top of page

2/5/2022

استراتيجية «بريطانيا العالمية».. والتنافس الدولي

في‭ ‬مارس‭ ‬2021،‭ ‬نُشرت‭ ‬‮«‬المراجعة‭ ‬المتكاملة‭ ‬للأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬والتنمية‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬حددت‭ ‬أهداف‭ ‬الحكومة‭ ‬لما‭ ‬وصفته‭ ‬بـ‮«‬بريطانيا‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬تنافسي‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬4‭ ‬أهداف‭ ‬رئيسية‭ ‬هي‭: ‬‮«‬دعم‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬داعم‭ ‬للقيم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الليبرالية‮»‬،‭ ‬و«المساهمة‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‮»‬،‭ ‬و«المساعدة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬قدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬العالمية‭ ‬تجاه‭ ‬تأثيرات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‮»‬،‭ ‬و«تبني‭ ‬أجندة‭ ‬اقتصادية‭ ‬دولية‭ ‬تعزز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمية‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬إصدارها،‭ ‬أجرى‭ ‬المحللون‭ ‬تقييما‭ ‬للتقدم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إحرازه‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬وسط‭ ‬تعامل‭ ‬لندن‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القضايا،‭ ‬من‭ ‬صعود‭ ‬الصين،‭ ‬مرورا‭ ‬بالحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬البريكست‮»‬‭

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالهدف‭ ‬الأول،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬نظام‭ ‬ديمقراطي‭ ‬ليبرالي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬رئاسة‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لمجموعة‭ ‬السبع‭ ‬توفر‭ ‬فرصة‭ ‬لتقييم‭ ‬أدائها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬وكما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬روبن‭ ‬نيبليت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الأولوية‭ ‬القصوى‮»‬‭ ‬للحكومة‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬مساعدة‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬جبهة‭ ‬أكثر‭ ‬توحيدًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬انتشار‭ ‬الاستبداد‭ ‬بجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬عبر‭ ‬استضافة‭ ‬قمة‭ ‬قادة‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬تلق‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬تفاعلا‭ ‬كبيرا‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬نيبليت‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬زخم‭ ‬مستمر،‭ ‬ولم‭ ‬تحفز‭ ‬العمل‮»‬‭. ‬وأثناء‭ ‬المؤتمر،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جدعون‭ ‬راشمان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع‭ -‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بريطانيا‭ - ‬‮«‬أبدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطموح‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬تركت‭ ‬‮«‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬التنفيذ‭ ‬سيتوافق‭ ‬مع‭ ‬خطابها‮»‬‭. ‬مشيرا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬الصين‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬موضوعًا‭ ‬أساسيًا‮»‬،‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬ودول‭ ‬المجموعة‭ ‬الأخرى،‭ ‬مُبديا‭ ‬شكوكه‭ ‬حول‭ ‬قدرة‭ ‬التحالف‭ ‬على‭ ‬‮«‬تدشين‭ ‬حملة‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬دولية‭ ‬لمنافسة‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬الصينية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬أدرك‭ ‬‮«‬نيبليت‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬رئاسة‭ ‬بريطانيا‭ ‬للمجموعة،‭ ‬‮«‬مهدت‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬الرسمي‭ ‬بين‭ ‬أعضائها‭ ‬والحوار‭ ‬الأمني‭ ‬الرباعي‭ ‬لأستراليا،‭ ‬والهند،‭ ‬واليابان،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬استمرت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬اتفقت‭ ‬واشنطن‭ ‬ولندن‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬على‭ ‬التنسيق‭ ‬بشأن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬توثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الهند‭. ‬ويبين‭ ‬هذا‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬نحو‭ ‬الهدف‭ ‬المعلن‭ ‬للمراجعة‭ ‬المتكاملة؛‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬شريكا‭ ‬أوروبيا‭ ‬يتمتع‭ ‬بوجود‭ ‬أوسع،‭ ‬وأكثر‭ ‬تكاملاً‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‮»‬‭.‬

