top of page

28/4/2022

القطاع الخاص البحريني.. والمسؤولية الاجتماعية

غدت‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تمثل‭ ‬أحد‭ ‬المبادئ‭ ‬الرئيسية‭ ‬لممارسة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خاصة‭ ‬المتقدمة‭ ‬منه،‭ ‬وبرزت‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬مع‭ ‬سيادة‭ ‬اقتصاد‭ ‬السوق،‭ ‬والاتهامات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرأسمالي‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يراعي‭ ‬البعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وما‭ ‬اكتنف‭ ‬التحول‭ ‬لاقتصاد‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬معتقدات‭ ‬خاطئة،‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬يتمتع‭ ‬بحرية‭ ‬مطلقة،‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬إقصاء‭ ‬منافسيه‭. ‬وبرغم‭ ‬الأبعاد‭ ‬الأخلاقية‭ ‬لمفهوم‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاعتقاد‭ ‬الخاطئ‭ ‬قد‭ ‬اقتضى‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬التدخل‭ ‬أحيانًا‭ ‬بوضع‭ ‬قواعد‭ ‬تنظيمية‭ ‬للمنافسة،‭ ‬ومناهضة‭ ‬الاحتكار،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تدخلاتها‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬البيئية‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬وأجورهم‭.‬

وبرغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التدخلات‭ ‬الحكومية‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬متطرفو‭ ‬المدرسة‭ ‬الليبرالية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تعيق‭ ‬عمل‭ ‬الأسواق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أسبابها‭ -‬وهي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للمجتمع‭- ‬قد‭ ‬جعلتها‭ ‬مبررة،‭ ‬وأدى‭ ‬الأمر‭ ‬بدراسات‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬التزام‭ ‬ذاتي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع،‭ ‬يوازن‭ ‬بين‭ ‬البعد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للعمل،‭ ‬والبعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للبيئة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭. ‬يشمل‭ ‬هذا‭ ‬التوازن‭ ‬أن‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الشركة‭ ‬أو‭ ‬الفرد‭ ‬نتيجة‭ ‬ممارسة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬معين‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭. ‬وبرزت‭ ‬لذلك‭ ‬أوجه‭ ‬عديدة،‭ ‬كالمشاركة‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬مكافحة‭ ‬الفقر،‭ ‬أو‭ ‬تحسين‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬أو‭ ‬تحسين‭ ‬البيئة‭ ‬أو‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬مشكلات‭ ‬كالسكن‭ ‬والمواصلات‭. ‬وشجعت‭ ‬الحكومات‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬الذاتي‭ ‬بالحوافز‭ ‬والإعفاءات‭ ‬الضريبية،‭ ‬بل‭ ‬والتمكين‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الأعمال،‭ ‬بإعطاء‭ ‬الشركات‭ ‬الملتزمة‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فرصًا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬المشتريات‭ ‬والأعمال‭ ‬الحكومية‭. ‬وصار‭ ‬المفهوم‭ ‬الأشمل‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬المعتاد،‭ ‬ويتعداه‭ ‬إلى‭ ‬مفهومه‭ ‬الأكثر‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للمجتمع‭.‬

وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬تطور‭ ‬التزام‭ ‬الشركات‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تُصدر‭ ‬سنويًا‭ -‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تقريرها‭ ‬المالي‭- ‬تقرير‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬أخذت‭ ‬بمبدأ‭ ‬البعد‭ ‬التكاملي‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭. ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬تبدو‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬تجاوبه‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬تنموية‭ ‬ضمن‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭. ‬وللحكومة‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بمسؤوليته‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬التسهيلات‭ ‬والخدمات‭ ‬والمعلومات‭ ‬والإحصاءات‭ ‬والتراخيص‭ ‬والموافقات،‭ ‬والتنسيق‭ ‬ومنع‭ ‬التكرار،‭ ‬وتشجيع‭ ‬المبتكرات‭ ‬وترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬التطوع‭ ‬وإطلاق‭ ‬الجوائز‭ ‬المحفزة‭.‬

وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فإن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بأغلبية‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وقد‭ ‬عززت‭ ‬الحكومة‭ ‬دوره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبنيها‭ ‬سياسة‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬حيث‭ ‬وفرت‭ ‬له‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الأعمال،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإعفاءات‭ ‬الضريبية،‭ ‬أو‭ ‬إسناد‭ ‬الأعمال‭ ‬الحكومية‭ ‬إليه،‭ ‬أو‭ ‬الترويج‭ ‬لفرص‭ ‬نشاطه‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬قد‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬خصخصة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقوم‭ ‬بها،‭ ‬وصدر‭ ‬لذلك‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2002،‭ ‬بشأن‭ ‬سياسات‭ ‬وضوابط‭ ‬الخصخصة،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬خصخصة‭ ‬حافلات‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬2003،‭ ‬وتشغيل‭ ‬ميناء‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬2006،‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬بناء‭ ‬وامتلاك‭ ‬وتشغيل‭ ‬المرفق‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬العزل‭ ‬للكهرباء‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬وبيع‭ ‬حصة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬ألبا‭ ‬في‭ ‬2010،‭ ‬ومحطة‭ ‬الدور‭ ‬للكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬في‭ ‬2012‭. ‬

وتعد‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬نبراس‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصاد‭ ‬المملكة‭ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬حيث‭ ‬حصرت‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬التنظيم‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتسهيل‭ ‬والتمكين‭ ‬والتشريع‭ ‬وإقامة‭ ‬البنى‭ ‬التحتية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬فيه‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بالنشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وجعلت‭ ‬الحكومة‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياساتها،‭ ‬لجأت‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬نواحي‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬خاصة‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والإسكان،‭ ‬ثقةً‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬وعلاقاته‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وبما‭ ‬يخفف‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬الإنفاق‭ ‬العام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬يتجاوز‭ ‬الإيرادات‭ ‬العامة‭.‬

وتاريخيًا،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬البحريني،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬مسيرة‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التنمية،‭ ‬فأعطاها‭ ‬شخصيتها‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬عُرفت‭ ‬بها،‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬التجارة‭ ‬نشاطه‭ ‬الرئيسي،‭ ‬وكانت‭ ‬البحرين‭ ‬محطة‭ ‬رئيسية‭ ‬للتجارة‭ ‬الخارجية‭. ‬ودعم‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بقوة‭ ‬وضع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الحداثة‭ ‬بدعمه‭ ‬بدايات‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي،‭ ‬وكوّن‭ ‬التجار‭ ‬جمعيتهم‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬غرفة‭ ‬وتجارة‭ ‬صناعة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬الرائدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬إسهاماتها‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬التجار‭ ‬ورجال‭ ‬الصناعة‭ ‬ومنع‭ ‬ظهور‭ ‬الاحتكار‭ ‬والأخذ‭ ‬بيد‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وتنوع‭ ‬أسواق‭ ‬الاستيراد‭ ‬والتصدير،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المبشرة،‭ ‬وتمكين‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭. ‬

وتنظيمًا‭ ‬لهذا‭ ‬الدور،‭ ‬صدر‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬48‭ ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬بشأن‭ ‬غرفة‭ ‬وتجارة‭ ‬البحرين،‭ ‬ليتواكب‭ ‬ويتكامل‭ ‬مع‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬كقانون‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬رقم‭ (‬33‭) ‬لسنة‭ ‬2002،‭ ‬والقانون‭ ‬رقم‭ (‬19‭) ‬لسنة‭ ‬2006،‭ ‬بشأن‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬والقانون‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2012،‭ ‬بشأن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭. ‬وعليه،‭ ‬أصبح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬البحريني،‭ ‬هو‭ ‬المشغل‭ ‬الرئيسي‭ ‬للعمالة‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬70‭%‬‭ ‬بمتوسط‭ ‬رواتب‭ ‬شهرية‭ ‬تبلغ‭ ‬760‭ ‬دينارا،‭ ‬ملتزمًا‭ ‬باقتدار‭ ‬لتحقيق‭ ‬نسب‭ ‬بحرنة‭ ‬واقعية‭ ‬ومتوازنة‭.‬

ويلقى‭ ‬موضوع‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالغًا،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬‮«‬المنامة‮»‬،‭ ‬مقرًا‭ ‬‮«‬للشبكة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬كمؤسسة‭ ‬مهنية‭ ‬دولية‭ ‬غير‭ ‬ربحية‭ ‬ولها‭ ‬فروع‭ ‬ومكاتب‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬كقطر،‭ ‬والسعودية،‭ ‬ومصر،‭ ‬وتونس،‭ ‬واليمن،‭ ‬والسودان،‭ ‬وتركيا،‭ ‬وهولندا،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬حيث‭ ‬تضطلع‭ ‬بمهمة‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬للشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬حول‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬مستهدفة‭ ‬نشر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬ممارسات‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وتعمل‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬

