top of page

17/10/2022

بعد قرار أوبك خفض الإنتاج.. رؤى متوازنة للعلاقات السعودية - الأمريكية

أثار‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬بخفض‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬النفط،‭ ‬بما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مليوني‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬نوفمبر،‭ ‬انتقادات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحللين‭ ‬والسياسيين‭ ‬الغربيين،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬اعتبرته‭ ‬ضد‭ ‬مصالحها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬ويلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بفرص‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭ ‬للكونجرس‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬كما‭ ‬اعتبروه‭ ‬انحيازا‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وتأييدا‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬لمصالحها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬رغم‭ ‬شراكتها‭ ‬الأمنية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬مع‭ ‬‮«‬واشنطن»؛‭ ‬وهى‭ ‬المزاعم‭ ‬التي‭ ‬نفتها‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬واعتبرتها‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬والواقع‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬قامت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬بالرد‭ ‬وتفنيد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تسيس‭ ‬النفط،‭ ‬ولا‭ ‬تراه‭ ‬إلا‭ ‬كسلعة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬القرار‭ ‬اتُخذ‭ ‬بالإجماع‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬اقتصادي‭ ‬مراعيًا‭ ‬توازن‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬وأن‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كبح‭ ‬تقلبات‭ ‬سوق‭ ‬النفط،‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬أسعاره‭ ‬انخفضت‭ ‬ولم‭ ‬ترتفع،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬لفائدة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تعمل‭ ‬لصالح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وترعى‭ ‬مصالحها‭ ‬ومصالح‭ ‬المستهلكين‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬خلفية‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات،‭ ‬تناولت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مقالاتها‭ ‬وتحليلاتها،‭ ‬تأثير‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬أحادي‭ ‬فقط،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لأسباب‭ ‬اتخاذه،‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ديريك‭ ‬بروير‮»‬،‭ ‬و«ديفيد‭ ‬شيبارد‮»‬،‭ ‬و«أندرو‭ ‬إنجلاند‮»‬،‭ ‬و«فيليسيا‭ ‬شوارتز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬ومستوردي‭ ‬النفط‭ ‬الغربيين‭ ‬كانوا‭ ‬متجهين‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاصطدام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬واضحًا،‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭.‬

وعقب‭ ‬إعلان‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬قرارها،‭ ‬تركزت‭ ‬الانتقادات‭ ‬على‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬‮«‬تقويض‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬و«تعزيزه‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الروسي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبروه‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬لوم‭ ‬علني‮»‬‭ ‬لجهود‭ ‬تقارب‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬روجر‭ ‬ديوان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ستاندرد‭ ‬أند‭ ‬بورز‭ ‬جلوبال‭ ‬كوموديتي‭ ‬إنسايتس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬‮«‬دفع‭ ‬أسعار‭ ‬الخام‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‮»‬‭ (‬الأسعار‭ ‬انخفضت‭). ‬وعلقت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فايناشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬تهديدًا‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬التضخم،‭ ‬و«تزايدا‭ ‬لقلق‭ ‬المستهلكين‭ ‬بشأن‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬ونقص‭ ‬إمداداتها‮»‬‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكر‭ ‬بعض‭ ‬المحللين،‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬يضعون‭ ‬مصالح‭ ‬روسيا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬فوق‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬ألكسندر‭ ‬لانجلوا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الجمهوري‭ ‬الوطني‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬يعكس‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬مقايضة‭ ‬بين‭ ‬موسكو‭ ‬والرياض‭ ‬ودول‭ ‬رئيسية‭ ‬أخرى‭ ‬منتجة‭ ‬للنفط‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬بروير‮»‬،‭ ‬و«شيبارد‮»‬،‭ ‬و«إنجلاند‮»‬،‭ ‬و«شوارتز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬تحالف‭ ‬نفطي‭ ‬مع‭ ‬موسكو‮»‬‭. ‬

