top of page

5/5/2022

أبعاد استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط

في‭ ‬أغسطس‭ ‬2021،‭ ‬قال‭ ‬‮«‬حسين‭ ‬إيبش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬النقاش‭ ‬الذي‭ ‬تأخر‭ ‬كثيرا‭ ‬بشأن‭ ‬نطاق‭ ‬وفائدة‭ ‬التواجد‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬الآن،‭ ‬وقد‭ ‬عجّله‭ ‬الانسحاب‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‮»‬‭. ‬وامتد‭ ‬هذا‭ ‬النقاش‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬داخل‭ ‬الدوائر‭ ‬الأكاديمية‭ ‬وبين‭ ‬مقرري‭ ‬السياسات،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الموضوعات‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل،‭ ‬هو‭ ‬معرفة‭ ‬ملامح‭ ‬استراتيجية‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سعي‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬أولوية‭ ‬أكبر‭ ‬لمنطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين،‭ ‬فإن‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬الجديدة،‭ ‬والذي‭ ‬ينشر‭ ‬كل‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الخطط‭ ‬المستقبلية‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أشارت‭ ‬التحليلات‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬المنطقة،‭ ‬سيتطلب‭ ‬تغييرًا‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬بها‭ ‬نشر‭ ‬القوات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬استراتيجية‭ ‬أوسع‭ ‬لـ«الردع‭ ‬المتكامل‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬ميليسا‭ ‬هورفاث‮»‬،‭ ‬و«جون‭ ‬ساتلي‮»‬،‭ ‬مخططا‭ ‬اللوجستيات‭ ‬في‭ ‬‮«‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭: ‬إن‭ ‬‮«‬عام‭ ‬2021‭ ‬شهد‭ ‬إغلاق‭ ‬القواعد‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ونقل‭ ‬الطائرات،‭ ‬وإعادة‭ ‬نشر‭ ‬القوات،‭ ‬وتقليل‭ ‬التواجد‭ ‬العسكري‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وذلك‭ ‬بينما‭ ‬‮«‬تواصل‭ ‬إيران‭ ‬تعزيز‭ ‬برامجها‭ ‬النووية،‭ ‬وأنظمة‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‮»‬،‭ ‬وتستخدم‭ ‬شبكة‭ ‬وكلائها‭ ‬لمهاجمة‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬لذا،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬للقادة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬اتخاذ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬العسكرية‮»‬‭.‬

وبهذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الردع‭ ‬المتكامل‮»‬‭ ‬للسياسة‭ ‬الدفاعية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والذي‭ ‬قال‭ ‬‮«‬فريدريك‭ ‬ويري‮»‬،‭ ‬و«ميشيل‭ ‬دن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬نهج‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬يلعب‭ ‬الجيش‭ ‬فيه‭ ‬دورًا‭ ‬داعمًا‭ ‬للدبلوماسية‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تكتسب‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬الجديدة‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‮»‬‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«هورفاث‮»‬،‭ ‬و«ساتلي‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬عسكري،‭ ‬تعتمد‭ ‬‮«‬فكرة‭ ‬الردع‭ ‬المتكامل‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمدنية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‮»‬،‭ ‬تعمل‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الحلفاء‭ ‬والشركاء‭. ‬وستكون‭ ‬استراتيجية‭ ‬الردع‭ ‬المتكامل‭ ‬‮«‬ضرورية‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لـ«كبح‭ ‬جماح‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬طمأنة‭ ‬شركاء‭ ‬أمريكا‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬كريستين‭ ‬ماكفان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ ‬والزميلة‭ ‬في‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬لسياسة‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬الانتشار‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬بالضرورة‭ ‬لتعكس‭ ‬تحول‭ ‬أولويات‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬طمأنة‭ ‬الحلفاء‭ ‬وردع‭ ‬إيران،‭ ‬مع‭ ‬تقليل‭ ‬الاشتباك‮»‬‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لـ«هورفاث‮»‬،‭ ‬و«ساتلي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬سوف‭ ‬يتطلب‭ ‬إصلاحًا‭ ‬شاملاً‭ ‬للشبكات‭ ‬اللوجستية‭ ‬للجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬أكدا‭ ‬أن‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية،‭ ‬‮«‬تطورت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬كإرث‭ ‬لعمليتي‭ ‬درع‭ ‬الصحراء،‭ ‬وعاصفة‭ ‬الصحراء‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬فهي‭ ‬الآن‭ ‬غير‭ ‬مهيأة‭ ‬لردع‭ ‬متكامل‭ ‬فعال‭ ‬ضد‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬بيكا‭ ‬واسر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬نيو‭ ‬أمريكان‭ ‬سيكورتي‮»‬،‭ ‬و«آرون‭ ‬شتاين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬أبحاث‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية»؛‭ ‬ترتيبات‭ ‬القاعدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬بقايا‭ ‬حروب‭ ‬عفى‭ ‬عليها‭ ‬الزمن،‭ ‬وأضحى‭ ‬حجمها‭ ‬وموقعها‭ ‬مسؤولية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديد‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬الذي‭ ‬يشكله‭ ‬الإيرانيون‮»‬‭.‬

