top of page

22/10/2022

مملكة البحرين وفصل جديد من فصول التطور الديمقراطي

مع‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬2022‭ ‬تدخل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فصلًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬فصول‭ ‬التطور‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬التي‭ ‬استهلتها‭ ‬بإرادة‭ ‬وطنية‭ ‬خالصة،‭ ‬حين‭ ‬تولى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1999،‭ ‬برؤية‭ ‬إصلاحية،‭ ‬تضع‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التقدم‭ ‬الشامل،‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬مارس،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬تعهده‭ ‬بتمكين‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حقوقه،‭ ‬وأن‭ ‬يرتكز‭ ‬حكمه‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الشفافية‭ ‬والانفتاح‭ ‬والعدالة‭.‬

وأنشأ‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬أول‭ ‬لجنة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬بحكم‭ ‬الدور‭ ‬التشريعي‭ ‬والرقابي‭ ‬لهذا‭ ‬المجلس،‭ ‬واتجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬دستورية‭ ‬فكان‭ ‬أن‭ ‬صدر‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬كركيزة‭ ‬لعقد‭ ‬اجتماعي‭ ‬جديد‭ ‬استفتى‭ ‬عليه‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬2001‭ ‬بأغلبية‭ ‬98‭.‬4%،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬قانون‭ ‬ومحكمة‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬فبراير‭ ‬2001،‭ ‬والسماح‭ ‬بعودة‭ ‬السياسيين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يقيمون‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وتشكيل‭ ‬جمعيات‭ ‬سياسية‭ ‬تعد‭ ‬بمثابة‭ ‬أحزاب‭ ‬سياسية‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬وتنشيط‭ ‬شبكة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وفي‭ ‬أغسطس‭ ‬2001‭ ‬كان‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬نيل‭ ‬المرأة‭ ‬كل‭ ‬حقوقها‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬مع‭ ‬الرجل،‭ ‬وفي‭ ‬15‭ ‬فبراير‭ ‬2002‭ ‬أصدر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬دستورًا‭ ‬معدلًا‭ ‬للبلاد‭ ‬يتم‭ ‬بموجبه‭ ‬تحول‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬دستورية،‭ ‬السيادة‭ ‬فيها‭ ‬للشعب‭ ‬مصدر‭ ‬السلطات،‭ ‬يمارسها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مؤسساته‭ ‬الدستورية،‭ ‬مقرًا‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬والتعاون‭ ‬بينها،‭ ‬ويمنح‭ ‬المرأة‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭ ‬والترشح‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬إنشاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬وتبني‭ ‬نظام‭ ‬برلماني‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬مجلسين،‭ ‬أحدهما‭ ‬منتخب‭ ‬انتخابًا‭ ‬حرًا‭ ‬مباشرًا‭ (‬النواب‭) ‬والآخر‭ ‬معيّن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الملك‭ (‬الشورى‭)‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يوازن‭ ‬كل‭ ‬مجلس‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الخبرة‭ ‬والاختصاص‭.‬

ويصدر‭ ‬الملك‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬14‭) ‬لسنة‭ ‬2002‭ ‬بشأن‭ ‬مباشرة‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية،‭ ‬والمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬16‭) ‬لسنة‭ ‬2002‭ ‬بشأن‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى،‭ ‬لتنطلق‭ ‬فصول‭ ‬التطور‭ ‬الديمُقراطي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انقطاع‭ ‬أو‭ ‬توقف‭ ‬استثنائي،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬2002‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬ومن‭ ‬جولة‭ ‬انتخابية‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬أخذت‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬التوسع،‭ ‬ونعني‭ ‬بها‭ ‬أولئك‭ ‬المعنيين‭ ‬بالمشاركة‭ ‬الفعلية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع،‭ ‬أو‭ ‬الترشح،‭ ‬أو‭ ‬الفوز‭ ‬بالمقاعد،‭ ‬أو‭ ‬الفاعلية‭ ‬داخل‭ ‬المجلس‭.‬