وتبرز‭ ‬الدلالة‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬وجهت‭ ‬انتقادات‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬؛‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج،‭ ‬بسبب‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬بزعم‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬‮«‬تحالف‮»‬‭ ‬مع‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬نفت‭ ‬السعودية‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬صوتت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وأن‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها‭ ‬واستقلالها‭ ‬السياسي،‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭. ‬فيما‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬خطوط‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬لدعم‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة،‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وحل‭ ‬الأزمة‭ ‬سياسيا،‭ ‬وتسوية‭ ‬النزاع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المفاوضات،‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬وساطتها‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬بينهما‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬التباين‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬بين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«الرياض‮»‬،‭ ‬وتثير‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬الشراكة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬وبينما‭ ‬وصف‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬جيك‭ ‬سوليفان‮»‬،‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬قصير‭ ‬النظر‮»‬،‭ ‬وتوعد‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أدوات‭ ‬وسلطات‭ ‬إضافية‮»‬،‭ ‬لتقليل‭ ‬‮«‬سيطرة‭ ‬الرياض‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‮»‬،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬اُعتبر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬أوبك‭ ‬‮«‬تدخلاً‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبرته‭ ‬السعودية‭ ‬تدخلاً‭ ‬في‭ ‬شؤونها»؛‭ ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬الكونجرس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬تمس‭ ‬المملكة؛‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬لها‮»‬،‭ ‬و«الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تنفيذه‭ ‬لا‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ولا‭ ‬يحفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المناطق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المحتمل‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير،‭ ‬فإن‭ ‬اعتراف‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬سيعيد‭ ‬‮«‬تقييم‮»‬‭ ‬علاقات‭ ‬بلاده‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الأحداث‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬يفرض‭ ‬بدوره‭ ‬تحولا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬ومن‭ ‬جانبها‭ ‬رحبت‭ ‬السعودية‭ ‬بالحوار‭ ‬ودعت‭ ‬إليه،‭ ‬معتبرة‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬استراتيجية،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الإملاءات،‭ ‬وترفض‭ ‬أي‭ ‬تصرفات‭ ‬أو‭ ‬مساع‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحوير‭ ‬الأهداف‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬عليها‭ ‬لحماية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬الأسواق‭ ‬البترولية‭ ‬إلى‭ ‬شأن‭ ‬سياسي‭ ‬بحت‭.‬

وبالفعل،‭ ‬قدم‭ ‬السناتور‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬بلومنتال‮»‬،‭ ‬والنائب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬‮«‬رو‭ ‬خانا‮»‬،‭ ‬‮«‬تشريعًا‭ ‬إلى‭ ‬مجلسي‭ ‬الشيوخ‭ ‬والنواب‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬وقف‭ ‬جميع‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‮»‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬مبيعات‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬والإصلاح،‭ ‬وخدمات‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجستي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الحرب‮»‬‭. ‬واستندا‭ ‬في‭ ‬حجتهما‭ ‬إلى‭ ‬النفوذ‭ ‬الذي‭ ‬يعتقدان‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمتلكه‭ ‬مع‭ ‬السعودية،‭ ‬موضحين‭ ‬أنها‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭ ‬الدفاعية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تستغني‭ ‬عن‭ ‬واردات‭ ‬شركات‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتكوين‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬أو‭ ‬الصين‭ ‬قد‭ ‬تؤول‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬أدنى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأنظمة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬قابلية‭ ‬التشغيل‭ ‬البيني‭ ‬مع‭ ‬ترسانة‭ ‬أسلحتها‭ ‬الحالية‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الدعوات‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتقليص‭ ‬أو‭ ‬تجميد‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬السعودية،‭ ‬نلاحظ‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬دعوات‭ ‬أكثر‭ ‬عقلانية‭ ‬تطالب‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المزايا‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬فليكينج‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بلومبرج‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬في‭ ‬حالة‭ ‬سحب‭ ‬واشنطن‭ ‬وجودها‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬قوى‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬ستتدخل‭ ‬وتحمي‭ ‬تجارة‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‮»‬،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬المرشحون‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬قابلية‭ ‬للقيام‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬هما‭ ‬الهند،‭ ‬والصين‭. ‬