تتوافق‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬توصيات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء،‭ ‬الذين‭ ‬دعوا‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬استراتيجية‭ ‬أكثر‭ ‬شمولاً‭ ‬داخل‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قيّم‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬ويتمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬توجه‮»‬‭ ‬بريطانيا‭ ‬نحو‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬اعتراف‭ ‬بأنها‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استجابة‭ ‬أكثر‭ ‬منهجية‭ ‬لـ«صعود‭ ‬الصين‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬صعود‭ ‬الصين‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬بريطانيا‭ ‬تقديم‭ ‬استجابة‭ ‬أكثر‭ ‬تماسكًا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتركيز‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬شكوك‭. ‬وعلقت‭ ‬‮«‬فيرل‭ ‬نوينز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ ‬ما‭ ‬يستتبعه‭ ‬هدف‭ ‬دعم‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬القواعد‭ ‬‮«‬بالمحيط‭ ‬الهادئ‮»‬‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬التنسيق‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬الحكومة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬قال‭ ‬‮«‬سكوت‭ ‬إدواردز‮»‬،‭ ‬و«روب‭ ‬ييتس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬ديبلومات‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬المملكة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬كيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬جهودها‭ ‬ركزت‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬‮«‬أهداف‭ ‬دفاعية‭ ‬محدودة‭ ‬نسبيًا‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬مبادرة‭ ‬الغواصة‭ ‬أوكوس‭ ‬مع‭ ‬أستراليا،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تقويض‭ ‬الأهداف‭ ‬الأوسع‭ ‬للمراجعة‭ ‬المتكاملة‮»‬‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارا‭ ‬بضرورة‭ ‬تنفيذ‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬أكثر‭ ‬شمولية‮»‬،‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬‮«‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وتطوير‭ ‬المرونة‭ ‬الإقليمية‮»‬،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الاستجابة‭ ‬الفاترة‭ ‬من‭ ‬صانعي‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‮»‬،‭ ‬إزاء‭ ‬الجهود‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬الإقليمية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الدفاع،‭ ‬وفقًا‭ ‬لـ«نيبليت‮»‬،‭ ‬ساعد‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬في‭ ‬المراجعة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإسهاماتها‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الليبرالي،‭ ‬حيث‭ ‬سلط‭ ‬الباحث‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التزامها‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020،‭ ‬بتقديم‭ ‬مبلغ‭ ‬إضافي‭ ‬قدره‭ ‬16‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬لميزانية‭ ‬الدفاع‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬اللاحقة،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬إنفاقها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬2%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬و«جعلها،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬منفق‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والصين‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬نيبليت‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تسليط‭ ‬‮«‬المراجعة‭ ‬المتكاملة‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬روسيا،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬للأمن‭ ‬الأوروبي‮»‬‭ ‬كان‭ ‬‮«‬صحيحًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وقوع‭ ‬غزو‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬فبراير،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬مزودًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬للمعلومات‭ ‬الاستخباراتية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬تحذير‭ ‬القادة‭ ‬المتشككين‮»‬‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬أوروبا‭ ‬من‭ ‬غزو‭ ‬وشيك‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬‮«‬ظلت‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬استجابة‭ ‬الناتو‮»‬‭ ‬للعدوان‭ ‬الروسي،‭ ‬حيث‭ ‬أشاد‭ ‬الخبراء‭ ‬باستخدامها‭ ‬للمعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬السرية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العدوان،‭ ‬وكما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مالكولم‭ ‬تشالمرز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬فإنها‭ ‬‮«‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬عام‭ ‬2014‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬نشطة‮»‬‭ ‬باستخدام‭ ‬معلوماتها‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الأحداث‭ ‬الدولية‭ ‬المهمة‮»‬‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬واصلت‭ - ‬ضمن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ - ‬توفير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬لدعم‭ ‬جهودها‭ ‬الحربية‭. ‬وأعلنت‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬أنها‭ ‬تعد‭ ‬حزمة‭ ‬مساعدات‭ ‬جديدة‭ ‬لكييف،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدمت‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬4200‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬المضادة للدبابات‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«نيبليت‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬‮«‬استفادت‭ ‬القوات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الصراع‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬تدريبات‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬وتحطيم‭ ‬عدو‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تقويض‭ ‬رؤية‭ ‬الحكومة‭ ‬لـ«بريطانيا‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬اللاجئين‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والتي‭ ‬تعرضت‭ ‬لانتقادات‭ ‬شديدة‭ ‬بسببها‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬ماتيلدا‭ ‬مالينسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬ستيتسمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬اللاجئين‭ ‬دون‭ ‬المستوى‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬مزاعم‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬خلال‭ ‬أحد‭ ‬النقاشات‭ ‬بمجلس‭ ‬العموم‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬‮«‬استوعبت‭ ‬لاجئين‭ ‬أكثر‭ ‬ضعفًا،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬أوروبي‭ ‬آخر»؛‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬‮«‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المزاعم‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأعداد‭ ‬الحقيقية‭ ‬والإحصاءات‭ ‬المعنية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬فريدي‭ ‬هايوارد‮»‬،‭ ‬بالمجلة‭ ‬نفسها‭ ‬أوائل‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬نفذت‭ ‬300‭ ‬طلب‭ ‬تأشيرة‭ ‬فقط‭ ‬للاجئين‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬8900‭ ‬طلب،‭ ‬ما‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬أن‭ ‬استجابة‭ ‬الحكومة‭ ‬للأزمة‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬فوضوية‮»‬‭.‬

