top of page

05/11/2022

جهود مواجهة التغير المناخي ما بين أوروبا ودول الخليج

لا‭ ‬تهدد‭ ‬أزمة‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬الحالية،‭ ‬بتفاقم‭ ‬الانكماش‭ ‬المالي‭ ‬العالمي،‭ ‬وتصعيد‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى،‭ ‬وتهديد‭ ‬سبل‭ ‬عيش‭ ‬الملايين‭ ‬فقط؛‭ ‬لكن‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬مالكين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بلانيت‭ ‬مارك‮»‬،‭ ‬تمثل‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬تهديدًا‮»‬‭ ‬للتعهدات‭ ‬البيئية‭ ‬والمناخية،‭ ‬التي‭ ‬أخذتها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬الضارة‭ ‬بالبيئة‭.‬

ومع‭ ‬محاولة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تقليل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الروسي‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا؛‭ ‬سعت‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬للطاقة‭. ‬ومع‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬مثل‭ ‬الشمس،‭ ‬والرياح،‭ ‬فلا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬غير‭ ‬منتشرة‮»‬؛‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الأشكال‭ ‬التقليدية‭ ‬للطاقة،‭ ‬مثل‭ ‬الفحم،‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون،‭ ‬ويقوض‭ ‬الجهود‭ ‬البيئية‭ ‬العالمية‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬ستُعقد‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬الأطراف‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‮»‬،‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬خلال‭ ‬نوفمبر2022‭. ‬ويُقصد‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬استكمالًا‭ ‬للتعهدات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمناقشات‭ ‬المناخ‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬‮«‬غلاسكو‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬إزالة‭ ‬الكربون،‭ ‬وقضايا‭ ‬الزراعة،‭ ‬والأمن‭ ‬المائي،‭ ‬والتنوع‭ ‬البيولوجي‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬الطاقة‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والتوترات‭ ‬حول‭ ‬تايوان‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬‮«‬السياق‭ ‬الجيوسياسي‮»‬‭ ‬للقمة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‮»‬‭. ‬وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬أصبح‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مستقبل‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية،‭ ‬والجهود‭ ‬الدولية‭ ‬المبذولة‭ ‬للتعاون‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الغاية‭ ‬‮«‬موضع‭ ‬شك‮»‬‭. ‬

وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬سعي‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬لتقديم‭ ‬نفسه‭ ‬كقوة‭ ‬عظمى‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المناخ‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬سينزيا‭ ‬بيانكو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬زيادة‭ ‬التعاون‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الخليجية،‭ ‬بشأن‭ ‬المناخ،‭ ‬والذي‭ ‬يُحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬محفز‭ ‬لخفض‭ ‬التصعيد‭ ‬الإقليمي‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أولا‭ ‬تأكيد‭ ‬الوضع‭ ‬البيئي‭ ‬المتدهور‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭. ‬وكتبت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬واحدة‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬الأكثر‭ ‬تعرضًا‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬والتصحر‮»‬‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬فريدريك‭ ‬ويري‮»‬،‭ ‬و«نينار‭ ‬فوال‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬‮«‬سيؤثر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬ندرة‭ ‬المياه،‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬والتصحر،‭ ‬وهجرة‭ ‬السكان،‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التحديات‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬مواجهتها‮»‬‭.‬

وترتبط‭ ‬المشكلات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬العالمية،‭ ‬والناجمة‭ ‬عن‭ ‬تفاقم‭ ‬الانبعاثات‭ ‬خلال‭ ‬القرنين‭ ‬الماضيين‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬ويري‮»‬،‭ ‬و«فوال‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اقتصر‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬المقبل‭ ‬على‭ ‬درجتين‭ ‬مئويتين،‭ ‬‮«‬فمن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬تتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬المعدل‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬4‭ ‬درجات‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الانتشار‭ ‬المتزايد‭ ‬لموجات‭ ‬الحر‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬مشترك‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للشؤون‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬و«الصليب‭ ‬الأحمر»؛‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬‮«‬ظروفًا‭ ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬شخص»؛‭ ‬فقد‭ ‬وصفت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬الشواغل‭ ‬البيئية‭ ‬إلحاحًا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬ويري‮»‬،‭ ‬و«فوال‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بين‭ ‬80‭ ‬و90‭ ‬مليونًا‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة،‭ ‬سيعانون‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أشكال‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025‮»‬‭.‬

ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬المائي،‭ ‬والظروف‭ ‬غير‭ ‬المواتية‭ ‬للحياة،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬التصحر‭ ‬المتسارع‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬الزراعة‭ ‬حاليًا‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬قطاع‭ ‬مستهلك‭ ‬للمياه‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬ولأن‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬الغذائية،‭ ‬حيث‭ ‬يستورد‭ ‬العراق‭ ‬50%،‭ ‬وتستورد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬80‭-‬90%،‭ ‬فمن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬تدهور‭ ‬الوضع‭ ‬البيئي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬ضعف‭ ‬شبكات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬

ومع‭ ‬تحذير‭ ‬الخبراء‭ ‬الدوليين‭ ‬من‭ ‬الانعكاسات‭ ‬البالغة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذ‭ ‬‮«‬إجراءات‭ ‬فاعلة‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إهمال‭ ‬ملف‭ ‬السياسة‭ ‬البيئية‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬كأولوية‭ ‬مقابل‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬السياسي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تفاقم‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬يُظهر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬القضيتين‭ ‬بات‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬على‭ ‬التلوث،‭ ‬وندرة‭ ‬المياه،‭ ‬و«الهجرة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬جيفري‭ ‬ساكس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬كولومبيا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬ستحتاج‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تحول‭ ‬هائل‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬مكافحة‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬قادرة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬التدهور‭ ‬البيئي‮»‬،‭ ‬مقارنة‭ ‬بدول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة؛‭ ‬فقد‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تدعيم‭ ‬‮«‬سياسات‭ ‬المناخ‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬وينعكس‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬تعهد‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬بخفض‭ ‬مستويات‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬إلى‭ ‬صافي‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الصفري‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭. ‬وقبل‭ ‬‮«‬كوب26‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬تعهدت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬صافي‭ ‬انبعاثات‭ ‬صفرية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060،‭ ‬مدعومة‭ ‬باستثمارات‭ ‬بقيمة‭ ‬187‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬حيث‭ ‬تخطط‭ ‬لتحويل‭ ‬نصف‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬متجددة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وزراعة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬شجرة‭ ‬لمكافحة‭ ‬التصحر‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬نشطة‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البيئية‮»‬‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬مبادرة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الخضراء‮»‬،‭ ‬و«استضافة‭ ‬قمة‭ ‬دولية‭ ‬عن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬تعهدت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬صافي‭ ‬انبعاثات‭ ‬صفرية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬مدعومة‭ ‬باستثمارات‭ ‬تبلغ‭ ‬163‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التعهدات‭ ‬المشابهة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتقدمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثاتها؛‭ ‬فإن‭ ‬الأهداف‭ ‬الموضوعة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬بعيدة‭ ‬المنال‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة،‭ ‬وأزمة‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الغربية‭. ‬

ويبقى‭ ‬واضحًا،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يبدو‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬‮«‬غير‭ ‬متناسب‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ويري‮»‬،‭ ‬و«فوال‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬إسهام‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بنسبة‭ ‬9.4%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬العالمي‭ ‬للانبعاثات‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬6%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬دولا،‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬تعتبر‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬44%‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬سوى‭ ‬14%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭.‬

ومع‭ ‬وصول‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والدول‭ ‬الغربية،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المتبادل‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬والعمل‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬بصورة‭ ‬واضحة‭. ‬وتعليقًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮«‬تتحرك‭ ‬ببطء‮»‬‭ ‬للتصدي‭ ‬لتهديدات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ؛‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشجع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬للعمل‭ ‬معًا‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬إقليمي‮»‬،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬عمل‭ ‬قضية‭ ‬المناخ،‭ ‬باعتبارها‭ ‬مشكلة‭ ‬عالمية‮»‬‭.‬