ومن‭ ‬منظور‭ ‬استراتيجي‭ ‬بحت،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬فليكينج‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اندلاع‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬‮«‬ستوفر‭ ‬لواشنطن‭ ‬‮«‬خيارات‭ ‬استراتيجية؛‭ ‬منها‭ ‬خفض‭ ‬تدفق‭ ‬نفط‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬آسيا‮»‬‭. ‬وإذا‭ ‬سحبت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وجودها‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬الخلافات‭ ‬السياسية‭ ‬مع‭ ‬شركائها‭ ‬الخليجيين،‭ ‬فسوف‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬النفوذ‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تمارسه‭ ‬ضد‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬بيكر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬اتخاذ‭ ‬‮«‬خيارات‭ ‬بديلة‮»‬،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬التمسك‭ ‬بسياسته‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬استمالة‭ ‬السعودية‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬‮«‬إجراءات‭ ‬مضادة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تهدد‭ ‬بسحب‭ ‬قواتها‭ ‬ودفاعاتها‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ -‬كما‭ ‬أشير‭- ‬فإن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أي‭ ‬نية‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك،‭ ‬إدراكًا‭ ‬منه‭ ‬للمزايا‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأوسع‭ ‬لوجوده‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬بيكر‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬المضادة‭ ‬المحتملة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬محدودة‭ ‬أيضًا،‭ ‬ولديها‭ ‬‮«‬مخاطرها‮»‬،‭ ‬و«نتائجها‭ ‬غير‭ ‬المؤكدة‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬خططها‭ ‬للإفراج‭ ‬عن‭ ‬ملايين‭ ‬براميل‭ ‬النفط‭ ‬الإضافية‭ ‬من‭ ‬الاحتياطي‭ ‬البترولي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المحدود‭ ‬لديها،‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬محفوف‭ ‬بالمخاطر»؛‭ ‬لأن‭ ‬الاحتياطي‭ ‬‮«‬الآن‭ ‬عند‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬خطورة‭ ‬سحب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإمدادات‭ ‬الاحتياطية‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬عادة‭ ‬حينما‭ ‬تتعرض‭ ‬لخطر‭ ‬‮«‬نقص‭ ‬احتياطاتها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‮»‬،‭ ‬وليس‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬خلافات‭ ‬سياسية‭ ‬بحتة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الخطاب‭ ‬المتزايد‭ ‬حول‭ ‬انسحاب‭ ‬محتمل‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬قد‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬نقاشات‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬علاقة‭ ‬روسيا‭ ‬المستقبلية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬مارتن‭ ‬تشولوف‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬موسكو‭ ‬والرياض‭ ‬هي‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬في‭ ‬ذروة‭ ‬مراحلها»؛‭ ‬ووصف‭ ‬‮«‬أندرو‭ ‬وايس‮»‬،‭ ‬و‮«‬ياسمين‭ ‬ألكسندر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬العلاقة‭ ‬بينهما‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مزدهرة‮»‬،‭ ‬ومبنية‭ ‬على‭ ‬‮«‬اعتبارات‭ ‬تجارية،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عنصرا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬والخليج‭ ‬أكثر‭ ‬قربًا،‭ ‬وهو‭ ‬تحديد‭ ‬سقف‭ ‬أسعار‭ ‬لمبيعات‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬وكتب‭ ‬الباحثان،‭ ‬إن‭ ‬أعضاء‭ ‬أوبك‭ ‬الخليجيين،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحوافز‭ ‬لتخريب‭ ‬هذا‭ ‬الأمر»؛‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬السقف‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تقويض‭ ‬نفوذ‭ ‬أوبك‭+. ‬

ورغم‭ ‬الانتقادات‭ ‬المتزايدة‭ ‬لأعضاء‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬بزعم‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬موسكو،‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المحللين‭ ‬اعترفوا‭ ‬بأن‭ ‬قرار‭ ‬المجموعة،‭ ‬ليس‭ ‬مبنيًا‭ ‬على‭ ‬دوافع‭ ‬سياسية،‭ ‬وأن‭ ‬التصريحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الحقائق،‭ ‬وتحاول‭ ‬تصوير‭ ‬القرار‭ ‬خارج‭ ‬إطاره‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬بل‭ ‬اعترفوا‭ ‬أيضًا‭ ‬بأحقية‭ ‬الموقف‭ ‬الخليجي،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬شريك‭ ‬أمريكي‭ ‬بات‭ ‬أقل‭ ‬موثوقية،‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستقلال‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬علاقاته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬العالمية‭.‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬كوك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬مرت‭ ‬بعشرين‭ ‬عامًا‭ ‬ماضية‭ ‬تخللها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬والضعف‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬الأمن،‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كما‭ ‬كانت‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬بروير‮»‬،‭ ‬و«شيبارد‮»‬،‭ ‬و«إنجلاند‮»‬،‭ ‬و«شوارتز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬أوبك،‭ ‬أعطى‭ ‬‮«‬ثقة‭ ‬جديدة‮»‬،‭ ‬للرياض،‭ ‬‮«‬بأنها‭ ‬تستطيع‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬الأمريكي،‭ ‬والعمل‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحها‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬فليكينج‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬بدت‭ ‬البلدان‭ ‬المصدرة‭ ‬للنفط‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬عنيدة‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‮»‬،‭ ‬فذلك‭ ‬لأنها‭ ‬‮«‬تدرك‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تحرك‭ ‬ساكنًا،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬المعتادة‮»‬‭.‬

