top of page

08/11/2022

الانتخابات النصفية للكونجرس ومصير سياسات إدارة "بايدن"

من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يصوت‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬‮"‬التجديد‭ ‬النصفي‮"‬،‭ ‬اليوم‭ ‬8‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022؛‭ ‬لتحديد‭ ‬الحزب‭ ‬السياسي،‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬‭. ‬فيما‭ ‬ستكون‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬بمثابة‭ ‬‮"‬كشف‭ ‬حساب‮"‬،‭ ‬للرئيس‭ ‬‮"‬جو‭ ‬بايدن‮"‬،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناخبين‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬وصفها‭ ‬‮"‬أنتوني‭ ‬زورشر‮"‬،‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬‮"‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮"‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮"‬تأييد،‭ ‬أو‭ ‬رفض‮"‬‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭.‬

وتشمل‭ ‬الانتخاب‭ ‬النصفية،‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬435،‭ ‬وما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلث‭ ‬مقاعد‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬36‭ ‬حاكم‭ ‬ولاية،‭ ‬وستكون‭ ‬نتيجتها‭ ‬أيضًا‭ ‬بمثابة‭ ‬مؤشر‭ ‬رئيسي،‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬أن‭ ‬يستمروا‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقبلة‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬ومع‭ ‬تراجع‭ ‬أرقام‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لـ"بايدن‮"‬،‭ ‬وما‭ ‬يواجهه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬تضخم،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود،‭ ‬والتحذيرات‭ ‬من‭ ‬ركود‭ ‬قادم؛‭ ‬يتوقع‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬يخسر‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يجلبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬التشريعي‭ ‬المحلي‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭.‬

وقبل‭ ‬هذه‭ ‬الفترات‭ ‬النصفية،‭ ‬كان‭ ‬ميزان‭ ‬الكونجرس،‭ ‬عالقا‭ ‬بين‭ ‬الحزبين‭ ‬الرئيسيين،‭ ‬حيث‭ ‬تنقسم‭ ‬الغرفة‭ ‬العليا‭ ‬بالبرلمان‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إلى‭ ‬220‭ ‬مقعدا‭ ‬للديمقراطيين،‭ ‬مقابل‭ ‬212‭ ‬للجمهوريين‭ (‬مع‭ ‬3‭ ‬مقاعد‭ ‬شاغرة‭)‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬أكثر‭ ‬تنافسًا،‭ ‬حيث‭ ‬ينقسم‭ ‬أعضاؤه‭ ‬المائة‭ ‬بالتساوي‭ ‬بعدد‭ ‬خمسين‭ ‬مقعدا‭ ‬لكل‭ ‬منهما،‭ ‬ولكن‭ ‬يُمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬الأغلبية‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬إذا‭ ‬احتسب‭ ‬صوت‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس،‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬التنافس،‭ ‬رأت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬أن‭ ‬مخاطر‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين‭ ‬كبيرة‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي‭. ‬وأوضحت‭ ‬ليزلي‭ ‬فينجاموري،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬أن‭ ‬الإحساس‭ ‬بالضغط‭ ‬يتصاعد‭ ‬بين‭ ‬السياسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬وأنصارهم‭ ‬قبيل‭ ‬التصويت‭.‬

ويعد‭ ‬أوضح‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬المتزايدة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬الزيادة‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬الحملات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬مستوى‭ ‬يتجاوز‭ ‬بكثير‭ ‬الانتخابات‭ ‬المماثلة‭ ‬السابقة‭. ‬وسجلت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬أن‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬ستكون‭ ‬أغلى‭ ‬انتخابات‭ ‬غير‭ ‬رئاسية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬أمريكا‭. ‬وأضاف‭ ‬جون‭ ‬ماكورميك،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال،‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬الحملة،‭ ‬بلغ‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬الدعاية‭ ‬7‭.‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬وبحلول‭ ‬نهاية‭ ‬الانتخابات،‭ ‬توقعت‭ ‬شركة‭ ‬الأبحاث‭ ‬آد‭ ‬إيمباكت،‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنفاق‭ ‬9‭.‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬144٪‭ ‬عن‭ ‬انتخابات‭ ‬منتصف‭ ‬المدة‭ ‬لعام‭ ‬2018‭.‬

