top of page

28/8/2021

انهيار أفغانستان وتداعياته على التطرف والإرهاب

أدى‭ ‬صعود‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬وانسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬القلق‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬البلاد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬ملاذًا‭ ‬آمنًا‮»‬‭ ‬للإرهاب‭ ‬الدولي‭. ‬فبين‭ ‬عامي‭ ‬1996‭ ‬و2001،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الحركة‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬أقام‭ ‬المسلحون‭ ‬علاقات‭ ‬وثيقة‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬الدولية،‭ ‬أبرزها‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭. ‬ووفقا‭ ‬لشبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬تلقى‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬مجند‭ ‬إرهابي‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تدريبات‭ ‬بمعسكرات‭ ‬القاعدة‭ ‬هناك‭. ‬لذلك،‭ ‬مع‭ ‬عودتهم،‭ ‬تتزايد‭ ‬المخاوف‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬التاريخ‭ ‬نفسه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬الندوة‭. ‬

ولمناقشة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬عقد‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬بواشنطن،‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬انهيار‭ ‬أفغانستان‭ ‬وتداعياته‭ ‬على‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬مناقشة‭ ‬الأسئلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمستقبل‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬رأسها‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬ليستر‮»‬‭ ‬مدير‭ ‬قسم‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بالمعهد،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬كيلكولن‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬شركات‭ ‬كورديليرا‭ ‬لتحليل‭ ‬المخاطر‮»‬،‭ ‬و«كارين‭ ‬جرينبرج‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‮»‬‭ ‬بجامعة‭ ‬فوردهام،‭ ‬و«آن‭ ‬ليكوسكي‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬أبحاث‭ ‬الدفاع‭ ‬النرويجية‮»‬،‭ ‬و‮«‬أسفنديار‭ ‬مير‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للسلام‮»‬‭. ‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬تساءل‭ ‬‮«‬ليستر‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬إن‭ ‬مهمة‭ ‬واشنطن‭ ‬قد‭ ‬‮«‬انهارت‮»‬‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬سقوط‭ ‬كابول‭ ‬‮«‬انتصارًا‭ ‬هائلاً‮»‬‭ ‬للجهاديين‭ ‬العالميين‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬العشرين‭ ‬لهجمات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر،‭ ‬‮«‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الانتصار‭ ‬مجرد‭ ‬حلم‭ ‬لأمثال‭ ‬القاعدة‮»‬‭. ‬وبشكل‭ ‬عملي،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬سجناء‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬الأفغانية‭ ‬من‭ ‬طالبان‭ ‬يعدّ‭ ‬‮«‬مضاعفة‭ ‬القوة‭ ‬البشرية‭ ‬للجماعات‭ ‬الجهادية‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬جرينبرج‮»‬‭ ‬أهمية‭ ‬‮«‬الرؤية‭ ‬الشاملة‮»‬‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬والتكتيكات‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬المستقبلية،‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إدراك‭ ‬‮«‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬والآليات‭ ‬الدولية‭ ‬الجديدة‭ ‬لكي‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬اعتبارنا‭ ‬إمكانية‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‮»‬‭. ‬وتابعت‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬استراتيجيات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬القديمة‭ ‬المستخدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أمريكا‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬الشيء‭ ‬الصحيح‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬سيحتاج‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وعمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬التمرد،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬المنظمة‮»‬‭ ‬ستكون‭ ‬أفضل‭ ‬وسيلة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وحول‭ ‬تهديد‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمي،‭ ‬أضافت‭ ‬أن‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬منقسم‮»‬‭. ‬وأصرت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬قدرة‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬تعطيل‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬قوية‮»‬‭. ‬وسلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬حدوث‭ ‬آليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬إنسانية،‭ ‬وأن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬‮«‬الأسباب‭ ‬الأساسية‮»‬‭ ‬للإرهاب‭ ‬حتى‭ ‬تنجح،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬الفقر‭ ‬والتعرض‭ ‬للعنف‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر،‭ ‬انتقد‭ ‬‮«‬كيلكولن‮»‬‭ ‬طريقة‭ ‬انسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬واصفاً‭ ‬إياها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬خيانة‮»‬‭ ‬للحكومة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬كان‭ ‬‮«‬متخبطًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬تقدم‭ ‬طالبان،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬شيئًا‮»‬‭ ‬لمساعدة‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني‭ ‬ضد‭ ‬المسلحين،‭ ‬كما‭ ‬انتقد‭ ‬‮«‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬الضحية‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬للجيش‭ ‬الوطني‭ ‬الأفغاني،‭ ‬واصفًا‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مقزز‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بطريقة‭ ‬الهجرة‭ ‬الجماعية‭ ‬من‭ ‬كابول؛‭ ‬رفض‭ ‬مقارناتها‭ ‬بسقوط‭ ‬سايجون‭ -‬العاصمة‭ ‬السابقة‭ ‬لفيتنام‭- ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإخلاء‭ ‬كان‭ ‬‮«‬مُخططًا‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‮»‬‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬كابول‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬قارن‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬بواقعة‭ ‬إجلاء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الكمبودية‭ ‬‮«‬بنوم‭ ‬بنه‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1975،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬شيوعيي‭ ‬‮«‬بول‭ ‬بوت‮»‬‭ ‬دكتاتور‭ ‬كمبوديا،‭ ‬وبأزمة‭ ‬الرهائن‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬وبموقف‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬من‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬السويس‮»‬‭ ‬عقب‭ ‬عدوان‭ ‬1965‭. ‬