وتسلط‭ ‬هذه‭ ‬الإخفاقات‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬الحكومة،‭ ‬بما‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬المراجعة‭ ‬المتكاملة‮»‬‭ ‬لسياستها‭ ‬بـشيء‭ ‬من‭ ‬‮«‬المرونة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬نيبليت‮»‬،‭ ‬نهجها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مشوش‮»‬‭. ‬واستشهد‭ ‬بنقاط‭ ‬التقدم‭ ‬الضئيلة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬محاولتها‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رئاستها‭ ‬لمجموعة‭ ‬السبع،‭ ‬واستفادتها‭ ‬من‭ ‬موقعها‭ ‬كمضيف‭ ‬لقمة‭ ‬المناخ‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬26‮»‬‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021،‭ ‬كما‭ ‬خلصت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فايناشيال‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬حققت‭ ‬المزيد‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬متوقعا،‭ ‬ولكن‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬مرجوًا‮»‬‭.‬

ويمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انخراط‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬قد‭ ‬تضاءل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬النواحي‭ ‬والمجالات‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬نيبليت‮»‬،‭ ‬أنها‭ - ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬البلدان‭ ‬المتقدمة‭ ‬الأخرى‭ - ‬‮«‬أعطت‭ ‬الأولوية‭ ‬لتأمين‭ ‬إمدادات‭ ‬اللقاحات‭ ‬لاحتياجاتها‭ ‬المحلية‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬‮«‬أفقر‭ ‬البلدان‭ ‬حول‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تقويض‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬أيضا‭ ‬بسبب‭ ‬قرارها‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬خفض‭ ‬إنفاقها‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬من‭ ‬0‭.‬7‭ ‬إلى‭ ‬0‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬والذي‭ ‬يُقدر‭ ‬أنه‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬ميزانيتها‭ ‬بنحو‭ ‬4-5‭ ‬مليارات‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«كامل‭ ‬أحمد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬خلص‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬التدقيق‭ ‬الوطني‭ ‬البريطاني‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التخفيضات‭ ‬تم‭ ‬فرضها‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬وقت‭ ‬كاف‭ ‬لرؤية‭ ‬مدى‭ ‬التأثيرات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تلحق‭ ‬بها‮»‬‭.‬

