top of page

11/6/2022

رغم نجاته من حجب الثقة.. تساؤلات بشأن قدرة حكومة «جونسون» على البقاء

طوال‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭ ‬كرئيس‭ ‬لوزراء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬واجه‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬بشكل‭ ‬روتيني‭ ‬فضائح‭ ‬وتهديدات‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬نواب‭ ‬حزبه‭ ‬المحافظين،‭ ‬لكنه‭ ‬نجا‭ ‬منها‭ ‬ولم‭ ‬يلحقه‭ ‬ضرر‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وتركزت‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬حول‭ ‬فضيحة‭ ‬‮«‬بارتي‭ ‬جيت‮»‬‭ ‬الشائنة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬توثيق‭ ‬استضافة‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الحكومة‭ ‬بداونينج‭ ‬ستريت‭ ‬حفلات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬التجمعات‭ ‬محظورة‭ ‬تمامًا؛‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انتقاد‭ ‬دور‭ ‬جونسون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعرضه‭ ‬لعاصفة‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬والدعوات‭ ‬إلى‭ ‬استقالته‭ ‬بعد‭ ‬إصدار‭ ‬تقرير‭ ‬إدانة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬بارتي‭ ‬جيت‮»‬‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬موظفة‭ ‬حكومية‭ ‬كبيرة،‭ ‬فإن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ظل‭ ‬مصممًا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التنحي،‭ ‬بل‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حكومته‭ ‬ستركز‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬روسيا،‭ ‬والسعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بشأن‭ ‬أزمة‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬محليًّا‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬6‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬أعلن‭ ‬السير‭ ‬جراهام‭ ‬برادي‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬1922‮»‬،‭ ‬المجموعة‭ ‬البرلمانية‭ ‬للحزب‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬أن‭ ‬54‭ ‬نائبًا‭ (‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬15‭%‬‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬الحزب‭) ‬تقدموا‭ ‬إليه‭ ‬بطلب‭ ‬لسحب‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وتم‭ ‬إجراء‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اليوم،‭ ‬وكانت‭ ‬الهزيمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التصويت‭ ‬ستجبر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬الاستقالة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بدء‭ ‬عملية‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬واجه‭ ‬منتقديه‭ ‬داخل‭ ‬حزبه‭ ‬بنتيجة‭ ‬التصويت‭ ‬البرلماني‭ ‬السري،‭ ‬واحتفظ‭ ‬بدعم‭ ‬211‭ ‬نائبًا‭ ‬محافظًا‭ (‬كان‭ ‬مطلوبًا‭ ‬للفوز‭ ‬180‭ ‬صوتًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين‭ ‬رأوا‭ ‬أن‭ ‬استياء‭ ‬148‭ ‬نائبًا‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬عبر‭ ‬التصويت‭ ‬لإقالته‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬الحالية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الرحيل‭.‬

وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الفضائح‭ ‬وما‭ ‬سبقها‭ ‬فإن‭ ‬قدرة‭ ‬جونسون‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬تحمُّل‭ ‬الضغط‭ ‬للاستقالة‭ ‬أو‭ ‬الإطاحة‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬نوابه‭ ‬قد‭ ‬حازت‭ ‬اهتمام‭ ‬المراقبين‭ ‬بشدة،‭ ‬فقد‭ ‬كتب‭ ‬توم‭ ‬ماك‭ ‬تاغ،‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬أتلاتنيك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أستاذ‭ ‬المراوغة‭ ‬نجح‭ ‬بطريقة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الهروب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

وهناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬طريقة‭ ‬نجاح‭ ‬جونسون‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬بحجب‭ ‬الثقة‭ ‬غير‭ ‬مقنعة،‭ ‬فقد‭ ‬لاحظت‭ ‬كارلا‭ ‬آدم‭ ‬وويليام‭ ‬بوث،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست،‭ ‬أن‭ ‬جونسون‭ ‬تخطى‭ ‬عقبة‭ ‬سياسية‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬بفارق‭ ‬ضئيل‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الأصوات‭ ‬مقارنة‭ ‬بفوزه‭ ‬الساحق‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2019‮»‬،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جونسون‭ ‬نفسه‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نتيجة‭ ‬تصويت‭ ‬المحافظين‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬مقنعة‮»‬‭ ‬و‮«‬حاسمة‮»‬‭ ‬لصالحه‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬آدم‮»‬‭ ‬و«بوث‮»‬‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التمرد‭ ‬الواسع‭ ‬النشط‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قائمًا‭ ‬بين‭ ‬نواب‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬المحبطين‭ ‬الذين‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الحالي‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬غير‭ ‬جدير‭ ‬بالمنصب‮»‬،‭ ‬ويرى‭ ‬كولم‭ ‬كوين،‭ ‬بمجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬النواب‭ ‬المحافظين‭ ‬الذين‭ ‬صوّتوا‭ ‬ضد‭ ‬استمرار‭ ‬قيادة‭ ‬جونسون‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬مفاجأة،‭ ‬ويؤكد‭ ‬مدى‭ ‬تراجع‭ ‬عدد‭ ‬مؤيديه‭ ‬منذ‭ ‬فوزه‭ ‬المدوي‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‮»‬‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬إصرار‭ ‬جونسون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حكومته‭ ‬يمكنها‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬المُضي‭ ‬قُدمًا‭ ‬والتركيز‮»‬‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬‮«‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الناس‭ ‬حقًّا‮»‬‭ ‬لن‭ ‬يقنع‭ ‬منتقديه،‭ ‬فقد‭ ‬كتب‭ ‬مارك‭ ‬لاندلر،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مكانة‭ ‬جونسون‭ ‬السياسية‮»‬‭ ‬قد‭ ‬‮«‬تحطمت‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬سمعته‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تضررت،‭ ‬ربما‭ ‬بشكل‭ ‬يتعذر‭ ‬إصلاحه،‭ ‬ليبقى‭ ‬على‭ ‬صورته‭ ‬قائدا‭ ‬يتمتع‭ ‬بالثقة‮»‬،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فوزه‭ ‬كان‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬خدم‭ ‬فيها‭ ‬الحظ‭ ‬رجلا‭ ‬خلال‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬البريطاني‭ ‬الحديث‮»‬‭.‬

وأشارت‭ ‬روينا‭ ‬ماسون،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الغارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التصويت‭ ‬بحجب‭ ‬الثقة‭ ‬عن‭ ‬جونسون‭ ‬كان‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬تحرك‭ ‬بحق‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬حزبه‭ ‬خلال‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬إدانته‭ ‬قبل‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬الثقة‭ ‬أكثر‭ ‬صراحة‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وعلق‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬هانت‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬المحافظين‭ ‬البارزين‭ ‬الذين‭ ‬شجبوا‭ ‬قيادة‭ ‬جونسون،‭ ‬بأن‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬‮«‬يعلمون‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نعطي‭ ‬الشعب‭ ‬البريطاني‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬يستحقها‭.. ‬سأصوت‭ ‬للتغيير‮»‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬حاليا‭ ‬‮«‬على‭ ‬وشك‭ ‬خسارة‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬المقبلة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬نواب‭ ‬المحافظين‭ ‬صوتوا‭ ‬لصالح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬مع‭ ‬وزراء‭ ‬الحكومة‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬نصر‭ ‬جونسون‭ ‬على‭ ‬منتقديه،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬حثوا‭ ‬النواب‭ ‬وحزب‭ ‬المحافظين‭ ‬على‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة‭ ‬الأخرى‭.‬