ووفق‭ ‬هذا‭ ‬المعنى،‭ ‬أعربت‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬البيان‭ ‬المشترك،‭ ‬الذي‭ ‬اعتمدته‭ ‬‮«‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬بخصوص‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬والذي‭ ‬يؤكد‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والخليج،‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬التزامهما‭ ‬للعمل‭ ‬سويا،‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬التخفيف‭ ‬والتكيُف‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإدارة‭ ‬المستدامة‭ ‬للموارد‭ ‬البحرية،‭ ‬وإدارة‭ ‬المياه،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‮»‬‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحوافز‭ ‬الأوروبية‭ ‬المعنية‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيكون‭ ‬بالتشجيع‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬‮«‬علاقات‭ ‬إقليمية‭ ‬أوثق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬المشترك‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬حوافز‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البيئي،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬نمو‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬الخليج،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬97‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬وأوضح‭ ‬بيان‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬نية‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬تحالفات‭ ‬ومبادرات‭ ‬تعاون‮»‬،‭ ‬والعمل‭ ‬‮«‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬أقوى‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬قضايا‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬للحوار‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬يعتقد‭ ‬صانعو‭ ‬السياسات‭ ‬هناك‭ ‬أن‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬وإيران،‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تدفقات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬إليهم‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التوترات‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬أرضًا‭ ‬خصبة‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‮»‬،‭ ‬لتكتسب‭ ‬نفوذًا‭ ‬بارزا‭ ‬محليًا‭ ‬ودوليًا‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتخذها‭ ‬أوروبا‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬البيئي؛‭ ‬توضح‭ ‬‮«‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬تحرص‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬تبادل‭ ‬الخبرات‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬الحد‭ ‬من‭ ‬النفايات،‭ ‬والإدارة‭ ‬المستدامة‭ ‬لها‮»‬،‭ ‬كوسيلة‭ ‬‮«‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬للتلوث‭ ‬البلاستيكي‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التعاون‭ ‬لتطوير‭ ‬‮«‬نظم‭ ‬غذائية‭ ‬مستدامة‭ ‬وصحية‭ ‬وصديقة‭ ‬للبيئة‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬حثت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬‮«‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬المشترك‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬معالجة‭ ‬التلوث‭ ‬وتحلية‭ ‬المياه‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية‭ ‬المدمرة‭. ‬وكجزء‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬‮«‬تكرار‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬لمشروع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬إنكونت‭- ‬جي‭ ‬سي‭ ‬سي2‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يهدف،‭ ‬حتى‭ ‬إغلاقه‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬قاعدة‭ ‬للتعاون‭ ‬المشترك،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والابتكار‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬دعا‭ ‬‮«‬ساكس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬اندماج‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬أوسع‮»‬،‭ ‬لنقل‭ ‬الطاقة‭ ‬مع‭ ‬أوروبا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيسرع‭ ‬التحول‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬طاقة‭ ‬نظيفة‭ ‬ومتجددة‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬لأوروبا‮»‬‭. ‬لذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬المناقشات‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬كوب27‭ ‬‮«‬القادمة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬للتعاون،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الآثار‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬لأزمة‭ ‬المناخ‮»‬،‭ ‬قادت‭ ‬نحو‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الكبرى‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تتعاون،‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬نريد‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬المساهمة‭ ‬الجوهرية‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأوروبيين‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬تتطلب‭ ‬‮«‬تشجيع‭ ‬استثمارات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬كوسيلة‭ ‬لإثبات‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ملتزمة‭ ‬بتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬البيئية‮»‬‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمه‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬على‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬توجيه‭ ‬جهودهم‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬‮«‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬وإدارة‭ ‬ومعالجة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭.‬‮»‬

وحول‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأوروبية‭ ‬والجيوسياسية‭ ‬الإقليمية،‭ ‬كتبت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬داخل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بشأن‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬أيضًا‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وإيران‮»‬‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬المحادثات‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬الخطوط‭ ‬الحمراء‮»‬‭ ‬الخليجية،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬بالدعم‭ ‬الإيراني‭ ‬لوكلائها‭ ‬ومع‭ ‬ما‭ ‬تبعه‭ ‬من‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬إقليميًا،‭ ‬ورؤية‭ ‬طهران‭ ‬للوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬عقبة‭ ‬أساسية‮»‬‭ ‬للتحاور‭ ‬مع‭ ‬الخليج؛‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحوار‭ ‬المشترك‭ ‬بشأن‭ ‬معالجة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬المناخي‭ ‬والبيئي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يدفع‭ ‬نحو‭ ‬عملية‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد،‭ ‬لكنها‭ ‬رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هشة‭ ‬للغاية‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬استضافة‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬‮«‬كوب27‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تستضيف‭ ‬الإمارات‭ ‬الدورة‭ ‬القادمة‭ ‬للقمة‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أدركت‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية،‭ ‬وتجنب‭ ‬آثارها‭ ‬الضارة،‭ ‬مثل‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وما‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬‮«‬موجات‭ ‬حر،‭ ‬وعواصف‭ ‬رملية،‭ ‬وندرة‭ ‬مياه،‭ ‬وجفاف،‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬كوب27‭ ‬و28،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكونا‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للمشاركة‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬البيئي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يمكن‭ ‬للدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬المشترك‮»‬،‭ ‬و«تعزيز‭ ‬دور‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التزاماته‭ ‬والتصدي‭ ‬لتداعيات‭ ‬ظاهرة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‮»‬‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page