top of page

24/8/2022

تأثير التحقيق مع ترامب على مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية

كدأبه‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬غاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬عناوين‭ ‬الأخبار‭ ‬منذ‭ ‬تركه‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مشاكله‭ ‬القانونية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬أو‭ ‬التحقيق‭ ‬البارز‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬عندما‭ ‬اقتحم‭ ‬أنصاره‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول‭ ‬بواشنطن‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لقلب‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2020‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬ذلك،‭ ‬تكمن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬قاعدة‭ ‬الدعم‭ ‬القوية‭ ‬لترامب‭ ‬لم‭ ‬تتلاش‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هزيمته‭ ‬أمام‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬وهناك‭ ‬مزاعم‭ ‬عن‭ ‬التلاعب‭ ‬بالانتخابات‭ ‬وزعزعة‭ ‬قلب‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬حيث‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬أن‭ ‬‮"‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬ترشيحات‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬لمكاتب‭ ‬الولايات‭ ‬والمكاتب‭ ‬الفيدرالية‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بسلطة‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‮"‬‭ ‬تم‭ ‬شغلها‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬مرشحين‭ ‬مؤيدين‭ ‬لترامب‭ ‬وهم‭ ‬ينكرون‭ ‬صراحة‭ ‬شرعية‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭.‬

أحدث‭ ‬فضيحة،‭ ‬وهي‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬كانت‭ ‬مداهمة‭ ‬منتجع‭ ‬ترامب‭ ‬‮"‬مار‭ ‬إيه‭ ‬لاجو‮"‬‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬فلوريدا‭ ‬بواسطة‭ ‬عملاء‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ (‬FBI‭)‬،‭ ‬بهدف‭ ‬مصادرة‭ ‬وإعادة‭ ‬الوثائق‭ ‬والمعلومات‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬يُزعم‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬أخذها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬وتشير‭ ‬قوة‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬منتقدي‭ ‬ومؤيدي‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬إن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المقبلة،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬قد‭ ‬تتأرجح،‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬ترامب‭ ‬المرشح‭ ‬المفضل‭ ‬لدى‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬وجود‭ ‬محاولة‭ ‬عودة‭ ‬محتملة‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬مع‭ ‬بايدن‭.‬

ولطالما‭ ‬كانت‭ ‬الفضائح‭ ‬التي‭ ‬تورط‭ ‬فيها‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬داخل‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي‭ ‬وخارجه‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬الغريب‭ ‬والشائن،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الواقعة‭ ‬الأخيرة‭. ‬وأشارت‭ ‬شبكة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬أمر‭ ‬تفتيش‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬يصدر‭ ‬بحق‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬سابق،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أوضح‭ ‬ماكينون‭ ‬وجرامر‭ ‬ويانغ،‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬كيف‭ ‬‮"‬تم‭ ‬استرداد‭ ‬إحدى‭ ‬عشرة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬السرية‮"‬‭ ‬من‭ ‬منتجع‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬فلوريدا،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬‮"‬مجموعة‭ ‬تبلغ‭ ‬حوالي‭ ‬عشرين‭ ‬صندوقًا‭ ‬من‭ ‬المستندات‭ ‬السرية‭ ‬والسرية‭ ‬للغاية‮"‬‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬أن‭ ‬وثائق‭ ‬سرية‭ ‬للغاية‭ ‬‮"‬تتعلق‭ ‬بالأسلحة‭ ‬النووية‮"‬‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬اكتشفها‭ ‬عملاء‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬وأخذوها،‭ ‬وأضافت‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الوثائق‭ ‬‮"‬ملفًا‭ ‬من‭ ‬الصور،‭ ‬ومذكرات‭ ‬مكتوبة‭ ‬بخط‭ ‬اليد،‭ ‬ومعلومات‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬فرنسا،‭ ‬وأمرًا‭ ‬تنفيذيًّا‭ ‬بالعفو‭ ‬عن‭ ‬حليف‭ ‬ترامب،‭ ‬روجر‭ ‬ستون‮"‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ديفيد‭ ‬سميث،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬قيام‭ ‬عملاء‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬‮"‬مرتدين‭ ‬ملابس‭ ‬مدنية‭ ‬والسماح‭ ‬لهم‭ ‬بالدخول‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخدمة‭ ‬السرية‭ ‬دون‭ ‬احتكاك‮"‬،‭ ‬فقد‭ ‬كتبت‭ ‬سوزان‭ ‬جلاسر،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬ذا‭ ‬نيويوركر،‭ ‬كيف‭ ‬إن‭ ‬ترامب‭ ‬كان‭ ‬‮"‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ضحية‮"‬،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬‮"‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الادعاءات‭ ‬المثيرة‭ ‬للفتنة‭ ‬وغير‭ ‬الصحيحة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬بشأن‭ ‬عملية‭ ‬البحث‮"‬،‭ ‬بل‭ ‬أصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬سريعًا‭ ‬بيانًا‭ ‬يزعم‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬منزله‭ ‬كان‭ ‬‮"‬تحت‭ ‬الحصار‭ ‬والمداهمة‭ ‬والاحتلال‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬عملاء‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفدرالي‮"‬،‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮"‬كيف‭ ‬إن‭ ‬شيئًا‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬أبدًا‭ ‬لرئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮"‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬زعمه‭ ‬أنه‭ ‬بريء،‭ ‬فإن‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬تهمًا‭ ‬جنائية‭ ‬خطيرة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مزاعم‭ ‬عرقلة‭ ‬العدالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفض‭ ‬تسليم‭ ‬الوثائق‭ ‬سابقًا،‭ ‬ويذكر‭ ‬ماكينون‭ ‬وجرامر‭ ‬ويانغ‭ ‬أن‭ ‬مذكرة‭ ‬التفتيش‭ ‬‮"‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬يخضع‭ ‬للتحقيق‭ ‬بشبهة‭ ‬انتهاك‭ ‬ثلاثة‭ ‬قوانين‭ ‬منفصلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬المعلومات‭ ‬الحكومية‭ ‬الحساسة‮"‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قانون‭ ‬التجسس‭ ‬الأمريكي‭. ‬

