top of page

24/9/2022

مستقبل الشراكة الخليجية مع الولايات المتحدة.. رؤية غربية

في‭ ‬أعقاب‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮"‬جو‭ ‬بايدن‮"‬‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022؛‭ ‬عكف‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيون‭ ‬على‭ ‬مناقشة‭ ‬نجاحات‭ ‬وإخفاقات‭ ‬الزيارة‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬رأت‭ ‬‮"‬سنام‭ ‬وكيل‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮"‬،‭ ‬أنها‭ ‬أظهرت‭ ‬‮"‬استعدادًا‭ ‬لعمل‭ ‬تصحيح‭ ‬عملي‭ ‬للمسار‮"‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬‮"‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لواشنطن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬بناء‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة"؛‭ ‬كتب‭ ‬‮"‬جون‭ ‬هوفمان‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المركز‭ ‬العربي‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬بايدن‮"‬‭ ‬‮"‬فشل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‮"‬،‭ ‬وامتلك‭ ‬‮"‬شعورًا‭ ‬واضحًا‭ ‬باليأس‮"‬‭ ‬خلال‭ ‬عودته‭ ‬للتداخل‭ ‬مع‭ ‬المنطقة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أدى‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأوسع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وإعادة‭ ‬تحديد‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين،‭ ‬إلى‭ ‬تهميش‭ ‬تقييمات‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬وفي‭ ‬محاولة‭ ‬لسد‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة؛‭ ‬عقد‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮"‬‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮"‬فهم‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بشأن‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأمريكية‮"‬،‭ ‬بهدف‭ ‬مناقشة‭ ‬التصورات‭ ‬الخليجية‭ ‬للوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للشراكة‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن،‭ ‬وكيف‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬التصورات‭ ‬عمليات‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬أدارها‭ ‬‮"‬حسن‭ ‬الحسن‮"‬،‭ ‬الباحث‭ ‬بالمعهد،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬‮"‬برنارد‭ ‬هيكل‮"‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬برينستون‮"‬،‭ ‬والشيخة‭ ‬‮"‬نجلاء‭ ‬القاسمي‮"‬‭ ‬سفيرة‭ ‬الإمارات‭ ‬السابقة‭ ‬لدى‭ ‬السويد‭ ‬وفنلندا‭. ‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬رأى‭ ‬‮"‬الحسن‮"‬‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الخليجية‭-‬الأمريكية‭ ‬تقوم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬ديناميكية‭ ‬‮"‬الراعي‭-‬الحليف‮"‬،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تستفيد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮"‬كضامن‭ ‬أمني‮"‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬تستفيد‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬ثابتة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬بنود‭ ‬الشراكة‭ ‬‮"‬قد‭ ‬تغيرت‮"‬‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬‮"‬تراجعت‮"‬‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬التقليدي‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬إدارة‭ ‬‮"‬بايدن‮"‬‭ ‬كانت‭ ‬متساهلة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأمن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭. ‬واعترف‭ ‬‮"‬دون‭ ‬بيكون‮"‬،‭ ‬عضو‭ ‬الكونجرس‭ ‬عن‭ ‬ولاية‭ ‬نبراسكا،‭ ‬بأن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮"‬تركيز‮"‬‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬اهتمامها‭ ‬نحو‭ ‬منطقة‭ ‬‮"‬الإندو‭ ‬باسيفيك‮"‬،‭ ‬قاد‭ ‬الحلفاء‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮"‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬أنفسهم‮"‬‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬عالمية‭ ‬وإقليمية‭ ‬أخرى‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬تحليلهم‭ ‬لعوامل‭ ‬توتر‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬أثار‭ ‬‮"‬هيكل‮"‬‭ ‬فكرة‭ ‬وجود‭ ‬تفاوت‭ ‬في‭ ‬اتساق‭ ‬السياسات‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬فكرة‭ ‬تمتع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮"‬بذكريات‭ ‬طويلة‮"‬‭ ‬مع‭ ‬السياسات‭ ‬القائمة‭ ‬حول‭ ‬‮"‬الاتجاهات‭ ‬الطويلة‭ ‬المدى‮"‬،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬تقريبًا‭ ‬‮"‬ذاكرة‮"‬‭ ‬لسياسة‭ ‬خارجية‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬لواشنطن،‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬حدوث‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬المنتخبة‭ ‬حديثا‭. ‬ويتضح‭ ‬هذا‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المتغيرة‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬بين‭ ‬إدارات‭ ‬أوباما‭ ‬وترامب‭ ‬وبايدن‭ ‬المتعاقبة‭.‬

وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬بيّن‭ ‬‮"‬هيكل‮"‬‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬الخليج‭ ‬لديهم‭ ‬‮"‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬مختلفة‭ ‬للغاية‮"‬،‭ ‬بشأن‭ ‬أولويات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬عن‭ ‬نظرائهم‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬الذين‭ ‬يركزون‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬الهدف‭ ‬القصير‭ ‬المدى‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬أزمة‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مطالبة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬‮"‬أوبك‮"‬‭ ‬بزيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬حيث‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬للتنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وهي‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬اكتمالها‭ ‬سوف‭ ‬يستغرق‭ ‬‮"‬عقودًا‮"‬،‭ ‬وأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬الأولويات‭ ‬‮"‬تخلق‭ ‬خلافا‮"‬‭ ‬بين‭ ‬الشريكين‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بانسحاب‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬‭ ‬من‭ ‬المنطقة،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منهج‭ ‬أوباما‭ ‬‮"‬الفكري‮"‬‭ ‬و"النظري‮"‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬يتمسك‭ ‬بوجهة‭ ‬نظر‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬تتطلب‭ ‬‮"‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‮"‬،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توضيح‭ ‬‮"‬هيكل‮"‬‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الخاصة‭ ‬بالارتباط‭ ‬مع‭ ‬الفاعلين‭ ‬والدول‭ ‬المعادية‭ ‬خلفت‭ ‬وراءها‭ ‬‮"‬منطقة‭ ‬غير‭ ‬مستقرة‮"‬،‭ ‬بجانب‭ ‬الانتكاسة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬التصور‭ ‬بتخلي‭ ‬واشنطن‭ ‬عن‭ ‬حلفائها،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬عاد‭ ‬‮"‬بايدن‮"‬‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬طريقة‭ ‬أوباما‮"‬‭ ‬بمجرد‭ ‬توليه‭ ‬السلطة‭. ‬واعتبر‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬اتفاقًا‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬بشأن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬سيسمح‭ ‬لواشنطن‭ ‬بإكمال‭ ‬تمحورها‭ ‬حول‭ ‬آسيا‭ ‬ومواجهة‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬الصينية‭ ‬‮"‬غريب‭ ‬تمامًا‮"‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬‮"‬المعاملات‮"‬‭ ‬الإقليمية‭ ‬الخاصة‭ ‬بإدارة‭ ‬ترامب‭ ‬فشلت‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الاستقرار‭ ‬للخليج،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬برفض‭ ‬الجمهوريين‭ ‬التدخل‭ ‬عندما‭ ‬تعرضت‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬السعودية‭ ‬لهجوم‭ ‬إيراني‭ ‬عام‭ ‬2019‭.‬

