top of page

08/10/2022

مؤشرات مهمة في صعود مملكة البحرين في التقييمات الدولية 2022

ترصد‭ ‬تقييمات‭ ‬دولية‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتناولها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬2021،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬الرسمية،‭ ‬وهي‭ ‬بذلك‭ ‬تعد‭ ‬مرجعية‭ ‬أساسية‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الموثوقية‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬ومكانتها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تحتويها،‭ ‬وأساس‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬هو‭ ‬الجهد‭ ‬الوطني‭ ‬المبذول‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬كل‭ ‬مؤشر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات،‭ ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يرجع‭ ‬إليه‭ ‬المستثمر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬قراره‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬معين،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يهتم‭ ‬صانع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المشمولة‭ ‬بهذه‭ ‬التقارير‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬بها،‭ ‬لجهة‭ ‬أين‭ ‬تكمن‭ ‬مكامن‭ ‬القوة،‭ ‬وأين‭ ‬الفرص،‭ ‬وأين‭ ‬المخاطر،‭ ‬فيما‭ ‬قد‭ ‬يوجه‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الخطط‭ ‬والسياسات‭ ‬والإجراءات،‭ ‬بغية‭ ‬تعزيز‭ ‬مكامن‭ ‬القوة،‭ ‬وتحويل‭ ‬مكامن‭ ‬الضعف‭ ‬إلى‭ ‬نقاط‭ ‬قوة،‭ ‬واغتنام‭ ‬الفرص،‭ ‬وتجنب‭ ‬المخاطر‭.‬

ولأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬2017،‭ ‬حين‭ ‬صدر‭ ‬تقريره‭ ‬الأول،‭ ‬يضع‭ ‬مركز‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمي‭ ‬التابع‭ ‬للمعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬الإدارية،‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يرصدها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬التنافسية‭ ‬الرقمية‭ ‬العالمية،‭ ‬الذي‭ ‬يتناول‭ ‬64‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬52‭ ‬مؤشرًا،‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬32‭ ‬عالميًّا،‭ ‬واحتلت‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬هذه‭ ‬التنافسية،‭ ‬فجاءت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬السادسة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاتصالات،‭ ‬و11‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬و14‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصالات‭ ‬والسابعة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الخبرة‭ ‬العالمية،‭ ‬و13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬المهارات‭ ‬الرقمية‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬و13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬الموهوبين،‭ ‬وجاءت‭ ‬المملكة‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬15‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬مؤشرًا،‭ ‬فجاءت‭ ‬الرابعة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬مشتركي‭ ‬النطاق‭ ‬العريض‭ ‬المتنقل‭ ‬ومستخدمي‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والثالثة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬النساء‭ ‬الحاصلات‭ ‬على‭ ‬الدرجات‭ ‬العلمية،‭ ‬والسابعة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الخبرة‭ ‬الدولية‭ ‬للمدراء،‭ ‬و13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬العولمة،‭ ‬و19‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الباحثات‭.‬

وراء‭ ‬هذا‭ ‬الصعود‭ ‬جهودٌ‭ ‬ومثابرة‭ ‬وطنية‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الألفية،‭ ‬مع‭ ‬تحرير‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬والنهضة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وتدشين‭ ‬مدارس‭ ‬المستقبل‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬ومبادرة‭ ‬التمكين‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬المملكة،‭ ‬وتنمية‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬جودة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬تكلفة‭ ‬خدمات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وإطلاق‭ ‬خدمات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬مجالاتها‭ ‬وتحقيق‭ ‬حوكمتها،‭ ‬وتغطيتها‭ ‬لكل‭ ‬المناطق‭ ‬لكل‭ ‬الأفراد‭ ‬وتعدد‭ ‬أدواتها،‭ ‬فيما‭ ‬أطلقت‭ ‬المملكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬2022‭ - ‬2026،‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتضمنت‭ ‬أربعة‭ ‬محاور‭ ‬رئيسية‭: ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي،‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوكمة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وتطوير‭ ‬القدرات‭ ‬الرقمية‭. ‬

وجاءت‭ ‬المملكة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬فريزر‭ ‬الكندي‭ ‬2022،‭ ‬متقدمة‭ ‬26‭ ‬مرتبة‭ ‬عن‭ ‬السنة‭ ‬السابقة،‭ ‬واحتلت‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ‭ ‬39‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬165‭ ‬دولة،‭ ‬فيما‭ ‬جاءت‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬تليها‭ ‬الإمارات‭ ‬ثم‭ ‬قطر‭ ‬والسعودية‭ ‬ثم‭ ‬الكويت‭ ‬ثم‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬ثم‭ ‬المغرب،‭ ‬وتقدمت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬متقدمة‭ ‬كإيطاليا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬ويقيس‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭: ‬حجم‭ ‬الحكومة،‭ ‬الهيكلة‭ ‬القانونية،‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية،‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬بطريقة‭ ‬قانونية،‭ ‬حرية‭ ‬التجارة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬التشريعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتسهيلات‭ ‬الائتمانية،‭ ‬وقوانين‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وحصلت‭ ‬المملكة‭ ‬المرتبة‭ ‬13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حرية‭ ‬التجارة،‭ ‬والمرتبة‭ ‬36‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬بطريقة‭ ‬قانونية،‭ ‬و38‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التشريعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتسهيلات‭ ‬الائتمانية‭.‬