في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬رفض‭ ‬‮«‬جيسون‭ ‬جرينبلات‮»‬،‭ ‬المبعوث‭ ‬السابق‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬التوقعات‭ ‬الغربية،‭ ‬بشأن‭ ‬انصياع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وراء‭ ‬الإملاءات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬و«أبو‭ ‬ظبي‮»‬،‭ ‬ليستا‭ ‬‮«‬دولتين‭ ‬تابعتين‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬وعلق‭ ‬بأن‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬إليهما‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬‮«‬مخادعة،‭ ‬وغير‭ ‬نزيهة،‭ ‬ومسيسة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير»؛‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬تجاهلها‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬أوبك‭ ‬لديهم‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬مصالحهم‭ ‬واستراتيجياتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬الخاصة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬أيضًا‭ ‬عدم‭ ‬امتلاك‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬الحق‭ ‬في‭ ‬إخبارهما‭ ‬بوضع‭ ‬خططهما‭ ‬جانبًا‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬تصالحية‮»‬‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬عندما‭ ‬تولت‭ ‬مهامها‭ ‬الرئاسية‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬

أما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمجال‭ ‬الجيوسياسي،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬لانجلوا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الرياض،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬تتسم‭ ‬بالواقعية‭ ‬عند‭ ‬دعمها‭ ‬لمصلحتها‭ ‬الذاتية‭ ‬بصورة‭ ‬عقلانية،‭ ‬وبشكل‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬واشنطن‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬روبن‭ ‬ميلز‮»‬،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬قمر‭ ‬للطاقة،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القادة‭ ‬السعوديين‭ ‬السابقين‭ ‬‮«‬كانوا‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ ‬لمراعاة‭ ‬مشاعر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا‭ ‬نفس‭ ‬الشيء‮»‬‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اقتضت‭ ‬المصلحة‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬انتقاد‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بسبب‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭. ‬وأفاد‭ ‬‮«‬جيمي‭ ‬ديمون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬جي‭.‬بي‭ ‬مورجان‭ ‬تشيس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬‮«‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تضخ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬واردات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ - ‬الأوكرانية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تتبنى‭ ‬دور‭ ‬‮«‬المنتج‭ ‬المتأرجح‮»‬‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية،‭ ‬وليس‭ ‬السعودية‭. ‬وتجدر‭ ‬الإشارة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنتج‭ ‬المتأرجح‭ ‬يستطيع‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬تقليل‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬بأقل‭ ‬تكلفة‭ ‬داخلية‭ ‬إضافية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكنه‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬أمريتا‭ ‬سين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬إنرجي‭ ‬أسبكتس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التهديدات‭ ‬بالتداعيات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة،‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬خطرًا‭ ‬كبيرًا؛‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬أيام‭ ‬إنتاج‭ ‬ملايين‭ ‬البراميل‭ ‬يوميًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬ولت‮»‬،‭ ‬وتتمتع‭ ‬دول‭ ‬أوبك‭ ‬‮«‬بحرية‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير»؛‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬زيادة‭ ‬مفاجئة‮»‬‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الغاز‭ ‬الصخري‭ ‬الأمريكي‭ ‬وتصديره‮»‬‭.‬

وكتب‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬بانيكوف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المشكلة‭ ‬الأساسية،‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والسعودية‭ ‬هي‭ ‬‮«‬التوقعات‭ ‬الثنائية‭ ‬المتطلبة‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تفضل‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬شكلاً‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬‮«‬العلاقة‮»‬‭ ‬غير‭ ‬المقيدة‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تحافظ‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬تفضيلها‭ ‬‮«‬للشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‮»‬‭ ‬بشروطها‭ ‬الخاصة‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الطابع‭ ‬الهجومي‭ ‬الذي‭ ‬ساد‭ ‬التناول‭ ‬الإعلامي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بشأن‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج،‭ ‬فقد‭ ‬رفضت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬تحميلها‭ ‬المسؤولية،‭ ‬واختزال‭ ‬قرار‭ ‬المجموعة‭ ‬باتفاق‭ ‬يجمع‭ ‬السعودية‭ ‬وروسيا‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬الـ23،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬قرار‭ ‬سيادي‭ ‬كان‭ ‬يقتضي‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬احترامه‭. ‬

وهنا‭ ‬يبقى،‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬سينصاع‭ ‬وراء‭ ‬بعض‭ ‬أصوات‭ ‬حزبه‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬واشنطن‭ ‬بالرياض،‭ ‬أم‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬اقتفاء‭ ‬الحذر‭ ‬والتقارب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬معها،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وأهمها‭ ‬قضية‭ ‬إيران،‭ ‬وبرنامجها‭ ‬النووي‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيرها‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬الخليج،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬لحركة‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬والتجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬احتواء‭ ‬التوتر‭ ‬الحاصل،‭ ‬وأن‭ ‬يجد‭ ‬البلدان‭ ‬حلولاً‭ ‬لخفض‭ ‬التوتر‭ ‬والتصعيد‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالحهما‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭. 

{ انتهى  }
bottom of page