ومتابعةً‭ ‬لتحليله،‭ ‬وصف‭ ‬الانسحاب‭ ‬نفسه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬ضروري‮»‬،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المغادرة‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تواجد‭ ‬بسيط‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬استراتيجية‭ ‬مستدامة،‭ ‬من‭ ‬ثم،ّ‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬فعلنا‭ ‬بها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬هائلة‭ ‬وإذلال‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬تأثير‭ ‬سقوط‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمي،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬كيلكولن‮»‬‭ ‬هزيمة‭ ‬واشنطن‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬دفعة‭ ‬هائلة‭ ‬ومعنوية‮»‬‭ ‬لكل‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬تشككًا‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬‮«‬عن‭ ‬بعد‮»‬‭ -‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬الأرض‭- ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه،‭ ‬في‭ ‬رأيه،‭ ‬تتطلب‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الناجحة‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬محليين،‭ ‬لكي‭ ‬تُكلل‭ ‬بالنجاح‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬فيما‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬بايدن‭ ‬بسحب‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬‮«‬ربما‭ ‬أضاف‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬أخرى‭ ‬للحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‮»‬‭.‬

على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬سعت‭ ‬‮«‬ليكوسكي‮»‬‭ ‬لتقديم‭ ‬رؤية‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬تفاؤلاً‮»‬‭ ‬للمستقبل؛‭ ‬موضحة‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬متشككة‭ ‬في‭ ‬حجة‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬نفسه‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسهيل‭ ‬طالبان‭ ‬الوجود‭ ‬للجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬داخل‭ ‬أفغانستان‭. ‬إذ‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬طالبان‭ ‬نفسها‭ ‬فيها‭ ‬أواخر‭ ‬التسعينيات‭ ‬وأوائل‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬أقل‭ ‬أهمية‭ ‬اليوم،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تتمتع‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬بخبرة‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬التطرف‭ ‬العالمية‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬انقسامًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬رأت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المحتمل‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬البلاد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مركزًا‭ ‬للتطرف‭ ‬العالمي‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتهديد‭ ‬الأمني‭ ‬المحتمل‭ ‬للقاعدة،‭ ‬زعمت‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمثلون‭ ‬تهديدًا‭ ‬للغرب‮»‬،‭ ‬و«أنهم‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الماضي‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬‮«‬بن‭ ‬لادن‮»‬‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أبدًا‭ ‬‮«‬الهدف‭ ‬الأساسي‮»‬‭ ‬للقاعدة،‭ ‬وأنه‭ ‬منذ‭ ‬وفاته‭ ‬عاد‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬جذورهم‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للقتال‭ ‬المحلي‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬وضع‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬اعتبرت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المحتمل‭ ‬تمامًا‮»‬‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬حشد‭ ‬كبير‭ ‬للمقاتلين‭ ‬الأجانب‮»‬‭ ‬في‭ ‬البلاد؛‭ ‬لأن‭ ‬المواقف‭ ‬الإقليمية‭ ‬لطالبان‭ ‬والقاعدة‭ ‬ليست‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭. ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬تجاهلت‭ ‬أي‭ ‬فرضية‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬طالبان‭ ‬وداعش،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬عدو‭ ‬بالفعل‮»‬‭ ‬لحكام‭ ‬أفغانستان‭ ‬الجدد،‭ ‬وأن‭ ‬الفصيلين‭ ‬يتناحران‭ ‬هناك‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬سنوات‮»‬‭.‬