في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬التناقضات،‭ ‬انتقد‭ ‬‮"‬هيكل‮"‬‭ ‬التوجه‭ ‬السائد‭ ‬للحكومات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأن‭ ‬العلاقة‭ ‬القائمة‭ ‬مع‭ ‬الخليج‭ ‬هي‭ ‬علاقة‭ ‬‮"‬مقايضة‮"‬،‭ ‬وليست‭ ‬‮"‬شراكة‭ ‬استراتيجية‮"‬،‭ ‬وهي‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬‮"‬خاطئة‮"‬،‭ ‬كما‭ ‬انتقد‭ ‬أيضًا‭ ‬عقدة‭ ‬‮"‬التفوق‮"‬‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وكيف‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬باستمرار‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬مخاوف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ناقش‭ ‬الخبراء‭ ‬دور‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬العالمي‭ ‬والإقليمي‭. ‬وأوضح‭ ‬‮"‬الحسن‮"‬‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬‮"‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬طرف‮"‬‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬وروسيا،‭ ‬وأنه‭ ‬‮"‬من‭ ‬الغريب‭ ‬نوعًا‭ ‬ما‮"‬‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬توقعات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والأوروبيين‭ ‬بأن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬سوف‭ ‬تتبع‭ ‬تلقائيًا‭ ‬قيادة‭ ‬الغرب،‭ ‬مشبهًا‭ ‬بـ"سيناريو‭ ‬الكابوس‮"‬،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمنطقة‭ ‬أن‭ ‬ينفتح‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬سياسية‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬مقابل‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬على‭ ‬التهديد‭ ‬الأمني‭ ‬الذي‭ ‬تشكله‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭. ‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬هذه‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة،‭ ‬ذكر‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬‮"‬تحليل‭ ‬التكلفة‭ ‬والعائد‮"‬‭ ‬للأحداث،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬‮"‬ستستفيده‮"‬‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬تهميش‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬روسيا،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬واشنطن‭ ‬بإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬المقابل‭. ‬لذلك،‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬‮"‬المعاملات‮"‬‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬قد‭ ‬ألمحتا‭ ‬إلى‭ ‬الإحجام‭ ‬عن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحمل‭ ‬اللاعبون‭ ‬الإقليميون‭ ‬‮"‬مسؤولية‭ ‬أكبر‭ ‬لإدارة‭ ‬النزاعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬التوترات‮"‬،‭ ‬وضمان‭ ‬‮"‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم"؛‭ ‬قال‭ ‬‮"‬جيمس‭ ‬دورسي‮"‬،‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬‮"‬إس‭ ‬راجاراتنام‭ ‬للدراسات‭ ‬الدولية‮"‬،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬‮"‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عما‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬محاولاتها‭ ‬لإعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬التزامها‭ ‬بالأمن‭ ‬في‭ ‬الخليج‮"‬‭.‬

وتعدّ‭ ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬عقبة‭ ‬رئيسية‭ ‬واضحة‭ ‬أمام‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭. ‬ومع‭ ‬توضيح‭ ‬‮"‬الحسن‮"‬‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬‮"‬تتلكأ‮"‬‭ ‬في‭ ‬المفاوضات،‭ ‬تحدثت‭ ‬‮"‬القاسمي‮"‬‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬‮"‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬إجماع‮"‬‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬طهران،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأوسع،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬‮"‬أمل‮"‬‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬‮"‬خلق‭ ‬زعامة‮"‬،‭ ‬ومعالجة‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬اعتبرت‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬وجيرانها‭ ‬الإقليميين‭ ‬‮"‬لم‭ ‬يروا‮"‬‭ ‬هذه‭ ‬الاستجابة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واشنطن‭. ‬ورأى‭ ‬‮"‬دورسي‮"‬‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬سيبطئ‭ ‬تقدم‭ ‬إيران‭ ‬نحو‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬قوة‭ ‬نووية‮"‬،‭ ‬ولن‭ ‬يوقف‭ ‬دعمها‭ ‬للفاعلين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدول،‭ ‬مثل‭ ‬الحوثيين،‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬‮"‬القاسمي‮"‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬الإيراني‭ ‬يمثل‭ ‬‮"‬مشكلة‭ ‬كبيرة‮"‬‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأوسع،‭ ‬مع‭ ‬تصدير‭ ‬أسلحة‭ ‬‮"‬بدائية‮"‬‭ ‬نسبيًا‭ ‬تصنعها‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬فاعلة‭ ‬غير‭ ‬حكومية،‭ ‬وتستخدم‭ ‬في‭ ‬‮"‬خلق‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الدمار‮"‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬تبدو‭ ‬غير‭ ‬مهتمة‭ ‬بمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭ ‬الأمني‭ ‬الكبير‭. ‬