وقبل‭ ‬التصويت‭ ‬بسحب‭ ‬الثقة‭ ‬رأت‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬ليز‭ ‬تروس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬جونسون‭ ‬ربما‭ ‬سيحصل‭ ‬على‭ ‬تأييد‭ ‬نواب‭ ‬حزبه‭ ‬‮«‬بنسبة‭ ‬100‭%‬‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬‮«‬نديم‭ ‬الزهاوي‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بعد‭ ‬التصويت‭ ‬‮«‬يعد‭ ‬انتصارًا‭ ‬رائعًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬البريطاني‭ ‬لشؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬كليفرلي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النتيجة‭ ‬‮«‬تبعث‭ ‬على‭ ‬الارتياح‭ ‬والوضوح‮»‬،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أشارت‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬البريطانية‭ ‬‮«‬نادين‭ ‬دوريس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬مهام‭ ‬إدارة‭ ‬الحكم‮»‬‭.‬

بدوره،‭ ‬أوضح‭ ‬لاندلر‭ ‬كيفية‭ ‬استمرار‭ ‬مؤيدي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬فضيحة‭ ‬‮«‬بارتي‭ ‬جيت‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬تشتيتًا‭ ‬تافهًا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تواجه‭ ‬فيه‭ ‬أوروبا‭ ‬أكبر‭ ‬حرب‭ ‬برية‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‮»‬،‭ ‬وعن‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكرت‭ ‬ماسون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬عددًا‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬الحكومة‭ ‬ومساعديهم‭ ‬قد‭ ‬صوّتوا‭ ‬ضد‭ ‬جونسون‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬‮«‬يرون‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الأنسب‭ ‬دعمه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‮»‬‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬المعتاد‭ ‬والمستمر‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬وزراء‭ ‬الحكومة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بدأ‭ ‬المحللون‭ ‬السياسيون‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬ستستغرقها‭ ‬فترة‭ ‬ولاية‭ ‬جونسون‭ ‬وبقائه‭ ‬بمقر‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬إجماع‭ ‬عام‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬سوف‭ ‬تتم‭ ‬إطاحته‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬صحيفة‭ ‬سوابقه‭ ‬ومخالفاته،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬بدا‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رؤساء‭ ‬وزراء‭ ‬سابقين،‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬واجهوا‭ ‬تصويتًا‭ ‬بحجب‭ ‬الثقة،‭ ‬وعلى‭ ‬أثره‭ ‬تركوا‭ ‬مناصبهم‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬مواتية،‭ ‬مثل‭ ‬تيريزا‭ ‬ماي‭ ‬وجون‭ ‬ميجور‭ ‬ومارجريت‭ ‬تاتشر،‭ ‬واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬يؤكد‭ ‬ماك‭ ‬تاغ‭ ‬أن‭ ‬نتيجة‭ ‬التصويت‭ ‬‮«‬تمثل‭ ‬مجرد‭ ‬بداية‭ ‬معركة‭ ‬جونسون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء‮»‬‭.‬

وبالمثل،‭ ‬كتب‭ ‬لاندلر‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جونسون‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يزال‭ ‬رئيسًا‭ ‬للوزراء‮»‬‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬فترة‭ ‬ولايته‭ ‬المتبقية‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بالوقت‭ ‬الضائع‮»‬،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬سيطرة‭ ‬جونسون‭ ‬على‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تقييدها‭ ‬نوعًا‭ ‬ما،‭ ‬حيث‭ ‬أوضح‭ ‬ستيفن‭ ‬بوش،‭ ‬بصحيفة‭ ‬فاينانشيال‭ ‬تايمز،‭ ‬أن‭ ‬نتيجة‭ ‬التصويت‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬جونسون‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬ضعيف‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬السياسية‭ ‬‮«‬لتأكيد‭ ‬قيادته‭ ‬لحزبه‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬أستاذ‭ ‬السياسة‭ ‬‮«‬تيم‭ ‬بيل‮»‬،‭ ‬بجامعة‭ ‬كوين‭ ‬ماري‭ ‬بلندن،‭ ‬أن‭ ‬جونسون‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬بارعًا‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬المراوغة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬منتقديه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬استبعاد‭ ‬استمرار‭ ‬خوضه‭ ‬معارك‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬ربما‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬موقفه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬آدم‮»‬‭ ‬و«بوث‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خليفة‭ ‬واضح‭ ‬له‭ ‬داخل‭ ‬حزبه‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬وزير‭ ‬الخزانة‭ ‬‮«‬ريشي‭ ‬سوناك‮»‬‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الخطة‭ ‬البديلة‭ ‬لإزاحة‭ ‬جونسون،‭ ‬بعد‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬فضيحة‭ (‬بارتي‭ ‬جيت‭) ‬وغيرها‭ ‬هو‭ ‬خليفته‭ ‬المحتمل‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الحالي‭ ‬بن‭ ‬والاس‮»‬،‭ ‬بعدما‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬يوجوف‮»‬‭ ‬لقياس‭ ‬مؤشرات‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬11‭ ‬مرشحًا‭ ‬محتملًا‭ ‬لزعامة‭ ‬الحزب‭ ‬طرح‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أسماءهم‭ ‬كان‭ ‬الأخير‭ ‬الأكثر‭ ‬شعبية،‭ ‬ولكن‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭%‬‭ ‬فحسب‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭. ‬

عموما،‭ ‬إن‭ ‬الآثار‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬لهذا‭ ‬التصويت‭ ‬يجب‭ ‬عدم‭ ‬تجاهلها‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬جونسون‭ ‬منصبه‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬المقرر‭ ‬إجراؤها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬فلقد‭ ‬رفض‭ ‬جونسون‭ ‬أي‭ ‬اقتراح‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬انتخابات‭ ‬عامة‭ ‬مبكرة،‭ ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬سيركز‭ ‬مستقبلاً‭ ‬على‭ ‬‮«‬خدمة‭ ‬شعبه‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاته‭ ‬حاليًا‮»‬،‭ ‬وأوضح‭ ‬‮«‬آدم‮»‬‭ ‬و«بوث‮»‬‭ ‬أن‭ ‬نجاة‭ ‬جونسون‭ ‬من‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬الثقة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬زعيمًا‭ ‬لحزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬رئيسًا‭ ‬للوزراء،‭ ‬وبموجب‭ ‬القواعد‭ ‬الحالية‭ ‬لن‭ ‬يُسمح‭ ‬لنواب‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬بإجراء‭ ‬اقتراع‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مدة‭ ‬عام،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تكهنات‭ ‬بأن‭ ‬البعض‭ ‬قد‭ ‬‮«‬يحاول‭ ‬تغيير‭ ‬القواعد‭ ‬لإجراء‭ ‬تصويت‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قريب‮»‬،‭ ‬وبالمثل‭ ‬رأى‭ ‬كوين‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬بالقلق‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬حدوث‭ ‬تلك‭ ‬التغييرات‭ ‬أو‭ ‬وقوعه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أزمات‭ ‬أخرى‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬آدم‮»‬‭ ‬و«بوث‮»‬‭ ‬أن‭ ‬أرقام‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الخاصة‭ ‬باحتمالات‭ ‬الإطاحة‭ ‬بجونسون‭ ‬يمكن‭ ‬‮«‬إلقاؤها‭ ‬في‭ ‬سلة‭ ‬المهملات‭ ‬رغم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬واضحة‭ ‬عند‭ ‬سماع‭ ‬صيحات‭ ‬الاستهجان‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬البعض‭ ‬عندما‭ ‬حضر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬احتفال‭ ‬اليوبيل‭ ‬البلاتيني‭ ‬للملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬كاتدرائية‭ ‬القديس‭ ‬بولس‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬الثقة،‭ ‬وأضاف‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الاقتراع‭ ‬السياسي‭ ‬بمركز‭ ‬أوبنيوم‭ ‬ريسيرش‭ ‬‮«‬كريس‭ ‬كيرتس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬يمر‭ ‬الآن‭ ‬بـ«أزمة‭ ‬وجودية‭ ‬عميقة‮»‬‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬‮«‬يرى‭ ‬المواطنون‭ ‬حاليًا‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬بالمتاجر‭ ‬وفواتير‭ ‬الطاقة‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭ ‬باتت‭ ‬تشهد‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جونسون‮»‬‭ ‬نجا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التحديات‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬منصبه‭ ‬كرئيس‭ ‬للوزراء،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬نواب‭ ‬حزبه‭ ‬وراءها،‭ ‬فإنه‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬تحليل‭ ‬المعلقين‭ ‬السياسيين‭ ‬أنه‭ ‬ظهر‭ ‬ضعيفًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المعركة‭. ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬الجزم‭ ‬أن‭ ‬احتمالات‭ ‬نجاح‭ ‬التصويت‭ ‬بحجب‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬بدت‭ ‬‮«‬ضعيفة‮»‬‭ ‬أيضًا‭. ‬وفي‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اقتراح‭ ‬بسحب‭ ‬الثقة‭ ‬دعَّمه‭ ‬زعيم‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الليبراليين‭ ‬‮«‬إد‭ ‬ديفي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬لقي‭ ‬فشلاً‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأييد‭ ‬يعادل‭ ‬15‭%‬‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬له‭. ‬بدوره،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬دان‭ ‬بلوم‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ديلي‭ ‬ميرور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬نقاش‭ ‬جدوى‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬كانت‭ ‬معدومة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬ذاته»؛‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬ذات‭ ‬الأقلية‭. ‬وأشارت‭ ‬نائبة‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬‮«‬أنجيلا‭ ‬راينر‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حزبها‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬الخيارات‮»‬‭ ‬للإطاحة‭ ‬بجونسون‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬جاك‭ ‬ميدمينت‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬تليجراف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬جونسون‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬يعد‭ ‬أمرًا‭ ‬جيدًا‭ ‬لفرص‭ (‬كير‭ ‬ستارمر‭) ‬خلال‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬المقبلة‮»‬‭.‬