ويعكس‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬الجنرال‭ ‬‮«‬كينيث‭ ‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2021،‭ ‬عندما‭ ‬أقر‭ ‬برغبة‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬قواعد‭ ‬‮«‬احتياطية‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬يمكن‭ ‬تشغيلها‭ ‬وقت‭ ‬‮«‬المخاطر‭ ‬المتزايدة‮»‬‭. ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬تقارير‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021‭.‬

وفي‭ ‬تفصيل‭ ‬لذلك‭ ‬نصح‭ ‬‮«‬واسر‮»‬،‭ ‬و«ستاين‮»‬‭ ‬أيضًا‭,‬‭ ‬بأن‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬التفكير‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬حجمها‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬الأصغر‭ ‬الموزعة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬والجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬أدلى‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬بتعليقاته‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬فتح‭ ‬قواعد‭ ‬جديدة،‭ ‬صرح‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬بدون‭ ‬إغلاق‮»‬‭ ‬الموجودة‭ ‬بالفعل‭. ‬وعليه،‭ ‬حذر‭ ‬الباحثان‭ ‬‮«‬من‭ ‬التخلي‭ ‬التام‭ ‬عن‭ ‬القواعد‭ ‬الأكبر،‭ ‬مثل‭ ‬قاعدة‭ ‬‮»‬العُديد‮«‬‭ ‬في‭ ‬قطر؛‭ ‬لأن‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬‮»‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬استثمارات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية«؛‭ ‬بطريقة‭ ‬قد‭ ‬تضر‭ ‬بعلاقات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬حلفائها‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إمكانية‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأمر،‭ ‬وأن‭ ‬القواعد‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المهمة‭ ‬للضرورات‭ ‬التشغيلية‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬تسليمها‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المضيفة،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬تمامًا‮»‬‭.‬

ووفقًا‭ ‬لـ«جون‭ ‬جامبريل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬أسوشيتيد‭ ‬برس‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬القواعد‭ ‬الجديدة‭ ‬المقترحة،‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬قوات‭ ‬متمركزة‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬للقادة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬‮«‬مرونة‮»‬‭ ‬أكبر‭. ‬ويأمل‭ ‬القادة‭ ‬العسكريون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬هذه‭ ‬الترتيبات‭ ‬بدعم‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬الاستدامة‭ ‬الغربية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والذي‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬لوجستي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬حديثًا‭ ‬‮»‬يمتد‭ ‬من‭ ‬‮«‬موانئ‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬والبحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬المحتمل‭ ‬لإغلاق‭ ‬نقاط‭ ‬الاختناق‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز‮»‬‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬نشوب‭ ‬صراع‭ ‬إقليمي‭.‬

