top of page

23/10/2022

مؤشرات على تراجع نفوذ "واشنطن" الدبلوماسي

في‭ ‬مستهل‭ ‬‮"‬استراتيجية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‮"‬،‭ ‬لإدارته‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬‮"‬جو‭ ‬بايدن‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬أمريكية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬‮"‬قوية‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‮"‬،‭ ‬وتفاخر‭ ‬بأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮"‬قوية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬لأننا‭ ‬أقوياء‭ ‬في‭ ‬وطننا‮"‬،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬‮"‬ديناميكي‮"‬،‭ ‬وتفوق‭ ‬عسكري‭ ‬‮"‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‮"‬،‭ ‬وشعب‭ ‬‮"‬مرن‭ ‬ومبدع‮"‬،‭ ‬و‮"‬نظام‭ ‬ديمقراطي‭ ‬يمكّننا‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬أنفسنا‭ ‬باستمرار‭ ‬وتجديد‭ ‬قوتنا‮"‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬نصبت‭ ‬أمريكا‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬نفسها‭ ‬‮"‬زعيمة‭ ‬العالم‭ ‬الحر‮"‬،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬‮"‬تقاليدها‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وحرياتها‭ ‬المدنية،‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون،‭ ‬ونموذجها‭ ‬الاقتصادي‮"‬،‭ ‬‮"‬مرغوبة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮"‬،‭ ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮"‬أوراسيا‮"‬،‭ ‬كيف‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬تعرض‭ ‬‮"‬التفوق‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬ضربة‮"‬،‭ ‬حيث‭ ‬يشكك‭ ‬الكثيرون‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬‮"‬حكمة‮"‬،‭ ‬و‮"‬شرعية‮"‬‭ ‬هذا‭ ‬الادعاء‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬كتب‭ ‬‮"‬بروس‭ ‬ستوكس‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬النموذج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لأمريكا‭ ‬يتضاءل؛‭ ‬‮"‬بسبب‭ ‬أزمة‭ ‬الشرعية‭ ‬والاستقطاب،‭ ‬وأنها‭ ‬تواجه‭ ‬أزمة‮"‬‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحيوية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أو‭ ‬البراعة‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬أو‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‮"‬،‭ ‬بل‭ ‬تتعلق‭ ‬بـ‮"‬الشرعية‭ ‬الدولية‮"‬،‭ ‬ويبدي‭ ‬حلفاؤها‭ ‬‮"‬شكوكًا‭ ‬بشأن‭ ‬وضع‭ ‬واتجاه‭ ‬ديمقراطيتها‮"‬،‭ ‬حيث‭ ‬‮"‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬لها‭ ‬‮"‬كنموذج‮"‬‭ ‬يجب‭ ‬محاكاته‭.‬

