة،‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬التصويت‭ ‬داخل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تظل‭ ‬توقعات‭ ‬تسوية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬‮«‬قاتمة‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬احتمالات‭ ‬حدوث‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التدهور‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الوجود‭ ‬البارز‭ ‬للقوميين‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والنفوذ‭ ‬السياسي‭ ‬لدى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬قد‭ ‬تُرجم‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدابير‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني،‭ ‬والتغييرات‭ ‬القضائية‭. ‬وعليه،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬باركان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬احتمالية‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأخيرة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬‮«‬تدمير‮»‬‭ ‬الآمال‭ ‬المتبقية‮»‬،‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬الفلسطينيين،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭.‬

‮ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬تغييرات‭ ‬سياسية‭ ‬وقانونية،‭ ‬تلحق‭ ‬أضرارًا‭ ‬جسيمة‭ ‬بسيادة‭ ‬القانون،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬‮«‬ألوف‭ ‬بن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬أنها‭ ‬تدخل‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬تجعلها‭ ‬أشبه‭ ‬بالدول‭ ‬الاستبدادية‮»‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تشبيهه‭ ‬لـ‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬بالرئيس‭ ‬المجري‭ ‬‮«‬فيكتور‭ ‬أوربان‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬‮«‬تحييد‭ ‬القضاء،‭ ‬وفرض‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬التصويت‭ ‬ضده‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬السلطة‮»‬‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page