top of page

19/11/2022

دول الخليج ومواجهة أزمة التضخم العالمية

يعد‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تقلق‭ ‬البشر‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬هي‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم،‭ ‬حيث‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬أحوالهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬ويدفع‭ ‬بالعديد‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬فيما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬استمراره‭ ‬إلى‭ ‬ركود،‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬مقدمة‭ ‬للحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬يعاني‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬تضخم،‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬المباشر‭ ‬فيها،‭ ‬خلل‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد،‭ ‬نتيجة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬حلقاتها‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بنفس‭ ‬سرعة‭ ‬الحلقات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬المعروض‭ ‬السلعي،‭ ‬إزاء‭ ‬الطلب‭ ‬الذي‭ ‬نهض‭ ‬بقوة‭ ‬بعد‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭. ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬أزمة‭ ‬على‭ ‬‮"‬المدى‭ ‬القصير‮"‬،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ينجو‭ ‬العالم‭ ‬منها،‭ ‬بعودة‭ ‬هذه‭ ‬السلاسل‭ ‬بالوتيرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة،‭ ‬لكن‭ ‬وقوع‭ ‬الحرب‭ ‬‮"‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‮"‬،‭ ‬وما‭ ‬ارتبط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬عقوبات،‭ ‬أثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬مباشرا‭ ‬على‭ ‬انخفاض‭ ‬معروض‭ ‬الطاقة‭ ‬والغذاء‭ -‬وهي‭ ‬سلع‭ ‬أساسية‭ ‬تتسم‭ ‬بضعف‭ ‬مرونة‭ ‬الطلب‭ ‬السعري‭ ‬عليها‭- ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬لجوء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬التحوط‭ ‬وتكوين‭ ‬مخزونات‭ ‬استراتيجية‭ ‬عالية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يسود‭ ‬فيه‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬أمد‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬وتطوراتها،‭ ‬وهى‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭.‬

وتشير‭ ‬توقعات‭ ‬‮"‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮"‬‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬ستقفز‭ ‬من‭ ‬4,7%‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬إلى‭ ‬8,8%‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬الانخفاض‭ ‬إلى‭ ‬6,50%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬فيما‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬قدر‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬من‭ ‬6%‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬إلى‭ ‬3,2%‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وإلى‭ ‬2,7%‭ ‬في‭ ‬2023‭. ‬وفيما‭ ‬تجاوز‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬10%،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬8,3%،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬دولاً‭ ‬قد‭ ‬تجاوز‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬فيها‭ ‬50%،‭ ‬مثل‭ ‬زيمبابوي‭ ‬285% ،‭ ‬ولبنان‭ ‬168%،‭ ‬وسوريا‭ ‬139%،‭ ‬والسودان‭ ‬125%،‭ ‬وفنزويلا‭ ‬114%،‭ ‬وتركيا‭ ‬80%،‭ ‬والأرجنتين‭ ‬71%،‭ ‬وإيران‭ ‬52%،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬نحو‭ ‬15%،‭ ‬وجيبوتي‭ ‬11,6%،‭ ‬وموريتانيا‭ ‬10,6%‭.‬

وتعد‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثرًا‭ ‬بالحرب‭ ‬‮"‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‮"‬‭. ‬وجاءت‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬استونيا‭ ‬24,9%،‭ ‬أوكرانيا‭ ‬23,8%،‭ ‬ليتوانيا‭ ‬22,4%،‭ ‬لاتفيا‭ ‬21,5%،‭ ‬روسيا‭ ‬البيضاء‭ ‬17,9%،‭ ‬بلغاريا‭ ‬17,7%،‭ ‬التشيك‭ ‬17,2%،‭ ‬مقدونيا‭ ‬16,8%،‭ ‬البوسنة‭ ‬والهرسك‭ ‬16,7%،‭ ‬بولندا‭ ‬16,1%،‭ ‬هنغاريا‭ ‬15,2%،‭ ‬رومانيا‭ ‬15,3%،‭ ‬الجبل‭ ‬الأسود‭ ‬14,9%،‭ ‬روسيا‭ ‬14,3%،‭ ‬سلوفاكيا‭ ‬14,1%،‭ ‬صربيا‭ ‬13,2%،‭ ‬كرواتيا‭ ‬12,8%،‭ ‬هولندا‭ ‬12%،‭ ‬اليونان‭ ‬11,4%،‭ ‬سلوفينيا‭ ‬11%،‭ ‬إسبانيا‭ ‬10,5%‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬معدلات‭ ‬تضخم‭ ‬أقل‭ ‬عالميًا‭. ‬وجاءت‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬بنسبة‭ ‬4,8%،‭ ‬ثم‭ ‬الكويت‭ ‬4,2%،‭ ‬ثم‭ ‬البحرين‭ ‬3,9%‭ ‬والسعودية‭ ‬2,7%،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬2,6%،‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬2,5%‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬عالميًا،‭ ‬إذ‭ ‬سجل‭ ‬مؤشر‭ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬لأسعار‭ ‬المستهلكين‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬2,2%،‭ ‬فيما‭ ‬سجلت‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والمشروبات‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬4,4%،‭ ‬وأسعار‭ ‬خدمات‭ ‬النقل‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬4%،‭ ‬فإنه‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تثبيت‭ ‬سعر‭ ‬البنزين‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2021،‭ ‬فقد‭ ‬أمر‭ ‬العاهل‭ ‬السعودي‭ ‬بتخصيص‭ ‬20‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭ (‬5,1‭ ‬مليارات‭ ‬يورو‭)‬؛‭ ‬لتقديم‭ ‬معونات‭ ‬نقدية‭ ‬مباشرة‭ ‬للأسر‭ ‬والمواطنين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬التضخم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬مخزونات‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.‬

ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬أعلنت‭ ‬‮"‬الإمارات‮"‬،‭ ‬مضاعفة‭ ‬برنامجها‭ ‬المخصص‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المحدودة‭ ‬الدخل‭ ‬إزاء‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬7,6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬شهري‭ ‬بنسبة‭ ‬85%‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬الوقود‭ ‬عن‭ ‬2,1‭ ‬درهم‭ ‬للتر،‭ ‬و75%‭ ‬من‭ ‬تضخم‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬التزامًا‭ ‬منها‭ ‬بتوفير‭ ‬المساعدة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬لتمكينهم‭ ‬من‭ ‬الإيفاء‭ ‬بمتطلبات‭ ‬المعيشة‭ ‬وتوفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لهم‭.‬

أما‭ ‬‮"‬الكويت‮"‬،‭ ‬فكانت‭ ‬قد‭ ‬جمدت‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬منذ‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2020،‭ ‬واستمرت‭ ‬في‭ ‬التشبث‭ ‬بقيودها‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتقاضاها‭ ‬الشركات‭ ‬مقابل‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية،‭ ‬كما‭ ‬أقرت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022،‭ ‬منحة‭ ‬مالية‭ ‬قدرها‭ ‬3000‭ ‬دينار‭ ‬كويتي‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬أرباب‭ ‬المعاشات،‭ ‬ما‭ ‬كلف‭ ‬مؤسسة‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.‬