ففي‭ ‬انتخابات‭ ‬2002‭ ‬النيابية‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬53‭.‬48%،‭ ‬وتقدم‭ ‬للترشح‭ ‬177‭ ‬مرشحًا‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬ثماني‭ ‬سيدات،‭ ‬بينما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البلدية‭ ‬51‭.‬28%،‭ ‬وتقدم‭ ‬للترشح‭ ‬فيها‭ ‬306‭ ‬مرشحين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬31‭ ‬امرأة‭.‬

وفي‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬2006‭ ‬تنافس‭ ‬206‭ ‬مرشحين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬16‭ ‬مرشحة،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬تفوز‭ ‬المرأة‭ ‬بمقعد‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي،‭ ‬وارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬إلى‭ ‬72%،‭ ‬وفازت‭ ‬المعارضة بـ‭ ‬17‭ ‬مقعدًا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬40‭ ‬مقعدا،‭ ‬وفي‭ ‬الانتخابات‭ ‬البلدية‭ ‬تنافس‭ ‬171‭ ‬مرشحًا‭ ‬بينهم‭ ‬5‭ ‬سيدات‭ ‬على‭ ‬40‭ ‬مقعدا،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬نحو‭ ‬62%‭.‬

وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬67‭.‬7%‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬2010،‭ ‬وتنافس‭ ‬فيها‭ ‬133‭ ‬مرشحًا‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬7‭ ‬سيدات،‭ ‬وأيضًا‭ ‬فازت‭ ‬سيدة‭ ‬واحدة،‭ ‬فيما‭ ‬حصدت‭ ‬المعارضة‭ ‬18‭ ‬مقعدًا،‭ ‬وفاز‭ ‬المستقلون‭ ‬بـ‭ ‬17‭ ‬مقعدا،‭ ‬وتنافس‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البلدية‭ ‬182‭ ‬مرشحًا‭ ‬بينهم‭ ‬3‭ ‬سيدات،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬تفوز‭ ‬امرأة‭ ‬بمقعد‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬البالغ‭ ‬عددها‭ ‬40‭ ‬مقعدا،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الأعضاء‭ ‬الجدد‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬18‭ ‬عضوًا‭ ‬بنسبة‭ ‬تغيير‭ ‬بلغت‭ ‬45%‭.‬

وفي‭ ‬الانتخابات‭ ‬التكميلية‭ ‬لمجس‭ ‬النواب‭ ‬2011‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬المنتخب‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬سيدات،‭ ‬لتصبح‭ ‬نسبة‭ ‬تمثيل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬10%‭.‬

بينما‭ ‬تنافس‭ ‬266‭ ‬مرشحا‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬2014،‭ ‬منهم‭ ‬22‭ ‬سيدة،‭ ‬وأسفرت‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬عن‭ ‬دخول‭ ‬3‭ ‬سيدات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬و3‭ ‬سيدات‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬بينما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬52‭.‬6%،‭ ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬ترشح‭ ‬مقارنة‭ ‬بالانتخابات‭ ‬السابقة‭.‬

بينما‭ ‬شهدت‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬2018‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬إلى‭ ‬67%،‭ ‬وتنافس‭ ‬293‭ ‬مرشحًا‭ ‬ومرشحة‭ ‬على‭ ‬40‭ ‬مقعدا‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي،‭ ‬و137‭ ‬مرشحًا‭ ‬ومرشحة‭ ‬على‭ ‬30‭ ‬مقعدا‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬وبلغت‭ ‬المرشحات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬39‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬8،‭ ‬وفازت‭ ‬المرأة‭ ‬بـ‭ ‬6‭ ‬مقاعد‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬بنسبة‭ ‬15%‭ ‬بينما‭ ‬فازت‭ ‬بـ‭ ‬4‭ ‬مقاعد‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬وتوج‭ ‬صعود‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي‭ ‬المنتخب‭ ‬بانتخابه‭ ‬‮«‬فوزية‭ ‬بنت‭ ‬عبدالله‭ ‬زينل‮»‬‭ ‬رئيسًا‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭.‬

