top of page

1/7/2022

الجهود الأوروبية لإحياء المفاوضات النووية.. وجهات نظر غربية

بعد‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬المفاوضات،‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬محادثات‭ ‬‮«‬فيينا‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬‮«‬النووي‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬المطالب‭ ‬الروسية‭ ‬بتخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬طهران؛‭ ‬بسبب‭ ‬تعاملاتها‭ ‬التجارية‭ ‬معها؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المفاوضات‭ ‬تضمنت‭ ‬أمورا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬حلها،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الإطار‭ ‬الكامل‭ ‬لتخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬المخطط‭ ‬له‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬و«الشروط‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬إلزام‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬به‮»‬،‭ ‬و«وضع‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬على‭ ‬القائمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للإرهاب‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أسئلة‭ ‬أوسع‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ودعمها‭ ‬لوكلائها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬معارضي‭ ‬الصفقة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬وخارجه،‭ ‬كان‭ ‬وقف‭ ‬المحادثات‭ ‬‮«‬أمرًا‭ ‬حتميًا‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬رغبة‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬المناقشات‭ ‬الجادة‭. ‬لكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مؤيديها،‭ ‬بدا‭ ‬هذا‭ ‬الانقطاع‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬ضربة‭ ‬للجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتجنب‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‮»‬‭. ‬وحذرت‭ ‬‮«‬إيلي‭ ‬جيرانمايه‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الصفقة‭ ‬معرضة‭ ‬لخطر‭ ‬الانهيار‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬‮«‬تنامي‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬وإيران‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬تقديرهما‭ ‬للموقف‭ ‬والتهديد‭ ‬بمواجهة‭ ‬مسلحة‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬‮«‬ضئيل‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬توقف‭ ‬المحادثات‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬عام‭ ‬2022؛‭ ‬فقد‭ ‬نجح‭ ‬‮«‬جوزيب‭ ‬بوريل‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬في‭ ‬التوسط‭ ‬لعودة‭ ‬إيرانية‭ ‬وأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬المفاوضات‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬عقد‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬أواخر‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬لاستئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬الكاملة؛‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬انتصار‮»‬،‭ ‬لجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأوروبية‭. ‬وأقرت‭ ‬‮«‬كارين‭ ‬ديونغ‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬لـ«محاولة‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬لإيجاد‭ ‬طريقة‭ ‬لاستئناف‭ ‬المحادثات‮»‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬الدوحة‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬المكوكية‮»‬،‭ ‬لتسهيل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحوار‭. ‬وأشاد‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬ببوريل،‭ ‬لأنه‭ ‬تجنب‭ ‬‮«‬الانهيار‭ ‬الكامل‮»‬‭ ‬للاتفاق‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬جيرانمايه‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬الزخم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬اللازم‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬المأزق‭ ‬الحالي،‭ ‬وتجنب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الأولية‭ ‬ستشمل‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والإيرانيين‭ ‬فقط،‭ ‬وأن‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬‮«‬كسر‭ ‬الجمود‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬القضايا‭ ‬العالقة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تُركت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬في‭ ‬فيينا‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ديونغ‮»‬،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬الإيرانيين‭ ‬يواصلون‭ ‬‮«‬رفض‭ ‬الاتصال‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الأوروبيين‭ ‬سوف‭ ‬يستمرون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬كوسطاء‮»‬،‭ ‬موضحة‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬تعليق‭ ‬المحادثات،‭ ‬‮«‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بشأن‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬تقريبًا‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم،‭ ‬وعودة‭ ‬المراقبة‭ ‬الدولية‭ ‬للمنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬تصنيف‭ ‬واشنطن‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬حجر‭ ‬عثرة‮»‬‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬لورانس‭ ‬نورمان‮»‬،‭ ‬و«بينوا‭ ‬فوكون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬بأنه‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬أهم‭ ‬بند‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المتبقية‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬قامت‭ ‬بمراجعة‭ ‬خاصة‭ ‬لمطالبها‭ ‬بإزالة‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬أنها‭ ‬تشعر‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬بالمثل‭ ‬آلية‭ ‬يُمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تحديد‭ ‬الخطوات‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬تبنيها‭ ‬حتى‭ ‬ينتهي‭ ‬تصنيفه‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬جيرانمايه‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تتوصل‭ ‬واشنطن‭ ‬وطهران‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بشأن‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬تصر‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ضرورية‭ ‬لإزالة‭ ‬تصنيف‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬عجز‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬طمأنة‭ ‬الدول‭ ‬الموقعة‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬الاتفاق،‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬انسحابها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬تم‭ ‬تسجيله‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬تعقيد‭ ‬آخر‭ ‬يعيق‭ ‬التقدم‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬كولم‭ ‬كوين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬بدت‭ ‬وكأنها‭ ‬تعطي‭ ‬بعض‭ ‬الأمل‮»‬،‭ ‬بعدما‭ ‬‮«‬رفعت‭ ‬الحظر‭ ‬عن‭ ‬سفر‭ ‬الإيرانيين‭ ‬لها‭ ‬ممن‭ ‬خدموا‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإجبارية‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني،‭ ‬‮«‬حسين‭ ‬أمير‭ ‬عبد‭ ‬اللهيان‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬الصفقة‭ ‬النهائية‭ ‬‮«‬في‭ ‬متناول‭ ‬اليد‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬شك‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬إيران‭ ‬بالسعي‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬تقدمها‭ ‬نحو‭ ‬حيازة‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭. ‬ووصفت‭ ‬‮«‬ناهال‭ ‬طوسي‮»‬،‭ ‬و«ستيفاني‭ ‬ليختنشتاين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬بوليتيكو‮»‬،‭ ‬احتمال‭ ‬حدوث‭ ‬انفراجة،‭ ‬بـ«الضئيل‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أضاف‭ ‬‮«‬علي‭ ‬فايز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يتوقع‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‮»‬‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭. ‬وأشارت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬القليل‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬احتمالية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬صفقة‮»‬‭. ‬وتحدث‭ ‬‮«‬بوب‭ ‬مينينديز‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الشيوخ‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬متفائل،‭ ‬ولا‭ ‬يرى‭ ‬الأمر‭ ‬مُبشرًا‮»‬‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الأمريكيين‭ ‬تنازلات،‭ ‬فقد‭ ‬أظهرت‭ ‬إيران‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الصفقة‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬ألكسندر‭ ‬بولتون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬هل‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬طهران‭ ‬لم‭ ‬تُظهر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬جاد‭ ‬بقبول‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬جديدة‮»‬‭. ‬وعلقت‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬بليتكا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬أمريكان‭ ‬إنتربرايز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬قدمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التنازلات،‭ ‬فإن‭ ‬طهران‭ ‬لم‭ ‬‮«‬تظهر‭ ‬أي‭ ‬علامة‭ ‬على‭ ‬التحول‮»‬‭. ‬واستمرارًا،‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬بليتكا‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬الأخيرة‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الظروف‭ ‬الجيوسياسية‮»‬‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مواتية‭ ‬لها،‭ ‬مع‭ ‬الرأي‭ ‬القائل،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬ستكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬تضم‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬تجارية‭ ‬معًا‮»‬‭.‬

