top of page

7/8/2021

الهجوم الإيراني على السفينة «ميرسر ستريت».. وجهات نظر غربية

عقب‭ ‬تعرض‭ ‬ناقلة‭ ‬النفط‭ ‬‮«‬ميرسر‭ ‬ستريت‮»‬‭ -‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬علم‭ ‬ليبيريا،‭ ‬وتديرها‭ ‬شركة‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬مُبحرة‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬تنزانيا‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ -‬لهجوم‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬عُمان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬مارتن‭ ‬تشولوف‮»‬،‭ ‬و«دان‭ ‬صباغ‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬سرب‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬طائرات‭ ‬مُسيرة»؛‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تأكيدات‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬والمحللين‭ ‬والمعلقين‭ ‬حول‭ ‬مسؤولية‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬الهجوم،‭ ‬الذي‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬مواطن‭ ‬بريطاني،‭ ‬وآخر‭ ‬روماني‭ ‬كانا‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬الناقلة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتراضاتها‭ -‬غير‭ ‬المقنعة‭- ‬حول‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬الحادث،‭ ‬فإن‭ ‬التغطية‭ ‬الإعلامية‭ ‬الغربية‭ ‬وتحليل‭ ‬الخبراء‭ ‬للأحداث‭ ‬استندت‭ ‬إلى‭ ‬افتراض‭ ‬قوي‭ ‬بمسؤولية‭ ‬طهران‭ ‬عن‭ ‬الهجوم‭. ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«حرب‭ ‬الظل‮»‬‭ ‬الجارية‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإيران‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬بسيطة‭ ‬نسبيًا؛‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬ضارة‭ ‬جدًا،‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬باستخدام‭ ‬طائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬تحمل‭ ‬رؤوسا‭ ‬حربية،‭ ‬أو‭ ‬متفجرات‭ ‬تم‭ ‬تفجيرها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬السفينة‭. ‬يقول‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬كينجلسي‮»‬،‭ ‬و«رونين‭ ‬بيرغمان‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬بواسطة‭ ‬عدة‭ ‬طائرات‭ ‬مُسيرة‭ ‬إيرانية‭ ‬لم‭ ‬يُذكر‭ ‬نوعها،‭ ‬والتي‭ ‬اصطدمت‭ ‬بأماكن‭ ‬المعيشة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬قمرة‭ ‬قيادة‭ ‬الناقلة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أضافت‭ ‬‮«‬فرانس‭ ‬24‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يعد‭ ‬أول‭ ‬هجوم‭ ‬دامي‭ ‬معروف‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬سفن‭ ‬الشحن‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتوترات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬بسبب‭ ‬اتفاقها‭ ‬النووي‭ ‬الممزق‮»‬‭.‬