وانعكاسًا‭ ‬لهذا‭ ‬النهج،‭ ‬كان‭ ‬لهذه‭ ‬التخفيضات‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي‭ ‬في‭ ‬مساهمة‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬الصحة‭ ‬والتنمية‭ ‬العالمية‭. ‬وشهدت‭ ‬‮«‬اليونيسف‮»‬‭ ‬خفضًا‭ ‬بنسبة‭ ‬60%‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬التمويل،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬توفره‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬تلقت‭ ‬انتقادات‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬خواكين‭ ‬كاسترو‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الفرعية‭ ‬للتنمية‭ ‬الدولية‭ ‬التابعة‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التخفيضات‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬ستقوض‭ ‬‮«‬الاستجابة‭ ‬العالمية‭ ‬الجماعية‮»‬‭ ‬للكوارث‭ ‬الإنسانية‭.‬

وفي‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيقها‭ ‬الهدف‭ ‬النهائي‭ ‬للمراجعة‭ ‬المتكاملة،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأجندة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الوطنية‭ ‬خارجيًا؛‭ ‬تمكنت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬تمديد‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الـ63،‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬كعضو‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬للتجارة‭ ‬الحرة‭ ‬مع‭ ‬أستراليا،‭ ‬تسعى‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الصفقات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الهند‭. ‬وتعهدت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬ببدء‭ ‬المفاوضات‭ ‬بشأن‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الفوائد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمغادرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬فوستر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الفاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬‮«‬فشلت‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬الفوائد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لصفقاتها‭ ‬التجارية‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬البريكست‮»‬،‭ ‬وسط‭ ‬تقارير‭ ‬تفيد‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تخطئ‭ ‬هدفها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬تغطية‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬تجارتها‭ ‬باتفاقيات‭ ‬تجارية‭ ‬حرة‮»‬‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ‮«‬جيفري‭ ‬براون‮»‬،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬الحسابات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬كانت‭ ‬الحكومة،‭ ‬تكافح‭ ‬حقًا‭ ‬لمجرد‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬مكاسب‭ ‬ملموسة‭ ‬للأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬البريطانية‭ ‬أو‭ ‬المستهلكين‭ ‬أو‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬الخاص‭ ‬بنا‮»‬‭. ‬وتلخيصًا‭ ‬لأداء‭ ‬الحكومة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬ريكيتس‮»‬،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬البريطاني‭ ‬السابق،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الصفقات‭ ‬التجارية‭ ‬لم‭ ‬تثبت‭ ‬أنها‭ ‬البعد‭ ‬الأبرز‭ ‬والأكثر‭ ‬تقدمًا‭ ‬ضمن‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬بريطانيا‭ ‬العالمية‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬للمراجعة‭ ‬المتكاملة‭ ‬لسياستها‭ ‬بشأن‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬والتنمية‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬كان‭ ‬سجلها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مكانتها‭ ‬كقوة‭ ‬عالمية‭ ‬مختلطًا‭ ‬وفوضويًا‭. ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية،‭ ‬واصلت‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬مؤثر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رئاستها‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع،‭ ‬واستضافتها‭ ‬لـ‭ ‬كوب‭ ‬26،‭ ‬واستجابتها‭ ‬لغزو‭ ‬أوكرانيا؛‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬بعض‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬تحقيقها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬سياستها‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬قد‭ ‬ألحقت‭ ‬أضرارًا‭ ‬بالغة‭ ‬بمكانتها،‭ ‬كونها‭ ‬دليلاً‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالشؤون‭ ‬العالمية،‭ ‬والمشروعات‭ ‬الإنسانية‭. ‬وعليه،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مكانة‭ ‬بريطانيا‭ ‬عالميًا‭ ‬يشوبها‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين،‭ ‬حيث‭ ‬يواصل‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬التفاوض‭ ‬بشأن‭ ‬تخفيف‭ ‬حدة‭ ‬تحديات‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والقضية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬والمنافسة‭ ‬العالمية،‭ ‬والتي‭ ‬تظل‭ ‬جميعها‭ ‬قضايا‭ ‬خلافية‭ ‬داخل‭ ‬هيكل‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقًا‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page