وتأكيدًا‭ ‬لهذا‭ ‬التحليل،‭ ‬تقدمت‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬رسميًا‭ -‬في‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المحادثات‭ ‬النووية‭- ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬البريكس‮»‬،‭ ‬للاقتصادات‭ ‬الناشئة،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬اتفقت‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬كيان‭ ‬اقتصادي‭ ‬‮«‬مضاد‮»‬‭ ‬للكيانات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الغربية،‭ ‬وتضم‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬روسيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬والصين‭ ‬والهند‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬ستطالب‭ ‬الآن‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬التنازلات،‭ ‬مقابل‭ ‬الانضمام‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬أمير‭ ‬عبداللهيان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق،‭ ‬إلا‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬الإرادة‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬سوف‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إظهار‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬واقعي‭ ‬وعادل‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬طهران‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تخصيب‭ ‬إيران‭ ‬لليورانيوم،‭ ‬أيضًا‭ ‬كدليل‭ ‬على‭ ‬افتقارها‭ ‬للشفافية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬يقيد‭ ‬التخصيب‭ ‬عند‭ ‬درجة‭ ‬نقاء‭ ‬3‭.‬67‭%‬؛‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬حاليًا‭ ‬بتخصيبه‭ ‬حتى‭ ‬60‭%‬،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬التخصيب‭ ‬لـ90‭%‬‭ ‬هي‭ ‬الدرجة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬فرانسوا‭ ‬مورفي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬‮«‬تصعيد‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعداد‭ ‬أجهزة‭ ‬طرد‭ ‬مركزي‭ ‬متطورة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬منشأة‭ ‬سرية‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬علق‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‮»‬،‭ ‬‮«‬رافائيل‭ ‬غروسي‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬طهران‭ ‬‮«‬قريبة‭ ‬جًدا‮»‬‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬النووية‭ ‬واليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬لإنتاج‭ ‬رأس‭ ‬نووي‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬ردت‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الانتقادات،‭ ‬بإزالة‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬الرئيسية‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭. ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬‮«‬فقدت‭ ‬تقريبا‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الفعالة‭ ‬مع‭ ‬المواقع‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬المحصّلة‭ ‬النهائية،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬تشكك‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬تسعى‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فيينا،‭ ‬والدوحة‭. ‬وكما‭ ‬أوضح،‭ ‬‮«‬بن‭ ‬كاردن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فإن‭ ‬الشعور‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أنك‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬يفكر‭ ‬فيه‭ ‬الإيرانيون‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬حتى‭ ‬‮«‬يريدون‭ ‬الاتفاق‭ ‬أم‭ ‬لا‮»‬‭.‬