فيما‭ ‬عززت‭ ‬‮"‬قطر‮"‬،‭ ‬مساعدات‭ ‬الأسر‭ ‬المحتاجة‭ ‬ودشنت‭ ‬عدة‭ ‬حملات‭ ‬للجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬لتقديم‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الحدود،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الأزمات؛‭ ‬كاليمن،‭ ‬وسوريا،‭ ‬والسودان،‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬والصومال‭. ‬وقامت‭ ‬‮"‬سلطنة‭ ‬عُمان‮"‬،‭ ‬بتثبيت‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود،‭ ‬والتدرج‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬ودعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭.‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬ظلت‭ ‬‮"‬البحرين‮"‬،‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬‮"‬التنمية‭ ‬الإنسانية‭ ‬العربية‭ ‬2022‮"‬،‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬66%‭ ‬من‭ ‬مواطنيها،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬المملكة‭ ‬وفقًا‭ ‬للتقرير‭ ‬قد‭ ‬صُنفت‭ ‬كأفضل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬سرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لتداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬برامج‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لحماية‭ ‬مواطنيها‭ ‬من‭ ‬التضخم،‭ ‬فإنه‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬هذا‭ ‬التضخم،‭ ‬قامت‭ ‬‮"‬البنوك‭ ‬المركزية‮"‬،‭ ‬برفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬لامتصاص‭ ‬السيولة،‭ ‬وتخفيض‭ ‬الطلب‭ ‬الاستهلاكي‭. ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬رفع‭ ‬الأربعاء‭ ‬2‭ ‬نوفمبر،‭ ‬حين‭ ‬رفع‭ ‬بنك‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬بواقع‭ ‬75‭ ‬نقطة،‭ ‬فرفع‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬السعودي‭ ‬ومثله‭ ‬الإماراتي‭ ‬والبحريني‭ ‬والقطري‭ ‬والعُماني‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬بنفس‭ ‬القدر،‭ ‬وفيما‭ ‬تربط‭ ‬الكويت‭ ‬عملتها‭ ‬بسلة‭ ‬عملات‭ ‬ولا‭ ‬تثبتها‭ ‬إزاء‭ ‬الدولار،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة،‭ ‬وقد‭ ‬اتبعت‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬الخليجية،‭ ‬مسار‭ ‬بنك‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬منذ‭ ‬بدأ‭ ‬البنك‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الكويت‭ ‬وقطر‭ ‬لم‭ ‬يتطابقا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬للاستثمار؛‭ ‬فإن‭ ‬‮"‬انتهاج‭ ‬سياسة‭ ‬مالية‭ ‬توسعية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬هذا‭ ‬الأثر‮"‬،‭ ‬و‮"‬إحداث‭ ‬توازن‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‮"‬؛‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تحرير‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الركود‭. ‬وتتضمن‭ ‬السياسة‭ ‬التوسعية‭ ‬‮"‬زيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي‮"‬،‭ ‬و"تسريع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والتكنولوجيا‮"‬،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬مكافحة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬مخاطره‭ ‬المتوسطة‭ ‬وطويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬للحكومات‭ ‬‮"‬تقديم‭ ‬حوافز‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬والخدمات‭ ‬الإلكترونية‮"‬‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬الدولار،‭ ‬يرفع‭ ‬قيمة‭ ‬العملات‭ ‬الخليجية،‭ ‬مما‭ ‬يخفف‭ ‬التضخم‭ ‬مقارنة‭ ‬بدول‭ ‬أخرى،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بالفعل‭ ‬ذات‭ ‬معدلات‭ ‬تضخم‭ ‬منخفضة،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يشغلها‭ ‬هو‭ ‬إتاحة‭ ‬القروض‭ ‬لزيادة‭ ‬النمو‭ ‬والنشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬وفرة‭ ‬مالية‭.‬

ووفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬‮"‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮"‬‭ -‬السابق‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭- ‬فإن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السعودي‭ ‬قد‭ ‬تربع‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬دول‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬محققًا‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬بلغ‭ ‬7,6%،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬المتوقع‭ ‬للعام‭ ‬القادم‭ ‬3,7%،‭ ‬حيث‭ ‬حقق‭ ‬معدلات‭ ‬نمو‭ ‬12,2%‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني،‭ ‬و8,6%‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬النفطية‭ ‬وغير‭ ‬النفطية‭. ‬فيما‭ ‬تشير‭ ‬توجهات‭ ‬الاستثمار‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ (‬2023–2026‭) ‬خاصة‭ ‬السعودية،‭ ‬مع‭ ‬إطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات،‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬والعقارات‭ ‬وسلاسل‭ ‬الإمداد‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توقع‭ ‬‮"‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮"‬،‭ ‬حدوث‭ ‬ركود‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فإنه‭ ‬توقع‭ ‬نموًا‭ ‬لاقتصادات‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬حيث‭ ‬لديها‭ ‬فرص‭ ‬طويلة‭ ‬المدى،‭ ‬مع‭ ‬امتلاكها‭ ‬أساسيات‭ ‬اقتصادات‭ ‬قوية‭. ‬ولتحقيق‭ ‬سياسة‭ ‬مالية‭ ‬توسعية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬رفعت‭ ‬السعودية‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬بنسبة‭ ‬19%‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬2022،‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬مقدرًا‭ ‬عند‭ ‬إعلان‭ ‬الموازنة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2021،‭ ‬ليبلغ‭ ‬هذا‭ ‬الإنفاق‭ ‬1,132‭ ‬تريليون‭ ‬ريال‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مقدرًا‭ ‬لها‭ ‬955‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بـ"الإمارات‮"‬،‭ ‬فقد‭ ‬توقع‭ ‬‮"‬البنك‭ ‬الدولي‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬اقتصادها‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ ‬5,9%‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وتوقع‭ ‬‮"‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬العربي‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬5,8%،‭ ‬وبنسبة‭ ‬3,8%‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬السياسات‭ ‬الداعمة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكلي،‭ ‬وانتعاش‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتدفق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الباحثة‭ ‬عن‭ ‬بيئات‭ ‬آمنة،‭ ‬والأثر‭ ‬الإيجابي‭ ‬لارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬الرأسمالي،‭ ‬واستمرار‭ ‬السياسات‭ ‬والإصلاحات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬غير‭ ‬النفطي،‭ ‬فيما‭ ‬أطلقت‭ ‬الدولة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والطاقة،‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية،‭ ‬واستتبع‭ ‬ذلك‭ ‬زيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬الاتحادية‭ ‬أو‭ ‬ميزانيات‭ ‬الإمارات‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬سعي‭ ‬‮"‬الكويت‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬ضبط‭ ‬الإنفاق،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬موازناتها‭ ‬العامة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬ميزانية‭ ‬2022‭/‬2023،‭ ‬قد‭ ‬تضمن‭ ‬إنفاق‭ ‬مبلغ‭ ‬2,9‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬كويتي‭. ‬وحتى‭ ‬أغسطس‭ ‬2022،‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬8,24‭ ‬مليارات‭ ‬ريال‭ ‬عُماني،‭ ‬بنسبة‭ ‬ارتفاع‭ ‬11,5%‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي‭.‬