وقد‭ ‬أعرب‭ ‬المحللون‭ ‬عن‭ ‬قلقهم‭ ‬ولكنهم‭ ‬وافقوا‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفضيحة‭ ‬الكبرى‭ ‬لن‭ ‬تعرقل‭ ‬ترامب‭ ‬أو‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬وترى‭ ‬جلاسر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفضيحة‭ ‬وسلسلة‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الادعاء‭ ‬قد‭ ‬تمثل‭ ‬‮"‬تهديدًا‭ ‬قانونيًّا‭ ‬خطيرًا‮"‬‭ ‬لمسؤول‭ ‬منتخب‭ ‬آخر،‭ ‬‮"‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تخيل‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬سابق‭ ‬آخر‭ ‬يحظى‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬المأزق‭ ‬القانوني‭ ‬مثل‭ ‬ترامب‭ ‬المنافس‭ ‬المفضل‭ ‬لقيادة‭ ‬حزبه‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‮"‬‭. ‬وأشار‭ ‬لاري‭ ‬ساباتو،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬السياسة‭ ‬بجامعة‭ ‬فيرجينيا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬دفعت‭ ‬الجمهوريون‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬الالتفاف‭ ‬حول‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬وليس‭ ‬العلم‭ ‬الأمريكي‮"‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الفضيحة‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮"‬عززته‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‮"‬‭.‬

وقد‭ ‬ذهب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬البارزين‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬خطابهم؛‭ ‬إذ‭ ‬شبّه‭ ‬ريك‭ ‬سكوت،‭ ‬السيناتور‭ ‬الجمهوري‭ ‬عن‭ ‬فلوريدا،‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بـ"الجستابو‮"‬‭ ‬لألمانيا‭ ‬النازية،‭ ‬وسعى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السابق‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو‭ ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬حفيظة‭ ‬مؤيدي‭ ‬ترامب‭ ‬عندما‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬أنه‭ ‬‮"‬إذا‭ ‬طاردوا‭ ‬رئيسًا‭ ‬سابقًا،‭ ‬فسوف‭ ‬يلاحقونكم‮"‬‭.‬

وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬ذلك،‭ ‬بقيت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬خارج‭ ‬التحقيق‭ ‬ضد‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬ترامب‭ ‬زعم‭ ‬أن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬‮"‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الضرر‮"‬‭ ‬بعد‭ ‬‮"‬المداهمة‭ ‬الفاشلة‮"‬،‭ ‬وأفاد‭ ‬ماكينون‭ ‬وجرامر‭ ‬ويانغ‭ ‬بأنه‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬ميريك‭ ‬جارلاند،‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي،‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي،‭ ‬فإن‭ ‬مسؤولين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬‮"‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إبلاغهم‭ ‬بالمداهمة‭ ‬مقدمًا‮"‬،‭ ‬وأكدت‭ ‬كارين‭ ‬جان‭ ‬بيير،‭ ‬السكرتيرة‭ ‬الصحفية‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬أن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬‮"‬لم‭ ‬يتدخل‮"‬،‭ ‬و"لم‭ ‬يتم‭ ‬إطلاعه‮"‬‭ ‬و"لم‭ ‬يشارك‮"‬‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬بشأن‭ ‬حجب‭ ‬ترامب‭ ‬للوثائق‭. ‬وأضاف‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ ‬‮"‬لن‭ ‬يعلق‭ ‬أو‭ ‬يناقش‮"‬‭ ‬القضايا‭ ‬القانونية‭ ‬لترامب‭ ‬‮"‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‮"‬‭.‬

ويجري‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي،‭ ‬بينما‭ ‬يحفز‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬قاعدة‭ ‬دعمه‭ ‬ويُظهِر‭ ‬استمرار‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬السياسيين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬التساؤل‭ ‬عما‭ ‬يعنيه‭ ‬هذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬وأشار‭ ‬ماكينون‭ ‬وجرامر‭ ‬ويانغ‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المتغيرات‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮"‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬قاعدة‭ ‬ترامب‭ ‬قبل‭ ‬ترشحه‭ ‬المحتمل‭ ‬للرئاسة‮"‬،‭ ‬بينما‭ ‬تقوض‭ ‬أيضًا‭ ‬‮"‬ثقتهم‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الحكومة‭ ‬الفيدرالية‮"‬‭. ‬وبنفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬أشار‭ ‬سميث‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮"‬حتى‭ ‬الجمهوريون‭ ‬الذين‭ ‬نأوا‭ ‬بأنفسهم‭ ‬سابقًا‭ ‬عن‭ ‬ترامب‭ ‬شعروا‭ ‬بأنهم‭ ‬مضطرون‭ ‬إلى‭ ‬الانصياع‭ ‬والالتفاف‭ ‬حوله‮"‬،‭ ‬وكان‭ ‬مايك‭ ‬بنس،‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬ورون‭ ‬ديسانتيس،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬عن‭ ‬فلوريدا،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬معارضتهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭.‬

بينما‭ ‬ارتأت‭ ‬ويندي‭ ‬شيلر،‭ ‬أستاذة‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬براون‭ ‬في‭ ‬رود‭ ‬آيلاند،‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬‮"‬يستخدمون‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‮"‬‭ ‬لتأمين‭ ‬فوز‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬النصفية‭ ‬القادمة‭ ‬للكونغرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المؤكد‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬‮"‬سيبقون‭ ‬على‭ ‬إخلاصهم‭ ‬له‮"‬‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬إذ‭ ‬تُظهر‭ ‬بيانات‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬المرشح‭ ‬الأوفر‭ ‬حظًّا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬قاعدة‭ ‬تصويت‭ ‬الحزب‭ ‬لترشيح‭ ‬الرئيس‭ ‬التالي‭ ‬للحزب‭. ‬وحافظ‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬أساسي‭ ‬قوي‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لاستطلاع‭ ‬حديث‭ ‬أجرته‭ ‬شركة‭ ‬مورنينج‭ ‬كونسلت،‭ ‬فإن‭ ‬57‭%‬‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬سيصوتون‭ ‬لصالح‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬اليوم،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬4‭%‬‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬يوليو‭ ‬2022‭.‬