ويأتي‭ ‬مفهوم‭ ‬‮"‬التراجع‭ ‬الديمقراطي‮"‬‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أسباب‭ ‬تراجع‭ ‬نفوذ‭ ‬‮"‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭. ‬وفي‭ ‬مؤشر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬وحدة‭ ‬‮"‬الإيكونومست‭ ‬للمعلومات‭ ‬الاقتصادية‮"‬‭ ‬لعام‭ ‬2021،‭ ‬احتلت‭ ‬المرتبة‭ ‬26‭ ‬عالميًا،‭ ‬بعد‭ ‬‮"‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وإسبانيا،‭ ‬واليابان،‭ ‬وحتى‭ ‬إسرائيل‮"‬،‭ ‬واُعتبرت‭ ‬‮"‬ديمقراطيتها‭ ‬معيبة‮"‬،‭ ‬وليست‭ ‬‮"‬كاملة‮"‬‭. ‬وسجلت‭ ‬‮"‬الوحدة‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬فيها‭ ‬‮"‬مثقلة‭ ‬بمستويات‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬الاستقطاب‭ ‬السياسي،‭ ‬والثقافي‮"‬،‭ ‬مع‭ ‬‮"‬تفاقم‭ ‬الخلافات‭ ‬في‭ ‬الرأي،‭ ‬والطائفية‭ ‬السياسية،‭ ‬والجمود‭ ‬المؤسسي‮"‬‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮"‬ستوكس‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬‮"‬الإيمان‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬الأمريكية‮"‬‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬باعتباره‭ ‬‮"‬مشكلة‭ ‬أساسية‮"‬‭ ‬لـ‮"‬واشنطن‮"‬‭. ‬ووجد‭ ‬استطلاع‭ ‬أجراه‭ ‬مركز‭ ‬‮"‬بيو‮"‬‭ ‬للأبحاث‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬أن‭ ‬17٪‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬ديمقراطيتهم‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮"‬مثال‭ ‬جيد‭ ‬للاقتداء‭ ‬به‮"‬،‭ ‬بينما‭ ‬يرى‭ ‬75٪،‭ ‬أنها‭ ‬‮"‬كانت‭ ‬مثالًا‭ ‬جيدًا‮"‬،‭ ‬لكنها‭ ‬‮"‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‮"‬‭. ‬وتم‭ ‬تسجيل‭ ‬أنماط‭ ‬مماثلة‭ ‬من‭ ‬التقييمات‭ ‬الدنيا‭ ‬ممن‭ ‬شملهم‭ ‬الاستطلاع‭ ‬عبر‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬مثل‭ ‬كندا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وهولندا‭.‬

ووفقا‭ ‬لـ‮"‬ستوكس‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬نقد‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يرتكز‭ ‬حول‭ ‬‮"‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬المؤسسي‭ ‬والحزبي‮"‬،‭ ‬و‮"‬انتقال‭ ‬السلطة‭ ‬بين‭ ‬إدارات‭ ‬مختلفة‭ ‬السياسات‮"‬؛‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هناك‭ ‬تصورات‭ ‬بأن‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬،‭ ‬‮"‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬الوفاء‭ ‬بتعهداتها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‮"‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الدولية‭ ‬لها‭ ‬‮"‬مُتغيرة‮"‬،‭ ‬صعودًا‭ ‬وهبوطًا؛‭ ‬‮"‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬ماهية‭ ‬ساكن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وسياساته‭ ‬الخارجية‮"‬،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬رئاسة‭ ‬‮"‬جورج‭ ‬بوش‮"‬‭ ‬الابن،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬عزز‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬قوة‭ ‬ديمقراطيتها‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬التآكل‭.‬

ولتفسير‭ ‬هذا‭ ‬‮"‬التراجع‮"‬،‭ ‬رأت‭ ‬منظمة‭ ‬‮"‬فريدوم‭ ‬هاوس‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬،‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬‮"‬الضغط‭ ‬الحزبي‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية،‭ ‬والتحيز،‭ ‬والخلل‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية،‭ ‬والسياسات‭ ‬الضارة‭ ‬بشأن‭ ‬الهجرة‭ ‬وطالبي‭ ‬اللجوء‮"‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬‮"‬الفوارق‭ ‬في‭ ‬الثروة،‭ ‬والفرص‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والنفوذ‭ ‬السياسي‮"‬‭. ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬انخفضت‭ ‬ثقة‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬حكومتهم‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬حازت‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭ ‬‮"‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والقضائية‮"‬،‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮"‬جالوب‮"‬،‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬فقد‭ ‬أظهر‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاع‭ ‬أجرته‭ ‬المؤسسة‭ ‬أن‭ ‬43٪‭ ‬فقط‭ ‬منهم‭ ‬يثقون‭ ‬في‭ ‬سلطتهم‭ ‬التنفيذية،‭ ‬بينما‭ ‬يثق‭ ‬38٪‭ ‬فقط‭ ‬بالهيئة‭ ‬التشريعية‭. ‬فيما‭ ‬رصد‭ ‬استطلاع‭ ‬أجراه‭ ‬‮"‬صندوق‭ ‬مارشال‭ ‬الألماني‮"‬،‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022،‭ ‬انخفاضًا‭ ‬في‭ ‬تصورات‭ ‬الأمريكيين‭ ‬عن‭ ‬ديمقراطيتهم‭ ‬من‭ ‬55٪‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬إلى‭ ‬38٪‭ ‬فقط‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬مع‭ ‬اعتقاد‭ ‬30٪‭ ‬منهم‭ ‬الآن‭ ‬بأن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭ ‬‮"‬في‭ ‬خطر‮"‬‭.‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬أشارت‭ ‬‮"‬فريدوم‭ ‬هاوس‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬رئاسة‭ ‬‮"‬دونالد‭ ‬ترامب‮"‬،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أبرزت‭ ‬التحديات‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬النموذج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬واتهمتها‭ ‬‮"‬بتقويض‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬تضارب‭ ‬المصالح‮"‬،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬ومستشاريه‭ ‬‮"‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬أدلوا‭ ‬بتصريحات‭ ‬مضللة،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‮"‬،‭ ‬وخلصت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الشفافية‭ ‬والنزاهة،‭ ‬يوصف‭ ‬جوانب‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الإدارة‮"‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬‮"‬وحدة‭ ‬الإيكونومست‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نقل‭ ‬السلطة‭ ‬‮"‬المضطرب‮"‬،‭ ‬بين‭ ‬‮"‬ترامب‮"‬،‭ ‬و‮"‬بايدن‮"‬،‭ ‬أدى‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬سمعة‭ ‬أمريكا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬وأكدت‭ ‬‮"‬فريدوم‭ ‬هاوس‮"‬،‭ ‬على‭ ‬محاولات‭ ‬‮"‬ترامب‮"‬،‭ ‬تغيير‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬الناخبين‭ ‬على‭ ‬اقتحام‭ ‬مبنى‭ ‬‮"‬الكابيتول‮"‬‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالسلطة‮"‬‭. ‬وبعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬لم‭ ‬تهدأ‭ ‬التوترات‭ ‬السياسية،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬نظريات‭ ‬المؤامرة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2020،‭ ‬تحظى‭ ‬بتأييد‭ ‬واسع‭. ‬ووجد‭ ‬استطلاع‭ ‬أجراه‭ ‬موقع‭ ‬‮"‬إكسيوس‮"‬،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮"‬مومنتيف‮"‬‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2022،‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40٪‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬فوز‭ ‬‮"‬بايدن‮"‬‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭. ‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬للبلاد،‭ ‬مثل‭ ‬‮"‬التلاعب‭ ‬الحزبي‮"‬،‭ ‬في‭ ‬‮"‬توزيع‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية‮"‬،‭ ‬و‮"‬إعادة‭ ‬التصويت‭ ‬بالولايات‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬سياسية‮"‬،‭ ‬وهي‭ ‬ممارسات‭ ‬رأت‭ ‬‮"‬وحدة‭ ‬الإيكونوميست‮"‬،‭ ‬أنها‭ ‬‮"‬تشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬لزيادة‭ ‬العجز‭ ‬الديمقراطي‮"‬‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬شهدت‭ ‬أمريكا‭ ‬مؤخرًا‭ ‬مؤشرات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬حقوق‭ ‬التصويت‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭. ‬وسجل‭ ‬مركز‭ ‬‮"‬برينان‭ ‬للعدالة‮"‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬وحده،‭ ‬أدخلت‭ ‬19‭ ‬ولاية‭ ‬34‭ ‬قانونًا‭ ‬تقيد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التصويت‭ ‬عبر‭ ‬تنفيذ‭ ‬متطلبات‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬لبطاقات‭ ‬هوية‭ ‬الناخب،‭ ‬وحدود‭ ‬الأطر‭ ‬الزمنية‭ ‬للتصويت‭ ‬عبر‭ ‬البريد،‭ ‬وزيادة‭ ‬السهولة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬بها‭ ‬إزالة‭ ‬أسماء‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬السجلات‮"‬‭. ‬وعند‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬البعد‭ ‬السياسي‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬أشارت‭ ‬‮"‬المنظمة‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬‮"‬القيود‮"‬،‭ ‬تأتي‭ ‬بغرض‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬المجموعات‭ ‬السكانية‭ ‬التي‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تدعم‭ ‬المرشحين‭ ‬الديمقراطيين‮"‬‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجرائم‭ ‬وعقوبة‭ ‬السجن،‭ ‬فإن‭ ‬سجل‭ ‬‮"‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬لا‭ ‬يقدمها‭ ‬كنموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ورأت‭ ‬‮"‬فريدوم‭ ‬هاوس‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬للشرطة‭ ‬‮"‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬المساءلة‭ ‬بشأنها‮"‬،‭ ‬وأنه‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬اتهام‭ ‬الضباط‭ ‬بارتكاب‭ ‬انتهاكات‭ ‬ما،‭ ‬‮"‬تنتهي‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬عادةً‭ ‬بالبراءة،‭ ‬أو‭ ‬الأحكام‭ ‬بتهم‭ ‬مخففة‮"‬‭. ‬وبشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ارتفع‭ ‬تعداد‭ ‬السجناء‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1.2‭ ‬مليون‭ ‬سجين‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬وبينما‭ ‬تنتقد‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬أوضاع‭ ‬السجناء‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى،‭ ‬فإن‭ ‬‮"‬ظروف‭ ‬السجون‭ ‬والاعتقال،‭ ‬ومراكز‭ ‬الاحتجاز‭ ‬السابقة‭ ‬للمحاكمة،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬سيئة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الولايات‭ ‬الداخلية‮"‬،‭ ‬وقد‭ ‬مكّن‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بين‭ ‬السجناء‭ ‬والمعتقلين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وتنعكس‭ ‬المشاكل‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬‮"‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬،‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬التأثير‭ ‬العالمية‭ ‬لها‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬مستويات‭ ‬تأييدها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬وشرق‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الحرب‭ ‬‮"‬الأوكرانية‭- ‬الروسية‮"‬؛‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬‮"‬بولندا،‭ ‬وليتوانيا،‭ ‬ورومانيا،‭ ‬والسويد‮"‬،‭ ‬والتي‭ ‬تراوحت‭ ‬معدلات‭ ‬الشعور‭ ‬بالإيجابية‭ ‬تجاهها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬74٪‭ ‬و61٪،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬معدلات‭ ‬أقل‭ ‬تأييدًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬54٪‭)‬،‭ ‬وألمانيا‭ (‬53٪‭)‬،‭ ‬وفرنسا‭ (‬49٪‭)‬،‭ ‬وإيطاليا‭ (‬45٪‭). ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬التصورات‭ ‬حول‭ ‬موثوقيتها‭ ‬كحليف‭ ‬للدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬قد‭ ‬انبثقت‭ ‬من‭ ‬دعمها‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والعسكري‭ ‬لـ‮"‬كييف‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القارة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬عند‭ (‬65٪‭) ‬فقط‭. ‬وتتناقض‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭ ‬مع‭ ‬نسبة‭ ‬الـ83٪‭ ‬من‭ ‬البريطانيين،‭ ‬والـ78٪‭ ‬من‭ ‬الألمان،‭ ‬والـ62٪‭ ‬من‭ ‬الفرنسيين‭ ‬المؤيدين‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2000‭.‬