ومع‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬البحرينية،‭ ‬3,569‭ ‬مليارات‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬في‭ ‬2022؛‭ ‬فقد‭ ‬أعدت‭ ‬‮"‬المملكة‮"‬،‭ ‬خمس‭ ‬استراتيجيات‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بعد‭ ‬كورونا،‭ ‬تستهدف‭ ‬قطاعات‭ ‬حيوية‭ ‬لتحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصادية‭ ‬شاملة‭ ‬الأبعاد،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬كبرى،‭ ‬بقيمة‭ ‬تتجاوز‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والاتصالات‭ ‬والمواصلات‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬والسياحة‭ ‬والقطاع‭ ‬الصحي‭. ‬وتشمل‭ ‬استراتيجية‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجيستية،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬لمنع‭ ‬أثر‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتجنيب‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الخليجية‭ ‬مخاطر‭ ‬الركود؛‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الاقتصادات‭ ‬جاذبة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشرة،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتباطأ‭ ‬فيه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬عالميًا‭. ‬وأشارت‭ ‬أرقام‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬قد‭ ‬استحوذت‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬التدفقات‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭. ‬ووفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬‮"‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬2022‮"‬‭ -‬الذي‭ ‬يعرض‭ ‬بيانات‭ ‬2021‭- ‬جاءت‭ ‬الإمارات‭ ‬الأولى‭ ‬بقيمة‭ ‬20,6‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬تليها‭ ‬السعودية‭ ‬19,2‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ثم‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬3,6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬والبحرين‭ ‬1,7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فمع‭ ‬زيادة‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وما‭ ‬يتبعه‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬رؤية‭ ‬2030،‭ ‬يجد‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬التي‭ ‬عوضت‭ ‬بسياساتها‭ ‬المالية،‭ ‬الآثار‭ ‬الانكماشية‭ ‬للسياسة‭ ‬النقدية،‭ ‬‮"‬مجالاً‭ ‬جاذبًا‮"‬‭ ‬له‭. ‬واجتذبت‭ ‬السعودية‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة‭ ‬بقيمة‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬2022،‭ ‬وأعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الاستثمار‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬توقيع‭ ‬456‭ ‬صفقة‭ ‬بقيمة‭ ‬925‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭. ‬

وخلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬بلغت‭ ‬قيمة‭ ‬تدفقات‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬3,73‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬‮"‬الإمارات‮"‬‭. ‬وتمكنت‭ ‬‮"‬البحرين‮"‬،‭ ‬من‭ ‬استقطاب‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬بقيمة‭ ‬290‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الستة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬2022،‭ ‬فيما‭ ‬أعلنت‭ ‬هيئة‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬‮"‬الكويت‮"‬،‭ ‬عن‭ ‬استقطاب‭ ‬347‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬2022‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬ارتفع‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬‮"‬سلطنة‭ ‬عُمان‮"‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬19%‭ .‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬إدارة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لأزمة‭ ‬التضخم‭ ‬العالمية،‭ ‬متواكبة‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬إيراداتها‭ ‬النفطية؛‭ ‬قد‭ ‬مكنتها‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬أولاً،‭ ‬وعدم‭ ‬انزلاق‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬إلى‭ ‬ركود‭ ‬باتباع‭ ‬سياسات‭ ‬مالية‭ ‬توسعية،‭ ‬تحقق‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الانضباط‭ ‬المالي‭ ‬وتوازن‭ ‬الميزانية،‭ ‬وهي‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية،‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page