إن‭ ‬اقتصاد‭ ‬البحرين‭ ‬أصبح‭ ‬ينمو‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬بأسرع‭ ‬وتيرة‭ ‬منذ‭ ‬2016،‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭.‬9‭% ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬انتعاشًا‭ ‬قويًّا‭ ‬مدعومًا‭ ‬باستمرار‭ ‬تطور‭ ‬أداء‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬ووصل‭ ‬قطاع‭ ‬الفنادق‭ ‬والمطاعم‭ ‬تسجيله‭ ‬لنسب‭ ‬النمو‭ ‬الأعلى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬نموًّا‭ ‬بنسبة‭ ‬18‭.‬1‭% ‬بالأسعار‭ ‬الثابتة،‭ ‬وجاء‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمواصلات‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬15‭.‬1‭% ‬ثم‭ ‬الصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬7.6%،‭ ‬مدعومًا‭ ‬بنمو‭ ‬الكميات‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬‮«‬ألبا،‭ ‬وبناغاز،‭ ‬وبابكو‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬قطاع‭ ‬التجارة‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭.‬5‭% ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬مبيعات‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬نمو‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬7.1%‭ ‬والأنشطة‭ ‬العقارية‭ ‬وخدمات‭ ‬الأعمال‭ ‬4‭.‬5‭%‬،‭ ‬والمشروعات‭ ‬المالية‭ ‬3‭.‬6‭%‬،‭ ‬والبناء‭ ‬والتشييد‭ ‬2‭.‬6‭%‬،‭ ‬وشهدت‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى‭ ‬الممولة‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬برنامج‭ ‬التنمية‭ ‬الخليجي‭ ‬تقدمًا‭ ‬ملحوظًا،‭ ‬مع‭ ‬ترسية‭ ‬مشاريع‭ ‬بقيمة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬لتصبح‭ ‬قيمة‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬ترسيتها‭ ‬6‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬احتلت‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬11‭ ‬عالميًّا‭ ‬بين‭ ‬84‭ ‬اقتصادًا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬المشروعات‭ ‬الجديدة‭ ‬للاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬الذي‭ ‬تصدره‭ ‬مجلة‭ ‬فايننشال‭ ‬تايمز،‭ ‬ويحصر‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬10‭ ‬مشاريع‭ ‬ضمن‭ ‬مجالات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬

وخلال‭ ‬الثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬أسفرت‭ ‬جهود‭ ‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬استقطاب‭ ‬66‭ ‬مشروعًا،‭ ‬بإجمالي‭ ‬استثمارات‭ ‬مباشرة‭ ‬تبلغ‭ ‬921‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬وبنسبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬هدف‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشر‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬الذي‭ ‬حدده‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتسهم‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬4715‭ ‬فرصة‭ ‬عمل،‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬والخدمات‭ ‬المالية‭ ‬والصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والصناعة‭ ‬والسياحة‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭.‬