وعن‭ ‬مستقبل‭ ‬ترامب‭ ‬السياسي،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬بوب‭ ‬شروم،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬المستقبل‭ ‬السياسي‭ ‬بجامعة‭ ‬جنوب‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮"‬القوة‭ ‬المهيمنة‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‮"‬،‭ ‬فإنه‭ ‬‮"‬ليس‭ ‬مسيطرًا‭ ‬مثلما‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬عام‮"‬،‭ ‬ووصف‭ ‬ترشيحه‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬بأنه‭ ‬خيار‭ ‬‮"‬ضعيف‭ ‬جدًّا‮"‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حملة‭ ‬ترامب‭ ‬ستكون‭ ‬‮"‬وظيفة‭ ‬بدوام‭ ‬جزئي‮"‬؛‭ ‬لأن‭ ‬الدفاعات‭ ‬القانونية‭ ‬للمرشح‭ ‬‮"‬ستحظى‭ ‬بدوام‭ ‬كامل‭ ‬ووقت‭ ‬أطول‮"‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سميث‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬مازالت‭ ‬بعيدة،‭ ‬فإنه‭ ‬اعترف‭ ‬بأن‭ ‬‮"‬إعادة‭ ‬سباق‭ ‬بايدن‭ ‬ضد‭ ‬ترامب‭ ‬تظل‭ ‬السيناريو‭ ‬الأكثر‭ ‬ترجيحًا‮"‬‭ ‬للانتخابات‭ ‬المقبلة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬الارتفاع‭ ‬الدراماتيكي‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬نفسه‮"‬‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭. ‬ومع‭ ‬‮"‬استبعاد‭ ‬فوز‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬بولاية‭ ‬أخرى"؛‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬معدلات‭ ‬تأييد‭ ‬منخفضة‭ ‬وسط‭ ‬تضخم‭ ‬اقتصادي‭ ‬مرتفع‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬للمستهلكين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬سجل‭ ‬سميث‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮"‬انتصارات‭ ‬عديدة‮"‬‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تمرير‭ ‬حزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬هائلة‭ ‬تتضمن‭ ‬تشريعات‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فضًلا‭ ‬عن‭ ‬خفض‭ ‬البطالة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬5‭%‬،‭ ‬وهو‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬قرن؛‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬احتمالية‭ ‬إعادة‭ ‬انتخاب‭ ‬بايدن‭. ‬وأعلن‭ ‬إدوارد‭ ‬لوس‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬فاينانشال‭ ‬تايمز‭ ‬عن‭ ‬‮"‬الانتصار‭ ‬غير‭ ‬المتوقع‭ ‬لجو‭ ‬بايدن‮"‬،‭ ‬مدعيًا‭ ‬أنه‭ ‬يستطيع‭ ‬‮"‬الآن‭ ‬التباهي‭ ‬بتشريع‭ ‬أقوى‭ ‬تم‭ ‬تسجيله‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬مما‭ ‬حققه‭ ‬أوباما‭ ‬أو‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬في‭ ‬ثمانية‭ ‬أعوام‮"‬‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نجاحات‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬خلص‭ ‬جلاسر‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬طغت‭ ‬عليها‭ ‬تمامًا‭ ‬‮"‬الأزمة‭ ‬الأكبر‮"‬‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وهي‭ ‬أزمة‭ ‬‮"‬انهيار‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬عبادة‭ ‬الشخصية‮"‬‭ ‬والمتمركز‭ ‬حول‭ ‬ترامب‭. ‬

في‭ ‬النهاية،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ترامب،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مواجهته‭ ‬عددًا‭ ‬لا‭ ‬يُحصى‭ ‬من‭ ‬المزاعم‭ ‬والمشاكل‭ ‬القانونية،‭ ‬يحتفظ‭ ‬بقبضة‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الدعم‭ ‬والجناح‭ ‬السياسي‭ ‬للحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬عامان‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬الأمريكيون‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬لاختيار‭ ‬رئيسهم‭ ‬المقبل،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أنهم‭ ‬سيختارون‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بين‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬79‭ ‬عامًا‭ ‬أو‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬76‭ ‬عامًا‭. ‬وحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬يمضي‭ ‬وسط‭ ‬حالة‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬والانقسام‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬تراجع‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬جديدة‭ ‬متدنية،‭ ‬وأن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬العداء‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حتى‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬هو‭ ‬احتمال‭ ‬مقلق‭ ‬للغاية،‭ ‬مع‭ ‬تحذير‭ ‬ألبرتا‭ ‬وسط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحذيرات‭ ‬التي‭ ‬حذرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬‮"‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬نطاق‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬السياسي‭ ‬لم‭ ‬نشهده‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‮"‬‭.

{ انتهى  }
bottom of page