وعليه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮"‬ستوكس‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحولا‭ ‬في‭ ‬النمط‭ ‬العام‭ ‬لوجهات‭ ‬النظر‭ ‬الأوروبية؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬‮"‬لطالما‭ ‬أيدت‭ ‬‮"‬بيل‭ ‬كلينتون‮"‬،‭ ‬ثم‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انتقدت‭ ‬‮"‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش‮"‬،‭ ‬وبعد‭ ‬برهة‭ ‬أيدت‭ ‬‮"‬أوباما‮"‬،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬انتقدت‭ ‬‮"‬ترامب‮"‬،‭ ‬وأن‭ ‬التغييرات‭ ‬‮"‬الواضحة‮"‬‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬تجاه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وقادتها؛‭ ‬تعكس‭ ‬‮"‬تأرجح‭ ‬معدلات‭ ‬الاستحسان‭ ‬والتأييد‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‮"‬‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬تساءل‭ ‬المراقبون‭ ‬‮"‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الالتزامات‭ ‬التي‭ ‬تعهد‭ ‬بها‭ ‬‮"‬بايدن‮"‬،‭ ‬مثل‭ ‬‮"‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬ومعالجة‭ ‬ظاهرة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬ودعم‭ ‬كييف‮"‬،‭ ‬يمكن‭ ‬إلغاؤها،‭ ‬والرجوع‭ ‬عنها‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬مستقبلي‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬التراجع‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الداخلي،‭ ‬فإن‭ ‬تأثيرها‭ ‬العالمي‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬أيضًا‭ ‬لتحديات‭ ‬ملحوظة‭. ‬وبدا‭ ‬واضحًا‭ ‬وفقًا‭ ‬لمسح‭ ‬أجراه‭ ‬‮"‬صندوق‭ ‬مارشال‭ ‬الألماني‮"‬،‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬62٪‭ ‬من‭ ‬الأوروبيين‭ ‬ينظرون‭ ‬إليها‭ ‬باعتبارها‭ ‬حاليًا‭ ‬القوة‭ ‬العالمية‭ ‬الأكثر‭ ‬نفوذاً؛‭ ‬يعتقد‭ ‬35٪‭ ‬فقط‭ ‬أنها‭ ‬ستستمر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2027،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬‮"‬الصين‮"‬،‭ ‬ستكون‭ ‬‮"‬القوة‭ ‬الرئيسية‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‮"‬،‭ ‬بحلول‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬وما‭ ‬بعده‭.‬

وكنتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬تم‭ ‬الاعتراف‭ ‬أيضا‭ ‬بتراجع‭ ‬المكانة‭ ‬العالمية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بين‭ ‬الأمريكيين‭. ‬ووجد‭ ‬مركز‭ ‬‮"‬بيو‮"‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬اعتقد‭ ‬68٪‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬بلدهم‭ ‬حاليًا‭ ‬أقل‭ ‬احترامًا‭ ‬دوليًا،‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الماضي‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬اعتقد‭ ‬19٪‭ ‬فقط‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬نظامهم‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬يعد‭ ‬‮"‬مثالًا‭ ‬جيدًا‭ ‬يمكن‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذوه،‭ ‬بينما‭ ‬يعتقد‭ ‬72٪‭ ‬أنه‭ ‬كذلك،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬نموذجًا‭ ‬للآخرين‭.‬

وتشير‭ ‬تراجع‭ ‬معدلات‭ ‬الاستحسان‭ ‬والتأييد‭ ‬الدولي‭ ‬للنموذج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تحديات‭ ‬تعترض‭ ‬دبلوماسيتها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭. ‬وأشار‭ ‬‮"‬ستوكس‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬سلطة‭ ‬وشرعية‮"‬،‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬‮"‬إقناع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بتلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬صعبة‭ ‬تدعم‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬فحسب‮"‬،‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬قوتها،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توقيع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬تعاون‭ ‬استثماري‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2020،‭ ‬كان‭ ‬‮"‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬النفوذ‭ ‬الأمريكي‮"‬‭.‬

وبعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬إدارة‭ ‬‮"‬بايدن‮"‬‭ ‬زمام‭ ‬الأمور،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬شغل‭ ‬27٪‭ ‬من‭ ‬مناصب‭ ‬السفراء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يفتقر‭ ‬الشركاء‭ ‬الاستراتيجيون‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مثل‭ ‬السعودية،‭ ‬وقطر،‭ ‬والإمارات،‭ ‬والكويت‭ ‬حاليًا‭ ‬إلى‭ ‬مسؤولين‭ ‬دبلوماسيين‭ ‬رفيعي‭ ‬المستوى‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮"‬مات‭ ‬ماليس‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬جامعة‭ ‬نيويورك‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬الجمود‭ ‬السياسي،‭ ‬حيث‭ ‬‮"‬تباطأت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬سفراء‭ ‬جدد‮"‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجمهوريين‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬الذين‭ ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬تأكيد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التعيينات‭ ‬‮"‬رفضوا‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬تقريبًا‮"‬،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬اعتراضات‭ ‬حزبية‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صلة‮"‬‭. ‬