وعند‭ ‬تحليل‭ ‬سبب‭ ‬موافقة‭ ‬إيران‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المحادثات،‭ ‬استشهد‭ ‬المراقبون‭ ‬بالعوامل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الراهنة‭. ‬ورغم‭ ‬تأكيدها‭ ‬أن‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬تضاعفت‭ ‬منذ‭ ‬أغسطس‭ ‬2021،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تستفد‭ ‬من‭ ‬‮«‬المكاسب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المفاجئة‮»‬‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬دولة‭ ‬مصدرة‭ ‬للنفط،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬قوضت‭ ‬بها‭ ‬روسيا‭ ‬صادراتها،‭ ‬عبر‭ ‬عرض‭ ‬نفطها‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬بسعر‭ ‬مخفض‮»‬،‭ ‬وبالتالي‮«‬‭ ‬إخراج‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬الرئيسية‮»‬‭. ‬وبينما‭ ‬ارتفعت‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬بنسبة‭ ‬55‭%‬‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬انخفضت‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬الصادرات‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬بكين‭ ‬بنسبة‭ ‬34‭%‬‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية،‭ ‬سواء‭ ‬لدعم‭ ‬أو‭ ‬رفض‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬‮«‬منقسمة‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يوصون‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬بمواصلة‭ ‬جهود‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬طهران،‭ ‬حثت‭ ‬رسالة‭ ‬مفتوحة‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬معنية‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬كوينسي‭ ‬لفن‭ ‬الحكم‮»‬،‭ ‬و«منظمة‭ ‬أمريكيون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‭ ‬فور‭ ‬أمريكا»؛‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬‮«‬القيادة‭ ‬والشجاعة‭ ‬السياسية‮»‬‭ ‬لتجنب‭ ‬‮«‬الدخول‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬المسلحة‭ ‬نوويًا‮»‬‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يشعل‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬نووي‭ ‬عبر‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬حذرت‭ ‬‮«‬جيرانمايه‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬وطهران‭ ‬لا‭ ‬يملكان‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬عملية‭ ‬لمعالجة‭ ‬تداعيات‭ ‬انهيار‭ ‬محادثات‭ ‬الاتفاق‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الدوحة،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬‮«‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تصعيد‭ ‬عسكري‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬و«مزيد‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭.‬‮»‬

وحول‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬الأمريكيون‭ ‬لتسهيل‭ ‬المحادثات،‭ ‬قدمت‭ ‬‮«‬جيرانمايه‮»‬‭ ‬بعض‭ ‬الاقتراحات،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‮»‬‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عناصر‭ ‬إيرانية‭ ‬متشددة‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬آخر،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬وحلفاءها‭ ‬‮»‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقترحوا‭ ‬الآن‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‮»‬‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منحها‭ ‬حافزًا‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬تعزيز‮»‬‭ ‬مجالات‭ ‬‮«‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإقليمي‭ ‬المشترك‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بـ«انعدام‭ ‬الرغبة‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬‮«‬معركة‭ ‬سياسية‭ ‬داخلية‭ ‬بشأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬النصفية،‭ ‬حثت‭ ‬‮«‬جيرانمايه‮»‬،‭ ‬الأوروبيين‭ ‬على‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬مباشرة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬لإقناعها‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬معارضة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتوقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬منقح‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة‭ ‬التي‭ ‬نوقشت‭ ‬سابقًا‭ ‬في‭ ‬فيينا‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬نورمان‮»‬‭ ‬و«فوكون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬ضغوط‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مكثفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكونجرس‭ ‬على‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬لعدم‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة،‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحرس‭ ‬الثوري‭. ‬وفي‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬صوت‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الشيوخ‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬منع‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬شطب‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وعلقوا‭ ‬بأننا‭ ‬‮«‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬اتفاقًا‭ ‬نوويًا‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬يتجاهل‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬العدوانية‭ ‬السابقة‭ ‬ونواياهم‭ ‬الحالية‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬جهود‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬لإحياء‭ ‬المحادثات‭ ‬النووية‭ ‬المتوقفة،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬التصورات‭ ‬حول‭ ‬نجاحها‭ ‬منخفضة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تحفظ‭ ‬الأمريكيين‭ ‬على‭ ‬المخاطرة‭ ‬بحدوث‭ ‬عاصفة‭ ‬سياسية‭ ‬داخلية‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬النصفية،‭ ‬يجعل‭ ‬إحجام‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬الالتزام‭ ‬ببنود‭ ‬اتفاق‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬سلاح‭ ‬نووي؛‭ ‬‮«‬خطرا‭ ‬قائما‮»‬،‭ ‬يعرقل‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬جون‭ ‬كيربي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لمنع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‮»‬؛‭ ‬فإن‭ ‬فشلت‭ ‬جولة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬في‭ ‬الدوحة،‭ ‬فقد‭ ‬يعني‭ ‬المسمار‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الغربية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬طموحات‭ ‬إيران‭ ‬النووية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬غير‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬مستقبلاً‭.

{ انتهى  }
bottom of page