بدوره،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬مير‮»‬‭ ‬مشهد‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمي‭ ‬الحالي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬ديناميكي‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬تهديدات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬علاقة‭ ‬طالبان‭ ‬دائمة‭ ‬مع‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬ووجود‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬فإنه‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬الباكستانية‭ ‬هي‭ ‬حاليًا‭ ‬المجموعة‭ ‬الأكثر‭ ‬تهديدًا‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بسبب‭ ‬دعمها‭ ‬للجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬عير‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭.‬

واستمرارًا‭ ‬للنقاش،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬‮«‬التعافي‭ ‬لمعاودة‭ ‬نشاطها‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬تنافس‭ ‬‮«‬حاد‮»‬‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬داعش‭ ‬وطالبان،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬تقارير‮»‬‭ ‬تثبت‭ ‬قيام‭ ‬مقاتلي‭ ‬داعش‭ ‬بإعدام‭ ‬مسلحي‭ ‬طالبان‭ ‬وإعدام‭ ‬الأخيرة‭ ‬لأمير‭ ‬داعش‭ ‬أبو‭ ‬عمر‭ ‬الخراساني‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬بعد‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬سجن‭ ‬كان‭ ‬معتقلاً‭ ‬فيه‭. ‬وهكذا،‭ ‬فإنه‭ ‬رغم‭ ‬إشارته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاقتتال‭ ‬لا‭ ‬‮«‬يؤكد‭ ‬تمامًا‭ ‬مدى‭ ‬الانحدار‭ ‬والتدهور‭ ‬واحتمالية‭ ‬قضاء‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بعضها‭ ‬على‭ ‬بعض‮»‬؛‭ ‬تظل‭ ‬‮«‬احتمالات‭ ‬مشاهد‭ ‬التهديد‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تمثلها‭ ‬مؤكدة،‭ ‬وربما‭ ‬ستزداد‭ ‬سوءًا‭ ‬مستقبلاً‮»‬‭.. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬‮«‬تواجه‭ ‬قيودًا‭ ‬بشأن‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطتها‮»‬،‭ ‬وربما‭ ‬يرجع‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬التنافس‭ ‬الشرس‭ ‬بين‭ ‬المتطرفين‭ ‬المتشددين‭.‬

وبشكل‭ ‬أعمق،‭ ‬سأل‭ ‬‮«‬ليستر‮»‬‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الغرب‭ ‬للأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الانسحاب‭. ‬وأجاب‭ ‬‮«‬كيلكولن‮»‬،‭ ‬مشككا‭ ‬في‭ ‬تعهد‭ ‬واشنطن‭ ‬بتبنى‭ ‬استراتيجية‭ ‬‮«‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الأفق‮»‬‭ ‬لمواجهة‭ ‬الإرهاب‭. ‬وترتكز‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬داخل‭ ‬أفغانستان‭ ‬عبر‭ ‬شن‭ ‬العمليات‭ ‬الجوية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تتطلب‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬وتخصيصها‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لن‭ ‬تتمكن‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬حيث‭ ‬ستستهلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقود،‭ ‬ما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬للتحليق‭. ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬حاملة‭ ‬للطائرات‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الباكستانية‭. ‬وهنا،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مير‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدًا‮»‬‭ ‬تحقيقها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬أضاف‭ ‬‮«‬كيلكولن‮»‬‭ ‬أن‭ ‬أفغانستان‭ ‬‮«‬بالفعل‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‮»‬‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة‭ ‬قوامها‭ ‬7000‭ ‬مقاوم‭ ‬بقيادة‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود‭ ‬نجل‭ ‬أحمد‭ ‬شاه‭ ‬مسعود‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬بنجشير‭. ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬متشكك‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬البلاد‭ ‬كلها،‭ ‬وبث‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬بين‭ ‬ربوعها‭.. ‬محذرا‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القضية‭ ‬المقلقة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬إجلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬الغربيين‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬طالبان،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يتحولوا‭ ‬إلى‭ ‬رهائن‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحهم‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬قتلهم‭ ‬انتقامًا‭ ‬من‭ ‬الضربات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬الجوية‭ ‬الموجعة‭ ‬للحركة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭.‬

بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ليستر‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬التطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحركة‭ ‬والتحسن‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬وآلية‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬ضعف‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬مارستها‭ ‬القاعدة‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬كابول‭. ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة،‭ ‬لاحظت‭ ‬‮«‬ليكوسكي‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬إن‭ ‬‮«‬تنظيم‭ ‬القاعدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬‮«‬استغرق‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬ليعود‭ ‬ليظهر‭ ‬مجددًا‮»‬‭ ‬ليؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬سُمي‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬ولعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬السابقة‭ ‬والحالية‭ ‬تعكس‭ ‬‮«‬القيود‭ ‬الكثيرة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬شلت‭ ‬قيادة‭ ‬تنظيم‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬يعاني‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬والتدهور‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬ملامح‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬طالبان‭ ‬وتنظيم‭ ‬القاعدة؛‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مير‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬يقدم‭ ‬التمويل‭ ‬للمسلحين‭ ‬الأفغان‭ ‬والحركة‭ ‬ذاتها،‭ ‬‮«‬انقلبت‭ ‬الأمور‭ ‬الآن‮»‬،‭ ‬وطالبان‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬‮«‬لها‭ ‬اليد‭ ‬العليا‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬‮«‬ظلت‭ ‬على‭ ‬حالها‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬طالبان‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬القاعدة،‭ ‬أثناء‭ ‬مفاوضاتها‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأن‭ ‬التنظيم‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مُقلاً‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطته‭ ‬الإرهابية‭ ‬بسبب‭ ‬تعليمات‭ ‬من‭ ‬طالبان‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأساليب‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬علقت‭ ‬‮«‬جرينبرج‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يمكنها‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وغير‭ ‬العسكرية‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يمكنه‭ ‬حشد‭ ‬قواته‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬عسكرية‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقوة‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬بموجب‭ ‬شروط‭ ‬وقيود‭ ‬مشددة‭ ‬لإكراه‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬الانصياع‭ ‬للسلم،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ -‬الآن‭- ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تعيد‭ ‬تأكيد‭ ‬نفسها‮»‬‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الإخفاقات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭. ‬

وحول‭ ‬دخول‭ ‬المقاتلين‭ ‬الأجانب‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬جرينبيرج‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخبراء‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬حقًا‭ ‬ما‭ ‬سيحدث‮»‬‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬لكنهم‭ ‬أكدوا‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاربة‭ ‬‮«‬منابعه‮»‬‭ ‬الأساسية؛‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬قضية‭ ‬يمكن‭ ‬حلها‭ ‬بالوسائل‭ ‬العسكرية‭ ‬وحدها‭. ‬ولفتت‭ ‬‮«‬ليكوسكي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬فتح‭ ‬الحدود،‭ ‬والتي‭ ‬اعتبرتها‭ ‬حاسمة‭ ‬لتقييد‭ ‬معدل‭ ‬تنقل‭ ‬المقاتلين‭ ‬الأجانب‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭. ‬لهذا،‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالتي‭ ‬سوريا‭ ‬والشيشان،‭ ‬كانت‭ ‬الحدود‭ ‬المفتوحة‭ ‬تسمح‭ ‬بالتنقل‭ ‬ودخول‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬الأجانب‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬المستعرة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬والصراع‭. ‬وحول‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬أضاف‭ ‬‮«‬مير‮»‬‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬كانت‭ ‬تتقبل‭ ‬استضافة‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬‮«‬المنشقين‭ ‬المسلمين‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬دعم‭ ‬المسلحين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬الأصلية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬ألقت‭ ‬الندوة‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تداعيات‭ ‬سقوط‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمية،‭ ‬وبدا‭ ‬واضحا‭ ‬خلال‭ ‬المناقشة‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬انتصار‭ ‬لطالبان‭ ‬يمثل‭ ‬انتصارًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬للتطرف‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬هزيمة‭ ‬واشنطن‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬والانسحاب‭ ‬المزري‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬إذلال‮»‬،‭ ‬وهنا،‭ ‬بات‭ ‬هناك‭ ‬احتمال‭ ‬قوي‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬أفغانستان‭ ‬ملاذًا‭ ‬آمنًا‭ ‬للتطرف،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬قدرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬قد‭ ‬انخفضت‭ ‬جذريًا‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬الآن‭. ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬الشيء‭ ‬الإيجابي‭ ‬الوحيد‭ ‬المتبقي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬مازالت‭ ‬لم‭ ‬تؤمن‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬أفغانستان‭ ‬بالكامل‭. ‬وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تتعافى‭ ‬قريبًا‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page