وانعكاسًا‭ ‬لهذا‭ ‬النهج،‭ ‬رأت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬أن‭ ‬الاستقطاب‭ ‬السياسي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬لعبة‭ ‬محصلة‭ ‬متساوية‭ ‬المكاسب‭ ‬والخسائر،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬تحليل‭ ‬التكلفة‭ ‬والعائد،‭ ‬للداعمين‭ ‬الممولين،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬لعام‭ ‬2010،‭ ‬يسمح‭ ‬بالإنفاق‭ ‬غير‭ ‬المقيد‭ ‬على‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬فإن‭ ‬مقاعد‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬تجتذب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المال،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تجتذب‭ ‬كل‭ ‬ولاية‭ ‬من‭ ‬الأربع‭ ‬ولايات‭ ‬جورجيا،‭ ‬وبنسلفانيا،‭ ‬ونيفادا،‭ ‬وأريزونا،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬نيك‭ ‬ألين،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬التليغراف،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬يمتلكون‭ ‬حاليًا‭ ‬أغلبية‭ ‬ضئيلة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشيوخ،‭ ‬توقع‭ ‬زورشر،‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬غرفة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬توقعت‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬الانتخابية‭ ‬لمجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬تبدو‭ ‬وكأنها‭ ‬ذات‭ ‬فرص‭ ‬متساوية،‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬صحيفة‭ ‬فاينانشال‭ ‬تايمز،‭ ‬أن‭ ‬بايدن،‭ ‬وحزبه‭ ‬في‭ ‬طريقهم‭ ‬لجني‭ ‬الخسائر،‭ ‬مع‭ ‬التضخم‭ ‬والركود‭ ‬الذي‭ ‬يلقي‭ ‬بثقله‭ ‬على‭ ‬الناخبين‭. ‬وأشار‭ ‬ألين،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يقرر‭ ‬ناخبو‭ ‬ولايات‭ ‬جورجيا،‭ ‬ونيفادا،‭ ‬وبنسلفانيا‭ ‬الحزب‭ ‬السياسي،‭ ‬الذي‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭.‬

ومع‭ ‬عدم‭ ‬توقع‭ ‬فوز‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬سلط‭ ‬المعلقون‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تداعيات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬في‭ ‬أجندتها‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭. ‬وأشار‭ ‬مايكل‭ ‬جرين،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستقطاب‭ ‬المتزايد،‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬الانتخابية‭ ‬لا‭ ‬يُبشر‭ ‬بالخير‭ ‬للإدارة‭ ‬الحالية‭. ‬ووفقًا‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮"‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬الذي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬تأييده‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬أكتوبر‭ ‬43٪،‭ ‬مقارنة‭ ‬بمعدل‭ ‬الرفض‭ ‬البالغ‭ ‬54٪،‭ ‬ابتعد‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬اعترافًا‭ ‬بأن‭ ‬إدارته‭ ‬تستعد‭ ‬لمواجهة‭ ‬عاصفة‭ ‬سياسية‭. ‬وأضاف‭ ‬زورشر،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬فيه‭ ‬رئاسته‭ ‬بإصلاحات‭ ‬للإعفاء‭ ‬الضريبي،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والإنفاق‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬اصطدمت‭ ‬أجندته‭ ‬المحلية‭ ‬بجدار،‭ ‬من‭ ‬الانتكاسات‭ ‬التشريعية،‭ ‬بشأن‭ ‬الإنفاق‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وحقوق‭ ‬التصويت،‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬والإجهاض،‭ ‬والنتيجة‭ ‬النهائية،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الحالية،‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬إنجاز‭ ‬بارز‭ ‬واحد،‭ ‬لتتباهى‭ ‬به‭ ‬أمام‭ ‬الناخبين‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬الجمهوريون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مجلسي‭ ‬الكونجرس،‭ ‬فقد‭ ‬توقع‭ ‬فينجاموري،‭ ‬حدوث‭ ‬اضطراب‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭. ‬وأشار‭ ‬ألين،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشرعين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬سيتمكنون‭ ‬من‭ ‬عرقلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬يتطلع‭ ‬إليها‭ ‬الديمقراطيون‭. ‬وأضاف‭ ‬زورشر،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو،‭ ‬فإن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬سيواجه‭ ‬رقابة‭ ‬صارمة‭ ‬من‭ ‬الكونجرس،‭ ‬حيث‭ ‬ركز‭ ‬الجمهوريون‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬الانسحاب،‭ ‬والهجرة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بايدن؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬أمورًا‭ ‬تتطلب‭ ‬تحقيقًا‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لاحظ‭ ‬جرين،‭ ‬أن‭ ‬الجمهوريين‭ -‬حال‭ ‬فوزهم‭ ‬بأغلبية‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭- ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يطلقوا‭ ‬سيلًا‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬الراهنة،‭ ‬حيث‭ ‬ستؤدي‭ ‬سيطرتهم‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الغرفة‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬التحقيقات‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬هجوم‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬على‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول،‭ ‬في‭ ‬مقابل،‭ ‬تشديد‭ ‬التحقيقات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمعاملات‭ ‬هانتر‭ ‬بايدن،‭ ‬التجارية‭ ‬الخارجية‭. ‬وعليه،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تثير‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬غضب‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬القلقين،‭ ‬بشأن‭ ‬قوة‭ ‬قيادتها‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬توقع‭ ‬المحللون‭ ‬حدوث‭ ‬اضطراب‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬بايدن‭ ‬الخارجية،‭ ‬حال‭ ‬تقدم‭ ‬الجمهوريين‭. ‬وكتب‭ ‬زورشر،‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬لم‭ ‬تعُد‭ ‬السياسة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬السلسة،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وعد‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬حملاته‭ ‬الانتخابية‭. ‬وأثار‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وفشل‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وتراجع‭ ‬الدعم‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬روسيا،‭ ‬غضب‭ ‬الحلفاء‭ ‬الغربيين‭.‬