وفي‭ ‬محاولة‭ ‬لتقديم‭ ‬حلول‭ ‬للمشكلات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المحلية‭ ‬الحالية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أكد‭ ‬‮"‬ستوكس‮"‬،‭ ‬أنه‭ ‬لكي‭ ‬تستعيد‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬،‭ ‬‮"‬مكانتها‮"‬‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮"‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬تحدياتها‭ ‬السياسية‭ ‬الحزبية،‭ ‬وحالة‭ ‬الجمود‭ ‬المؤسسي،‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‮"‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬‮"‬ستحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إثبات‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬انتهاج‭ ‬سياسات‭ ‬دولية‭ ‬مستدامة‭ ‬يمكن‭ ‬لأصدقائها‭ ‬وأعدائها‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‮"‬‭. ‬وكجزء‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬‮"‬مؤسسة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‮"‬،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬طرق‭ ‬‮"‬إحياء‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‮"‬،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮"‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬للقيادة‭ ‬العالمية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المستقبلية‮"‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬‮"‬انخراطا‭ ‬مباشرا‭ ‬مع‭ ‬الأمريكيين‮"‬،‭ ‬‮"‬وفهما‭ ‬أفضل‮"‬‭ ‬لمشاعر‭ ‬الإحباط‭ ‬حيال‭ ‬ديمقراطيتها‮"‬‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬بعض‭ ‬التوصيات،‭ ‬أشارت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮"‬أوراسيا‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬‮"‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تنبئ‭ ‬بالمواقف‭ ‬المؤيدة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‮"‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬حثتها‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تأشيرات‭ ‬الطلاب‭ ‬للأجانب‭ ‬و‮"‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬لتعليم‭ ‬شبابها‮"‬‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬المعاملة‭ ‬غير‭ ‬العادلة‭ ‬للأقليات‮"‬،‭ ‬بها‭ ‬‮"‬تنتقص‭ ‬من‭ ‬جاذبية‭ ‬ديمقراطيتها‭ ‬الدولية‮"‬؛‭ ‬أضافت‭ ‬‮"‬المجموعة‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬جزءًا‭ ‬مهمًا‭ ‬من‭ ‬‮"‬استراتيجية‭ ‬تعزيز‭ ‬الديمقراطية‮"‬‭ ‬المستقبلية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬موجهة‭ ‬نحو‭ ‬‮"‬التصدي‭ ‬للعنصرية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬محليًا‮"‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬استطاعة‭ ‬‮"‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬،‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬‮"‬التماسك‭ ‬السياسي‮"‬،‭ ‬و‮"‬الوحدة‭ ‬الاجتماعية‮"‬‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تتحدى‭ ‬مستقبل‭ ‬وجود‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬مثل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬أو‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2020‭ ‬وما‭ ‬بعدها؛‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬نهجًا‭ ‬أكثر‭ ‬جرأة‭ ‬لإصلاح‭ ‬الانقسامات‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬ضعفها‭ ‬الدولي،‭ ‬وتقوية‭ ‬شوكة‭ ‬العلاقات‭ ‬والنفوذ‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتسم‭ ‬بالتنافس‭ ‬المحموم‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى،‭ ‬ويشهد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحروب،‭ ‬والصراعات‭ ‬الأهلية،‭ ‬والصعوبات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬شرعية‭ ‬وعدالة‭ ‬نظامها‭ ‬الديمقراطي‭ ‬قد‭ ‬باتت‭ ‬‮"‬موضع‭ ‬شك‮"‬‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬فإنه‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ضعف‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬لتبني‭ ‬أية‭ ‬إجراءات‭ ‬ديمقراطية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page