متفقًا‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬‮"‬بيكون‮"‬‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬‮"‬الإذعان‭ ‬المستمر‭ ‬لإيران‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬‮"‬عواقب‭ ‬وخيمة‮"‬‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬و"من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تجدد‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‮"‬‭. ‬ووفقا‭ ‬لـ"تشارلز‭ ‬ليستر‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮"‬التصعيد‭ ‬الأخير‮"‬‭ ‬للهجمات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوكلاء‭ ‬الإيرانيين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬يعتبر‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮"‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬فيالق‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬‮"‬ستواصل‭ ‬حملتها‭ ‬لتحدّي‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮"‬‭.‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮"‬الحسن‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي،‭ ‬واتفاق‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬سيجعل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تواجه‭ ‬‮"‬معضلة‭ ‬كورية‭ ‬جنوبية‮"‬،‭ ‬حيث‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬المسلحة‭ ‬نوويًا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬دولة‭ ‬معادية‭ ‬ومسلحة‭ ‬نوويًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إحدى‭ ‬‮"‬نقاط‭ ‬الحديث‭ ‬الرئيسية‮"‬‭ ‬للشراكة‭ ‬الأمريكية‭-‬الخليجية‭ ‬توفير‭ ‬‮"‬مظلة‭ ‬نووية‮"‬‭ ‬أمريكية‭ ‬فوق‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬لردع‭ ‬الهجمات‭ ‬الإيرانية‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬‮"‬هيكل‮"‬‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التصور،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬توفير‭ ‬مظلة‭ ‬نووية‭ ‬تحمي‭ ‬الخليج‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬عمليًا،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬المسافة‭ ‬الجغرافية‭ ‬المحدودة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬إيران،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬الإطار‭ ‬الزمني‭ ‬لاعتراض‭ ‬الصواريخ‭ ‬المعادية،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يفاجأ‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بديل‭ ‬دفاعي‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬صواريخ‭ ‬باتريوت‭ ‬الدفاعية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الصنع‭. ‬وبغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬فإن‭ ‬سياسة‭ ‬‮"‬الاحتواء‮"‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬ضرورية‭ ‬لدرء‭ ‬‮"‬الدافع‭ ‬الإمبريالي‮"‬‭ ‬لإيران‭ ‬لخلق‭ ‬‮"‬مجال‭ ‬نفوذ‮"‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬هذه‭ ‬التحذيرات،‭ ‬أوضح‭ ‬‮"‬بريان‭ ‬كاتوليس‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬التحركات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬النووية‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬مشهد‭ ‬إقليمي‭ ‬معقد‮"‬‭ ‬يتميز‭ ‬بـ"اتجاهات‭ ‬موازية‭ ‬لتصعيد‭ ‬التوترات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬اتخاذ‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬خطوات‭ ‬نحو‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التصعيد‮"‬‭. ‬وبشكل‭ ‬مماثل،‭ ‬شكك‭ ‬‮"‬دورسي‮"‬‭ ‬في‭ ‬‮"‬استدامة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮"‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬هشاشة‭ ‬التقدم‭ ‬البطيء‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران،‭ ‬وبين‭ ‬تركيا‭ ‬ومصر‮"‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بشأن‭ ‬أفغانستان‭ ‬وليبيا‭ ‬وسوريا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭.‬