وأشارت‭ ‬فينجاموري،‭ ‬إلى‭ ‬التداعيات‭ ‬الدولية‭ ‬لهذا‭ ‬التصويت‭ ‬المحتمل،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬النصفية‭ ‬كانت‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلاحظها‭ ‬أحد‭ ‬تقريبًا،‭ ‬خارج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أصبحت‭ ‬تعد‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬عالمي،‭ ‬بسبب‭ ‬تأثيرها‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬الدولية،‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬

وبتفصيل‭ ‬أكثر،‭ ‬يتوقع‭ ‬المراقبون‭ ‬تغييرا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬التردد‭ ‬بين‭ ‬النواب‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس،‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمالية‭ ‬لها‭. ‬وأشار‭ ‬زورشر،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إرسال‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية،‭ ‬قد‭ ‬تضاءل‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وأكد‭ ‬جرين،‭ ‬أنه‭ ‬بإمكان‭ ‬الجناح‭ ‬اليميني‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬أن‭ ‬يهدد‭ ‬بحظر‭ ‬أية‭ ‬إمدادات‭. ‬وأعلن‭ ‬زعيم‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬كيفين‭ ‬مكارثي،‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يقدم‭ ‬شيكًا‭ ‬على‭ ‬بياض‭ ‬للأوكرانيين‭. ‬وتعتبر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أكبر‭ ‬مانح‭ ‬للمساعدات‭ ‬المالية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والعسكرية‭ ‬للأوكرانيين،‭ ‬وعليه،‭ ‬حذر‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الدفاع‭ ‬بالبرلمان‭ ‬البريطاني،‭ ‬توبياس‭ ‬إلوود،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تخفيض‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬مستوى‭ ‬مساعدته،‭ ‬سيمكن‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي،‭ ‬بوتين،‭ ‬من‭ ‬انتزاع‭ ‬النصر‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتأثير‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أشار‭ ‬ماركوس‭ ‬مونتجمري،‭ ‬من‭ ‬المركز‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الإجماع،‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬لدول،‭ ‬مثل‭ ‬السعودية،‭ ‬جراء‭ ‬قرار‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬خفض‭ ‬حصص‭ ‬إنتاجها‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭. ‬واستشهد‭ ‬بأن‭ ‬استمرار‭ ‬خلاف‭ ‬المنظمة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬سياسة‭ ‬الطاقة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬سعي‭ ‬الجمهوريين‭ ‬للاستعانة‭ ‬بقانون‭ ‬منع‭ ‬التكتلات‭ ‬الاحتكارية،‭ ‬لإنتاج‭ ‬وتصدير‭ ‬النفط‭ ‬نوبك،‭ ‬وهو‭ ‬التشريع‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬الرياض‭ ‬ودولا‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬دعاوى‭ ‬قضائية‭ ‬بموجب‭ ‬قوانين‭ ‬مكافحة‭ ‬الاحتكار‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬زيادة‭ ‬توتر‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وواشنطن‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فمن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬أعادت‭ ‬تأكيد‭ ‬دعمها‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬أية‭ ‬إصلاحات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مساعدة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭. ‬وكتب‭ ‬مونتجمري،‭ ‬أن‭ ‬الكونجرس،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يسيطر‭ ‬عليه‭ ‬الجمهوريون‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يحاول‭ ‬عرقلة‭ ‬أي‭ ‬تحركات‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ملائمة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬سن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬لهم،‭ ‬مع‭ ‬احتمالات‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬سياسي‭ ‬وأمني‭ ‬أكبر‭ ‬لإسرائيل‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬إيران،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬مونتجمري،‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬ستواجه‭ ‬معارضة‭ ‬موحدة،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس،‭ ‬بشأن‭ ‬جهودها‭ ‬لاستعادة‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تراجع‭ ‬دعم‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬للحلول‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬قيام‭ ‬طهران‭ ‬مؤخرا‭ ‬بقمع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لحقوق‭ ‬المرأة‭. ‬وهكذا‭ ‬توصل‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجمهوريين‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يناهضوا‭ ‬أي‭ ‬صفقة‭ ‬مع‭ ‬طهران،‭ ‬ويسعون‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أصوات‭ ‬لـ"معارضة‮"‬‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الخلافات‭ ‬الحزبية‭ ‬العديدة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬فينجاموري،‭ ‬أن‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬سوف‭ ‬تحمل‭ ‬تشابهًا‭ ‬قويًا‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬السابقة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬سيطر‭ ‬الجمهوريون‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بأية‭ ‬إجراءات‭ ‬أو‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬النصفية،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشرعين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين،‭ ‬أكثر‭ ‬توافقًا،‭ ‬بشأن‭ ‬القضايا‭ ‬الرئيسية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تأييد‭ ‬مساعدة‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وضرورة‭ ‬تبني‭ ‬موقف‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬تجاه‭ ‬الصين‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذرت‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬احتمال‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬الإدارة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحالية،‭ ‬والجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس؛‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يرسل‭ ‬إشارات‭ ‬تحذيرية‭ ‬حول‭ ‬المسار‭ ‬المستقبلي‭ ‬للالتزامات‭ ‬الخاصة‭ ‬بسياسة‭ ‬واشنطن‭ ‬الخارجية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬احتمالية‭ ‬عودة‭ ‬ترامب،‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬اعترض‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2020،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬بمثابة،‭ ‬اختبارا‭ ‬أساسيا،‭ ‬لقوة‭ ‬الجمهوريين‭.‬

وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬المشاكل‭ ‬الراهنة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬كتبت‭ ‬فينجاموري،‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تواجه‭ ‬انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬خطابها‭ ‬السياسي،‭ ‬وأن‭ ‬43٪‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وتوفر‭ ‬التهديدات‭ ‬الداخلية‭ ‬احتمالية‭ ‬زعزعة‭ ‬وعود‭ ‬القيادة‭ ‬الدولية‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يلزم‭ ‬فيه‭ ‬وجود‭ ‬قيادة‭ ‬منسقة‭ ‬وحازمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬استجابة‭ ‬قوية‭ ‬وموحدة‭ ‬ضد‭ ‬روسيا،‭ ‬وكذلك‭ ‬سيؤثر‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬معالجتها‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬وأزمات‭ ‬الطاقة،‭ ‬والمناخ،‭ ‬والديون‭ ‬لدى‭ ‬الغرب‭. ‬وعليه،‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬واشنطن،‭ ‬بإصلاح‭ ‬ديمقراطيتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وإثبات‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقدمه‭ ‬نظام‭ ‬حكمها‭ ‬لمواطنيها‭ ‬محليًّا‭ ‬ودوليًّا‭ ‬أمام‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬النصفية،‭ ‬الحالية،‭ ‬بمثابة‭ ‬استفتاء‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬بايدن،‭ ‬ومؤشرًا‭ ‬حيويًا،‭ ‬للنتيجة‭ ‬المحتملة‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقبلة،‭ ‬وقد‭ ‬تؤدي‭ ‬النتيجة‭ ‬المتوقعة‭ ‬للتقدم‭ ‬الجمهوري‭ ‬داخل‭ ‬الكونجرس‭ ‬إلى‭ ‬تعقيد‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬المحلية‭ ‬والخارجية‭ ‬للإدارة‭ ‬الحالية،‭ ‬حيث‭ ‬سيصبح‭ ‬مستوى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬موضع‭ ‬شك‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬معدل‭ ‬الإنفاق‭ ‬الكبير،‭ ‬والنتيجة‭ ‬المحتملة‭ ‬للعنف‭ ‬السياسي‭ ‬الراهن،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬بعامين‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬السياسية‭. ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬الصعوبات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالنظرة‭ ‬المستقبلية‭ ‬غير‭ ‬المؤكدة‭ ‬حول‭ ‬ملامح‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬نتيجة‭ ‬الخلافات‭ ‬الداخلية‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page