أما‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬البرنامج‭ ‬الإنمائي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬32‭ ‬عامًا،‭ ‬فقد‭ ‬حافظت‭ ‬فيه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأعلى‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬واحتلت‭ ‬المملكة‭ ‬المرتبة‭ ‬35‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬2022،‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬191‭ ‬دولة،‭ ‬متقدمة‭ ‬7‭ ‬مراكز‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬وجاء‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬زمن‭ ‬بلا‭ ‬يقين،‭ ‬حياة‭ ‬بلا‭ ‬استقرار،‭ ‬صياغة‭ ‬مستقبلنا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يتحول‮»‬‭ ‬ويتعلق‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬بالجوانب‭ ‬الحقوقية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والدخل‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسية،‭ ‬وفي‭ ‬الصحة‭: ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬عند‭ ‬الميلاد،‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬متوسطه‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬78‭.‬8‭ ‬سنة،‭ ‬وفي‭ ‬التعليم‭: ‬سنوات‭ ‬التعليم‭ ‬المتوقعة‭ ‬ومتوسط‭ ‬سنوات‭ ‬التعليم،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬السنوات‭ ‬المتوقعة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬16‭.‬3‭ ‬سنة‭ ‬ومتوسط‭ ‬سنوات‭ ‬التعليم‭ ‬11‭ ‬سنة،‭ ‬وفي‭ ‬الدخل‭: ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬متوسطه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬39‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬سنويًّا،‭ ‬فيما‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬مؤشرات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬التحصيل‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬وتفوق‭ ‬الفتيات‭ ‬على‭ ‬الأولاد‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬التعليم،‭ ‬وفيما‭ ‬يترنح‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬أزمات‭ ‬متزامنة،‭ ‬حذر‭ ‬التقرير‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬العالم‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات،‭ ‬حيث‭ ‬جعلت‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬جذور‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعانيها،‭ ‬حتى‭ ‬تراجعت‭ ‬قيمة‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬عالميًّا‭ ‬إلى‭ ‬المستويات‭ ‬التي‭ ‬بلغتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وتجلت‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬للسنة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭% ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬مؤشرات‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬كما‭ ‬أبرزها‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬2022،‭ ‬بلغت‭ ‬الحياة‭ ‬المتوقعة‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬للذكور‭ ‬77‭.‬8‭ ‬سنة‭ ‬والإناث‭ ‬80‭ ‬سنة،‭ ‬والسنوات‭ ‬المتوقعة‭ ‬للدراسة‭ ‬عند‭ ‬الذكور‭ ‬15‭.‬9‭ ‬سنة‭ ‬بينما‭ ‬الإناث‭ ‬17‭ ‬سنة،‭ ‬ومتوسط‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬للذكور‭ ‬11‭.‬2‭ ‬سنة‭ ‬والإناث‭ ‬10‭.‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬ومتوسط‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬للذكور‭ ‬53‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬والإناث‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬ووضع‭ ‬مؤشر‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬الذي‭ ‬يقيس‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬نوع‭ ‬الجنس‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬والتمكين‭ ‬والوظائف‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬46‭ ‬عالميًّا‭ ‬متقدمة‭ ‬3‭ ‬مراكز‭ ‬عن‭ ‬السنة‭ ‬السابقة‭.‬

ويرصد‭ ‬تقرير‭ ‬المساواة‭ ‬والأعمال‭ ‬والقانون‭ ‬2022‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬تسجيل‭ ‬البحرين‭ ‬تقدمًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬عالميًّا‭ ‬وبين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬65‭% ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬متقدمة‭ ‬18‭ ‬مركزا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تحسنًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬النهائية،‭ ‬نتيجة‭ ‬التغيرات‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬ببند‭ ‬الأجور،‭ ‬حيث‭ ‬أحرزت‭ ‬الدرجة‭ ‬الكاملة‭ ‬100‭%‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬25‭% ‬في‭ ‬السنة‭ ‬السابقة،‭ ‬وطبقًا‭ ‬لنتائج‭ ‬تقرير‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬دافوس‭ ‬لعام‭ ‬2021،‭ ‬والخاص‭ ‬بقياس‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬156‭ ‬بلدًا‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬جاءت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬خليجيًّا‭ ‬والثاني‭ ‬عربيًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬أمام‭ ‬المرأة،‭ ‬وتمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إغلاق‭ ‬63‭.‬2‭% ‬من‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬68‭%‬،‭ ‬وفي‭ ‬محور‭ ‬الصحة‭ ‬96‭% ‬مطابقة‭ ‬للمتوسط‭ ‬العالمي،‭ ‬وفاقت‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬بنسبة‭ ‬98‭.‬5‭% ‬والمتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬95‭%.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬تقدم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬2022،‭ ‬يعكس‭ ‬تراجع‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬يعكس‭ ‬الجهد‭ ‬الوطني‭ ‬المبذول‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المنصرم،‭ ‬والذي‭ ‬تُوِّج‭ ‬بإنشاء‭ ‬البحرين‭ ‬وزارة‭ ‬معنية‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬كأول‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تقوم‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬توليه‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤيتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭.‬

وعزز‭ ‬تقدم‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬السعادة‭ ‬العالمي‭ ‬2022،‭ ‬وهو‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬سنويًّا‭ ‬بإشراف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وفي‭ ‬2022‭ ‬حصدت‭ ‬المملكة‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عربيًّا‭ ‬و31‭ ‬عالميًّا،‭ ‬فيما‭ ‬احتلت‭ ‬فنلندا‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالميًّا‭ ‬للسنة‭ ‬الخامسة‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وفي‭ ‬2022‭ ‬حصدت‭ ‬فنلندا‭ ‬189‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬حصلت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬185‭ ‬نقطة،‭ ‬كما‭ ‬حصلت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭: ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتوقعات‭ ‬الحياة‭ ‬الصحية،‭ ‬وحرية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬المصيرية‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ورصدته‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬جهد‭ ‬وطني‭ ‬متصل‭ ‬قادته‭ ‬رؤى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وسياساته‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬وجهود‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬نحو‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تجسير‭ ‬فجوة‭ ‬التقدم‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬والعالم‭ ‬الأول،‭ ‬لتعبر‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬ما‭ ‬احتاجت‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page