ووفقا‭ ‬لتقييم‭ ‬المحللين‭ ‬الغربيين،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬فعل‭ ‬المزيد‭ ‬لإعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬دعمها‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭. ‬وحث‭ ‬‮"‬بيكون‮"‬‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬‮"‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬تحالفاتها‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮"‬،‭ ‬وإظهار‭ ‬كيف‭ ‬‮"‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬حلفاؤنا‭ ‬أن‭ ‬بإمكانهم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮"‬كاتوليس‮"‬‭ ‬اعتقاده‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬تعزيز‮"‬‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬طهران،‭ ‬مثل‭ ‬الإمارات‭ ‬والكويت‭ ‬اللتين‭ ‬أعادتا‭ ‬سفراءهما‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬الأمن،‭ ‬أوضح‭ ‬‮"‬الحسن‮"‬‭ ‬أن‭ ‬‮"‬واشنطن‮"‬‭ ‬بصدد‭ ‬تحديث‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬الدفاعية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬نشر‭ ‬آليات‭ ‬ذكاء‭ ‬اصطناعي‭ ‬لمنع‭ ‬هجمات‭ ‬الطائرات‭ ‬الإيرانية‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬وكذلك‭ ‬إنشاء‭ ‬فرق‭ ‬عمل‭ ‬بحرية‭ ‬جديدة‭ ‬للتصدي‭ ‬لمحاولات‭ ‬التهريب‭ ‬الإيرانية‭ ‬السرية‭ ‬للأسلحة‭. ‬وفيما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬كافية‭ ‬لإقناع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالتزام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الطويل‭ ‬الأمد‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬علقت‭ ‬‮"‬القاسمي‮"‬‭ ‬بأن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬‮"‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬ذلك‭ ‬عمليًا،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬كلمات‭ ‬دعم‮"‬‭.‬

ومع‭ ‬توجيه‭ ‬‮"‬الحسن‮"‬‭ ‬سؤالا‭ ‬عما‭ ‬يمكن‭ ‬فعله‭ ‬‮"‬لتقليل‭ ‬التقلبات‮"‬‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ضمان‭ ‬‮"‬الاستمرارية‮"‬،‭ ‬و"الاتساق‮"‬‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬أشار‭ ‬‮"‬هيكل‮"‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬المؤسسات‭ ‬وليس‭ ‬الأفراد‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬لكلا‭ ‬الطرفين،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬قادة‭ ‬دبلوماسيين‭ ‬وعسكريين‭ ‬واستخباراتيين‭ ‬وتجاريين‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬لتحديد‭ ‬مسار‭ ‬التعاون‭ ‬الطويل‭ ‬الأجل،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬‮"‬الاستقرار‮"‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تعتبر‭ ‬‮"‬أساسية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لاستقرار‭ ‬العالم‮"‬‭. ‬وعليه،‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الفهم‭ ‬الأعمق‭ ‬للمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬لكلا‭ ‬الجانبين،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮"‬مواقف‮"‬‭ ‬أقل‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬أكد‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مهمة‭ ‬للمصالح‭ ‬الأمريكية‭. ‬وخلص‭ ‬‮"‬كاتوليس‮"‬‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬‮"‬تحديات‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‮"‬،‭ ‬يظل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮"‬منطقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬العالم‮"‬،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لواشنطن،‭ ‬وأنه‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬مفاوضات‭ ‬ناجحة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬بشأن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬فعلى‭ ‬أمريكا‭ ‬أن‭ ‬‮"‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬عملها‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬للتوّ‮"‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مع‭ ‬بذل‭ ‬‮"‬جهود‭ ‬متواصلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل‮"‬،‭ ‬و"البيئة‭ ‬الدبلوماسية‮"‬‭ ‬اللازمة‭ ‬لخلق‭ ‬‮"‬التوازن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الدائم‮"‬،‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭. ‬

ورغم‭ ‬اتفاق‭ ‬‮"‬هيكل‮"‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭-‬الخليجية‭ ‬‮"‬يصعب‭ ‬إدارتها‮"‬‭ ‬في‭ ‬وضعها‭ ‬الحالي،‭ ‬فقد‭ ‬أصر‭ ‬‮"‬الحسن‮"‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجانبين‭ ‬مازالا‭ ‬‮"‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‮"‬،‭ ‬مع‭ ‬احتفاظ‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬سعي‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتخفيف‭ ‬الضغوط‭ ‬عن‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page