ويتوالى‭ ‬اتساع‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الحالية‭ ‬2022‭ ‬التي‭ ‬تجرى‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل‭ ‬والإعادة‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬نوفمبر،‭ ‬بينما‭ ‬تجرى‭ ‬للبحرينيين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬نوفمبر‭ ‬والإعادة‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬نوفمبر،‭ ‬وتشير‭ ‬نشرة‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المرشحين‭ ‬والمرشحات‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬561،‭ ‬منهم‭ ‬369‭ ‬مرشحًا‭ ‬ومرشحة‭ ‬للانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬و192‭ ‬للانتخابات‭ ‬البلدية،‭ ‬وتبين‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬المرشحين‭ ‬اتجاها‭ ‬قويا‭ ‬لنسبة‭ ‬أعلى‭ ‬للمستقلين‭ ‬للفوز‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مقاعد‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬وهو‭ ‬اتجاه‭ ‬تزايد‭ ‬منذ‭ ‬انتخابات‭ ‬2014،‭ ‬وهو‭ ‬يعني‭ ‬أيضًا‭ ‬اتجاه‭ ‬المجلس‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬تركيز‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬عالمية‭ ‬تنعكس‭ ‬تأثيراتها‭ ‬على‭ ‬المملكة،‭ ‬ومع‭ ‬أجندة‭ ‬تشريعية‭ ‬تنتظر‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬الجديد‭ ‬لاستكمال‭ ‬المسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للمملكة،‭ ‬فيما‭ ‬يتجه‭ ‬المجلس‭ ‬الجديد‭ ‬أيضًا‭ ‬لتمثيل‭ ‬الشباب‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الشباب‭ ‬نحو‭ ‬25%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬المرشحين‭ ‬لهذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬وتمثيل‭ ‬أكبر‭ ‬للمرأة،‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬المترشحات‭ ‬107‭ ‬نساء‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬561‭ ‬مترشحا‭.‬

وكما‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة،‭ ‬تجرى‭ ‬انتخابات‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬قضائي‭ ‬كامل،‭ ‬وتحظى‭ ‬بمراقبة‭ ‬وطنية‭ ‬حيادية‭ ‬منضبطة،‭ ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وتنمية‭ ‬روح‭ ‬المواطنة‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين،‭ ‬ووفقًا‭ ‬للصلاحيات‭ ‬الممنوحة‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمقتضى‭ ‬المادة‭ (‬22‭) ‬من‭ ‬فقرة‭ (‬هـ‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬إنشائها،‭ ‬حيث‭ ‬تختص‭ ‬المؤسسة‭ ‬برصد‭ ‬حالات‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وإجراء‭ ‬التقصي‭ ‬اللازم،‭ ‬وتوجيه‭ ‬انتباه‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬إليها،‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬الاقتراحات،‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمبادرات‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬الحالات،‭ ‬وعند‭ ‬الاقتضاء‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬بشأن‭ ‬موقف‭ ‬تلك‭ ‬الحالات،‭ ‬وردود‭ ‬أفعالها،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لذات‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬يمنح‭ ‬المؤسسة‭ ‬حق‭ ‬القيام‭ ‬بالزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬المعلنة‭ ‬وغير‭ ‬المعلنة‭ ‬لرصد‭ ‬أوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وإنفاذًا‭ ‬للدور‭ ‬المنوط‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرياته‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬واستجابة‭ ‬لضمان‭ ‬تمتع‭ ‬الجميع‭ ‬بالحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬وبالأخص‭ ‬الحق‭ ‬المعني‭ ‬بالترشح‭ ‬والانتخابات‭ ‬فإن‭ ‬المؤسسة‭ ‬تعتزم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬ملاحظة‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وحيث‭ ‬قامت‭ ‬المؤسسة‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬واسعة‭ ‬بصفتها‭ ‬جهة‭ ‬مستقلة‭ ‬وفق‭ ‬قانون‭ ‬إنشائها،‭ ‬بملاحظة‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬منذ‭ ‬الدعوة‭ ‬إليها،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬إجراءاتها،‭ ‬حتى‭ ‬الإعلان‭ ‬النهائي‭ ‬للفائزين‭ ‬بالعضوية،‭ ‬ومتابعة‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬للطعون‭.‬

وأمام‭ ‬المجلس‭ ‬الجديد‭ ‬للفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس،‭ ‬اعتماد‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬2022‭ ‬–‭ ‬2026،‭ ‬خاصة‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬بأولوياتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الخمس‭ ‬والمتضمنة‭ ‬27‭ ‬برنامجا،‭ ‬الأولوية‭ ‬الأولى‭: ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬واعدة‭ ‬لجعل‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬والثانية‭: ‬تسهيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬التجارية‭ ‬وزيادة‭ ‬فاعليتها،‭ ‬والثالثة‭: ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى،‭ ‬والرابعة‭: ‬تنمية‭ ‬القطاعات‭ ‬الواعدة،‭ ‬والخامسة‭: ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتنعكس‭ ‬هذه‭ ‬الأولويات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬الحكومة‭ ‬مشروعها‭ ‬للمجلس‭ ‬لمناقشتها‭ ‬وتقنينها،‭ ‬ولدى‭ ‬تسلم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬لأعمال‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬لدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الرابع،‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس،‭ ‬أعرب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عن‭ ‬تطلعه‭ ‬إلى‭ ‬فصل‭ ‬تشريعي‭ ‬سادس،‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬مواصلة‭ ‬تحقيق‭ ‬المكتسبات‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬وتعزز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬التشريعات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بمسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬أجندة‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬تشريعات‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬ينتظرها‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬قانون‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬85‭ ‬مادة،‭ ‬وتضم‭ ‬أبرز‭ ‬مواده‭ ‬عدم‭ ‬حبس‭ ‬الصحفي‭ ‬احتياطيًا‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها،‭ ‬وعدم‭ ‬جواز‭ ‬فصل‭ ‬الصحفي‭ ‬أو‭ ‬الإعلامي‭ ‬من‭ ‬عمله،‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬وإخطار‭ ‬الهيئة‭ ‬المهنية‭ ‬بمبررات‭ ‬الفصل،‭ ‬كما‭ ‬نظم‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المواقع‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والمنصات‭ ‬الإخبارية،‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬19‭ ‬أبريل‭ ‬2022‭.‬

كما‭ ‬يسعى‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭ ‬إلى‭ ‬إدخال‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬التشريعات‭ ‬القائمة،‭ ‬أو‭ ‬سن‭ ‬تشريعات‭ ‬جديدة،‭ ‬لتحويل‭ ‬مضامين‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬2022‭ ‬–‭ ‬2026‭ ‬إلى‭ ‬قوانين‭ ‬تعمل‭ ‬بمقتضاها‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬تتضمن‭ ‬أربعة‭ ‬محاور،‭ ‬تتناول‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية،‭ ‬والحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الفئات‭ ‬الأولى‭ ‬بالرعاية،‭ ‬وحقوق‭ ‬التضامن،‭ ‬وتشتمل‭ ‬هذه‭ ‬المحاور‭ ‬على‭ ‬17‭ ‬هدفا‭ ‬رئيسيا،‭ ‬يندرج‭ ‬تحتها‭ ‬34‭ ‬هدفا‭ ‬فرعيا،‭ ‬و102‭ ‬مشروع‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة،‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التشريع‭ ‬والتطوير‭ ‬المؤسسي‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات،‭ ‬ويجري‭ ‬تنفيذها‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬العليا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وإلى‭ ‬هذا‭ ‬يتابع‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الجديد‭ ‬مواءمة‭ ‬التشريعات‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومتابعة‭ ‬توصيات‭ ‬الآليات‭ ‬التعاقدية‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬ومتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬التوصيات‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬الاستعراض‭ ‬الدوري‭ ‬الشامل‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وبينما‭ ‬حققت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬2022‭ ‬أول‭ ‬فائض‭ ‬في‭ ‬ميزانياتها‭ ‬العامة‭ ‬منذ‭ ‬14‭ ‬عاما،‭ ‬بلغ‭ (‬88‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭) ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬فإنها‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي،‭ ‬وتزايد‭ ‬ثقة‭ ‬المستثمرين‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬مناقشة‭ ‬مشروع‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬الجديد‭ ‬2023‭ ‬و2024،‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬2022‭ ‬–‭ ‬2026،‭ ‬وكما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬قد‭ ‬مكن‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬أزمات‭ ‬حادة،‭ ‬أبرزها‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬–‭ ‬19،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬سيمكن‭ ‬الحكومة‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page