ودعما‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوات،‭ ‬أُشهرت‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭ ‬في2011،‭ ‬وأطلقت‭ ‬فعاليات‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬البحرين‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬نسخته‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬وعقد‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬النفط،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬توصياته‭ ‬ضرورة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬اعتماد‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬المناقصات‭ ‬المطروحة،‭ ‬ومشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ووجود‭ ‬برامج‭ ‬تنافسية‭ ‬لإبراز‭ ‬دور‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالشركات،‭ ‬ووجود‭ ‬منهج‭ ‬متخصص‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭. ‬وأطلقت‭ ‬الجمعية‭ ‬‮«‬جائزة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬جائزة‭ ‬معنوية‭ ‬تعطى‭ ‬للشركات‭ ‬الأفضل‭ ‬ممارسة‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وهي‭ ‬الآيزو،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬إظهار‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬ومساهمة‭ ‬ومشاركة‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وفي‭ ‬إدراك‭ ‬لذلك،‭ ‬دعت‭ ‬المؤتمرات‭ ‬السابقة‮ ‬‭ ‬الجمعية‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬محفظة‭ ‬تمويل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬تدار‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬لجنة‭ ‬وطنية‭ ‬مستقلة،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مشاريع‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وإنشاء‭ ‬لجنة‭ ‬أو‭ ‬شركة‭ ‬مساهمة‭ ‬تعكف‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬البطالة،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬وتأهيل‭ ‬العاطلين،‭ ‬وإصدار‭ ‬قانون‭ ‬يلزم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬باستقطاع‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬لدعم‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬أصدرت‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بتحديد‭ ‬نسبة‭ ‬2‭%‬‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كشرط‭ ‬أساسي‭ ‬لمزاولة‭ ‬النشاط‭ ‬التجاري،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الكويت‮»‬‭ ‬أصدرت‭ ‬قانونا‭ ‬يُلزم‭ ‬المصارف‭ ‬بتخصيص‭ ‬نسبة‭ ‬5‭%‬‭ ‬من‭ ‬أرباحها‭ ‬للبحوث‭ ‬العلمية‭.‬

وكما‭ ‬نشط‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مسؤوليته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستشفيات،‭ ‬ومراكز‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وبناء‭ ‬القاعات‭ ‬متعددة‭ ‬الاستخدامات‭ ‬للمناسبات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ودعم‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وتقديم‭ ‬منح‭ ‬للطلبة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر؛‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كإدارة‭ ‬وتشغيل‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬المتروك‭ ‬للتأهيل‭ ‬الإرشادي‮»‬،‭ ‬وإدارة‭ ‬وتشغيل‭ ‬‮«‬نادي‭ ‬سلوة‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‮»‬،‭ ‬و«مبادرة‭ ‬تكافل‭(‬1‭) ‬لتأهيل‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‮»‬،‭ ‬و«مبادرة‭ ‬تكافل‭(‬2‭) ‬لتوفير‭ ‬الأجهزة‭ ‬والمعينات‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‮»‬،‭ ‬و«مركز‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬كانو‭ ‬لتشخيص‭ ‬وخدمة‭ ‬المعاقين‮»‬،‭ ‬و«مركز‭ ‬التأهيل‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والمهني‮»‬،‭ ‬و«دار‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬لتأهيل‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‮»‬،‭ ‬و«مركز‭ ‬شيخان‭ ‬الفارس‭ ‬للتخاطب‭ ‬الشامل‮»‬،‭ ‬و«مركز‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬للتأهيل‮»‬،‭ ‬و«مركز‭ ‬الطفل‭ ‬للرعاية‭ ‬النهارية‮»‬،‭ ‬و«مركز‭ ‬الحد‭ ‬لتأهيل‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‮»‬‭.‬