وبناء‭ ‬عليه‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬احتمالات‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمانية‭ ‬فرعية‭ ‬مقبلة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬تمثل‭ ‬أكبر‭ ‬تهديد‭ ‬لمصير‭ ‬جونسون‭. ‬وأشار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬لاندلر‮»‬‭ ‬و«ستيفن‭ ‬كاسل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النتائج‭ ‬غير‭ ‬المواتية‭ ‬لتلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬تحرك‭ ‬للإطاحة‭ ‬به،‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬فقد‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬واحدًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬مقاعده‭ ‬الانتخابية‮»‬‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬هاري‭ ‬لامبرت‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬ستيتسمان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬بعد‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية،‭ ‬لكنه‭ ‬أوضح‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬لجنة‭ ‬عام‭ ‬1922‭ ‬‮«‬يمكنها‭ ‬اقتراح‭ ‬إجراء‭ ‬تصويت‭ ‬آخر‭ ‬بسحب‭ ‬الثقة‭ ‬متى‭ ‬شاءت‮»‬‭.‬

في‭ ‬النهاية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬نجا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التحديات‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬منصبه‭ ‬كرئيس‭ ‬للوزراء‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬وراءها‭ ‬نواب‭ ‬حزبه‭ ‬فإنه‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬تحليل‭ ‬المعلقين‭ ‬السياسيين‭ ‬أنه‭ ‬ظهر‭ ‬ضعيفًا‭ ‬سياسيًّا‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المعركة،‭ ‬ومع‭ ‬إدراك‭ ‬حقيقة‭ ‬نجاته‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العواصف‭ ‬السياسية‭ ‬الطاحنة‭ ‬والفضائح‭ ‬الأخيرة‭ ‬وتزايد‭ ‬الضغوط‭ ‬الخارجية‭ ‬عليه‭ ‬إثر‭ ‬ذلك،‭ ‬بدا‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬احتمالية‭ ‬الإطاحة‭ ‬به‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هزيمته‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬الاقتراع‭ ‬خلال‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬المقبلة‭.

{ انتهى  }
bottom of page