وبحسب‭ ‬‮«‬هورفاث‮»‬،‭ ‬و«ساتلي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬النهج‭ ‬اللوجيستي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تتبناه‭ ‬واشنطن‭ ‬خلال‭ ‬تواجدها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬قد‭ ‬يقدم‭ ‬مزايا‭ ‬معينة‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬أوسع‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تردع‭ ‬‮ «‬خصومها‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬إرباكهم‭ ‬بشأن‭ ‬الوجود‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وقدراته‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ماكفان‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬التغييرات‭ ‬في‭ ‬تمركز‭ ‬القوة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصحوبة‭ ‬بتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الشركاء‭ ‬المحليين؛‭ ‬‮«‬لتخفيف‭ ‬مخاوفهم‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬‮«‬آليات‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الثنائي‭ ‬والمتعدد‭ ‬الأطراف‮»‬‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬فرص‭ ‬لزيادة‭ ‬تكامل‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الدفاعية‭ ‬للجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬الإقليمية‭.‬

لكن‭ ‬نهج‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬التواجد‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الانتقاد؛‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬غالاغر‮»‬،‭ ‬النائب‭ ‬الجمهوري‭ ‬عن‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬ويسكونسن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬‮«‬تتجاهل‭ ‬الدروس‭ ‬المكتسبة‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬توازن‭ ‬القوى‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬إدارة‭ ‬أمريكية‭ ‬جديدة‭ ‬تتشدق،‭ ‬بـ«كلمات‭ ‬رنانة‮»‬‭ ‬تتعلق‭ ‬بالشؤون‭ ‬الدفاعية،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬ستار‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الدفاع،‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بقوة‭ ‬عسكرية‭ ‬أمريكية‭ ‬لن‭ ‬تفي‭ ‬بالمتطلبات‭ ‬الأمنية‭ ‬العالمية‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬أكد‭ ‬الجنرال‭ ‬المتقاعد‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬سبوير‮»‬،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني،‭ ‬التابع‭ ‬لـ«مؤسسة‭ ‬التراث‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬الوسائل‭ ‬المؤكدة‭ ‬لردع‭ ‬الصراعات،‭ ‬هي‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬كافية‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬خصوم‭ ‬واشنطن‭ ‬المحتملين‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يعيروا‭ ‬اهتمامًا‭ ‬يذكر‭ ‬للعقوبات‭ ‬غير‭ ‬العسكرية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬البارزة‭ ‬والإرادة‭ ‬الواضحة‭ ‬لاستخدامها،‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬الخوف‭ ‬لدى‭ ‬الخصم‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬وضع‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالخارج،‭ ‬فقد‭ ‬بدا‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬وحجم‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬بدأ‭ ‬يتناقص،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭. ‬وكما‭ ‬لاحظ‭ ‬‮«‬هورفاث‮»‬،‭ ‬و«ساتلي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬ستجعل‭ ‬القادة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬يفعلون‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬بموارد‭ ‬أقل‮»‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬تركيز‭ ‬جهودهم‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬إيران‭. ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬جراء‭ ‬تعديل‭ ‬النهج‭ ‬العسكري‭ ‬التي‭ ‬تعتمده‭ ‬واشنطن‭ ‬حيال‭ ‬المنطقة؛‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬تداعيات‭ ‬عبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجالات؛‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬تقبلاً‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬والتعاون‭ ‬الدفاعي‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬المحليين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬تشجيعًا‭ ‬للجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لبناء‭ ‬هيكل‭ ‬أمني‭ ‬إقليمي‭ ‬موحد‭. ‬

وتشير‭ ‬الاتجاهات‭ ‬والتحليلات‭ ‬الأخيرة‭ ‬حول‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬بدأت‭ ‬تفضل‭ ‬التحلي‭ ‬بمرونة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬مستوى‭ ‬انتشارها‭ ‬المحتمل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهذا‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬قواعدها‭ ‬العسكرية‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لصالح‭ ‬شبكة‭ ‬محتملة‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الدفاعية‭ ‬الأصغر،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تحتضن‭ ‬آليات‭ ‬انتشار‭ ‬للقوات‭ ‬أو‭ ‬المعدات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬
 

{ انتهى  }
bottom of page