ولأن‭ ‬البنوك‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬قد‭ ‬يفوق‭ ‬دور‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬نظرًا‭ ‬لتأثيرها‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخضر‭ ‬والطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬وتمويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬فقد‭ ‬حث‭ ‬‮«‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‮»‬،‭ ‬ووجه‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بممارسات‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات،‭ ‬والتوجيه‭ ‬بتوضيح‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬تفصيلاً‭ ‬في‭ ‬تقاريرها‭ ‬السنوية،‭ ‬حيث‭ ‬تتبرع‭ ‬البنوك‭ ‬لإنشاء‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬ودور‭ ‬الرعاية‭ ‬وحاضنات‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬وغيرها‭. ‬وبرز‭ ‬دورها‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بتأجيل‭ ‬أقساط‭ ‬المقترضين،‭ ‬ما‭ ‬مكن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬تداعيات‭ ‬الجائحة،‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬العدوى،‭ ‬وتسهيل‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭. ‬ومنذ‭ ‬1980‭ ‬يخصص‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‮»‬،‭ ‬5‭%‬‭ ‬من‭ ‬أرباحه‭ ‬السنوية‭ ‬للبرامج‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمشروعات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬فاز‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬بجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬بنك‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬ويسلط‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المبادرات‭ ‬والمساهمات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬البنك‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬‮«‬جود‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬التعليم،‭ ‬والابتكار،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الشباب،‭ ‬ضمن‭ ‬مساعي‭ ‬البنك‭ ‬لتأسيس‭ ‬قوى‭ ‬عاملة‭ ‬وكوادر‭ ‬مستعدة‭ ‬للمستقبل‭. ‬

واستكمالا‭ ‬لهذا‭ ‬الدور،‭ ‬تؤدي‭ ‬‮«‬جمعية‭ ‬المصارف‭ ‬البحرينية‮»‬،‭ ‬دورًا‭ ‬مماثلاً‭ ‬لجمعية‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬بين‭ ‬المصارف،‭ ‬وتحسين‭ ‬مناخ‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرفي،‭ ‬وتسهيل‭ ‬تعامل‭ ‬الأنظمة‭ ‬المصرفية‭ ‬مع‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭. ‬وشكلت‭ ‬الجمعية‭ ‬لجنة‭ ‬دائمة‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ومؤخرًا‭ ‬أكد‭ ‬رئيسها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬وجائزة‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للمصارف‭ ‬الإسلامية‮»‬،‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬جهاز‭ ‬خاص‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬يتولى‭ ‬مهمة‭ ‬رسم‭ ‬استراتيجية‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬للقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬والمالي‭. ‬وتعمل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬الانتقال‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬النطاق‭ ‬المحلي‭ ‬إلى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬إقليميًا‭ ‬ودوليًا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتحسين‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والبيئية‭.‬

وبرغم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بعد‭ ‬قانون‭ ‬يلزم‭ ‬الشركات‭ ‬بالإفصاح‭ ‬عن‭ ‬ممارستها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬شرطًا‭ ‬للتقدم‭ ‬للمناقصات‭ ‬والعقود‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬شرطا‭ ‬لإدراج‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المالية؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬البحرينية‭ ‬تمارس‭ ‬طوعًا‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭. ‬ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬ظهور‭ ‬لها‭ ‬كان‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬فينا‭ ‬الخير‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الطوعي‭ ‬في‭ ‬التخفيضات‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬بعض‭ ‬شركات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬للمسنين،‭ ‬وكذلك‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬ببيعها‭ ‬بعض‭ ‬السلاسل‭ ‬التجارية‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة،‭ ‬كما‭ ‬يمنح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬مبالغ‭ ‬سنويًا‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والتطوعية،‭ ‬وقد‭ ‬تقترن‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات‭ ‬بالترويج‭ ‬للشركة‭ ‬وتحسين‭ ‬سمعتها‭ ‬لدى‭ ‬العملاء‭ ‬الحاليين‭ ‬والمحتملين،‭ ‬أي‭ ‬تكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬والتسويق‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬تحول‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬أحد‭ ‬الحلول‭ ‬الرئيسية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أجندة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فقد‭ ‬تعالت‭ ‬أصوات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬مطالبة‭ ‬بتشريع‭ ‬يقنن‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ويحدد‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬الشركات‭ ‬لها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يقتضي‭ ‬بدايةً‭ ‬وضع‭ ‬تعريف‭ ‬واضح‭ ‬محدد‭ ‬لها‭ ‬للشركات،‭ ‬حيث‭ ‬نجد‭ ‬تعددا‭ ‬في‭ ‬التعريفات‭ ‬والمعايير،‭ ‬ولكل‭ ‬منطقة‭ ‬معاييرها‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يدرج‭ ‬اعتبارات‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬والبيئة‭ ‬والعمال‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يدرج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا،‭ ‬ويركز‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬كما‭ ‬يقتضي‭ ‬ذلك‭ ‬أيضًا‭ ‬اختيار‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬واستطلاع‭ ‬رؤى‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬والمعنيين‭ ‬بتطبيق‭ ‬هذا‭ ‬التشريع‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬وتشغيل‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬باعتباره‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل‭ ‬لشغل‭ ‬الوظيفة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬برامج‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭.

{ انتهى  }
bottom of page