وبصورة‭ ‬تراكمية،‭ ‬هناك‭ ‬سابقة‭ ‬لشن‭ ‬إيران‭ ‬هجمات‭ ‬بأساليب‭ ‬مماثلة‭ ‬ضد‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وشمال‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬وأشار‭ ‬‮«‬تشولوف‮»‬،‭ ‬و«صباغ‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الضربة‭ ‬بدت‭ ‬وكأنها‭ ‬تناسب‭ ‬نمطًا‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬المتورط‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حرب‭ ‬الظل‭ ‬المُستعرة‭ ‬بين‭ ‬العدوين‮»‬‭. ‬وبالتالي،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬يسارع‭ ‬الغرب‭ ‬بإلقاء‭ ‬اللائمة‭ ‬على‭ ‬طهران،‭ ‬بل‭ ‬والذهاب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المُرجح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الهجوم،‭ ‬‮«‬فمن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬قوات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬الحادث،‭ ‬أصدرت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬توبيخًا‭ ‬شفهيًا‭ ‬قويًا‭ ‬لإيران‭. ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني،‭ ‬‮«‬دومينيك‭ ‬راب‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬الهجوم‭ ‬من‭ ‬‮«‬المرجح‭ ‬بشدة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬نفذته‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬متعمد‭ ‬ومستهدف،‭ ‬كما‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬انتهاكا‭ ‬واضحا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭: ‬إن‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات،‭ ‬ويجب‭ ‬السماح‭ ‬للسفن‭ ‬بالإبحار‭ ‬بحرية‮»‬‭. ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬‮«‬بوريس‭ ‬جونسون‮»‬،‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مواجهة‭ ‬عواقب‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‮»‬،‭ ‬واصفًا‭ ‬الهجوم‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬وشائن‭ ‬على‭ ‬الشحن‭ ‬التجاري‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬جهته،‭ ‬أشار‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكين‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬واثقة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬قامت‭ ‬بذلك‮»‬،‭ ‬وتعهد‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬رد‭ ‬جماعي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬حاولت‭ ‬إيران‭ ‬رسميا،‭ ‬أن‭ ‬تنأى‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬الهجوم،‭ ‬رغم‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭. ‬ووصف‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬المزاعم‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مغامرة‭ ‬محتملة‮»‬،‭ ‬نافيا‭ ‬مسؤولية‭ ‬بلاده‭ ‬عن‭ ‬الهجوم،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المزاعم‭ ‬‮«‬متناقضة‭ ‬وكاذبة‭ ‬واستفزازية‮»‬‭. ‬بيد‭ ‬أن،‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬نقلت‭ ‬عن‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬العالم‮»‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة،‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬الهجوم‭ ‬بأنه‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬الضربة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأخيرة‭ ‬ضد‭ ‬مطار‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬سوريا‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬نواحٍ‭ ‬عديدة،‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الهجوم،‭ ‬باعتباره‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الظل‮»‬‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقًا‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬والمواجهات‭ ‬المتكررة‭ ‬بينهما‭ ‬حول‭ ‬دخول‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭. ‬ورأت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬التصعيد‭ ‬الأخير‮»‬‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬تشولوف‮»‬،‭ ‬و«صباغ‮»‬،‭ ‬إنه‭: ‬‮«‬سواء‭ ‬على‭ ‬البر‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬لا‭ ‬يدعي‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬عادةً‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬يشنها،‭ ‬مفضلين‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬المتواضعة،‭ ‬وعدم‭ ‬إصدار‭ ‬أي‭ ‬بيانات‭ ‬والذي‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬يُسفر‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تصعيد‮»‬،‭ ‬واصفين‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬بـ‮«‬الخفية‮»‬‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإن‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬‮«‬ميرسر‭ ‬ستريت‮»‬،‭ ‬بعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الهجمات‭ ‬الأولى‭ ‬لمهاجمة‭ ‬إيران‭ ‬لسفن‭ ‬تُبحر‭ ‬تحت‭ ‬علم‭ ‬دولة‭ ‬مُحايدة،‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«فرانس24‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬يوليو2021،‭ ‬تعرضت‭ ‬السفينة‮ «‬ميرسر‭ ‬ستريت‮»‬،‭ ‬المملوكة‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬زودياك‭ ‬ماريتيم‮»‬‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬إلى‭ ‬انفجار‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬أثناء‭ ‬تمركزها‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭.‬

وفي‭ ‬ردها‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬الأخير،‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬البريطانية‮»‬‭ ‬اعتقادها‭ ‬الراسخ،‭ ‬بأن‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عنه،‭ ‬‮«‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬مسئولة‭ ‬عن‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬سفينتين‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عمان‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬ووفقًا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬‮«‬أندرو‭ ‬إنجلاند‮»‬،‭ ‬و«نجمة‭ ‬بوزورجمهر‮»‬‭ ‬بصحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬‮«‬أزعجت‭ ‬صناعة‭ ‬الشحن‭ ‬والنفط‭ ‬العالمية»؛‭ ‬بسبب‭ ‬قربها‭ ‬من‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬والطرق‭ ‬التجارية‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وبقية‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬

وعلّق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬كريم‭ ‬فهيم‮»‬،‭ ‬و«شيرا‭ ‬روبين‮»‬‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الظل‭ ‬بين‭ ‬‮«‬تل‭ ‬أبيب‮»‬،‭ ‬و«طهران‮»‬،‭ ‬باتت‭ ‬تبدو‭ ‬‮«‬علنية‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الهجوم‭ ‬الأخير‭ ‬‮«‬يمثل‭ ‬تصعيدًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬فيها‭ ‬وفيات‭ ‬جراء‭ ‬الهجمات‭ ‬بينهما‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬هانز‭ ‬هانسن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ريسك‭ ‬إنتليجنس‮»‬،‭ ‬للتحليل‭ ‬الأمني،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نمط‭ ‬الهجوم‭ ‬ونتائجه‭ ‬يبدو،‭ ‬وكأنه‭ ‬‮«‬تصعيد‭ ‬خطير‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬التعامل‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران،‭ ‬وهو‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تبنيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شن‭ ‬هجمات‭ ‬لشل‭ ‬حركة‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭ ‬والإضرار‭ ‬بالمصالح‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رأى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬الغربي‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬الأخير،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬تصرفات‭ ‬إيران‭ ‬غير‭ ‬المبررة،‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬أناس‭ ‬أبرياء‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬ديبورا‭ ‬هاينز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحلفاء‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ردع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬ترغبان‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬‮«‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬إنزال‭ ‬عقوبة‭ ‬ذات‭ ‬مغزى،‭ ‬وبين‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تفاقم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬إثارة‭ ‬أزمة‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬مع‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬وتابعت،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬شن‭ ‬غارات‭ ‬جوية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ضد‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬إيران‭ ‬لتحليق‭ ‬طائراتها‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يبعث‭ ‬برسالة‭ ‬قوية‭ ‬بعدم‭ ‬استهداف‭ ‬أية‭ ‬سفن‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬هاينز‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬توجيه‭ ‬‮«‬نبرة‭ ‬التوبيخ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬القاسية‮»‬‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬لندن،‭ ‬وواشنطن‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الجديدة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعتبره‭ ‬إيران‭ ‬أمرًا‭ ‬مؤقتًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬الرادع‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬أعادت‭ ‬‮«‬هاينز‮»‬،‭ ‬ابتكار‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬رد‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬شن‭ ‬هجوم‭ ‬إلكتروني‭ ‬ضد‭ ‬قدرات‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬الإيرانية‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يرسل‭ ‬رسالة‭ ‬لردعها‮»‬،‭ ‬ولكنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مدمرًا‭ ‬بشكل‭ ‬صريح،‭ ‬بحيث‭ ‬يجعل‭ ‬طهران،‭ ‬وكأنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ترد‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬المعارض‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬يفضل‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬رد‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬من‭ ‬لندن‭ ‬تجاه‭ ‬طهران،‭ ‬حيث‭ ‬حثت‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية في‭ ‬حكومة الظل‭ ‬‮«‬ليزا‭ ‬ناندي‮»‬،‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬‮«‬توضيح‭ ‬الأمر‭ ‬للرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬القادم،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬ستترتب‭ ‬عليها‭ ‬تكاليف‭ ‬لا‭ ‬يحمد‭ ‬عقباها‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬هي‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نظهر‭ ‬فيها‭ ‬أننا‭ ‬حازمون‭ ‬في‭ ‬تصميمنا‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬السلوك‭ ‬العدائي‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬إسرائيل‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬الأخير‭. ‬أشارت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬فرانس24‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاعتداء‭ ‬يمثل‭ ‬أول‭ ‬مواجهة‭ ‬كبيرة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬يشهدها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الجديد،‭ ‬نفتالي‭ ‬بينيت‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬المحللين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬شن‭ ‬هجوم‭ ‬كبير‭ ‬انتقاميًا‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬عاموس‭ ‬هاريل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬ضربة‭ ‬مدوية‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬التصعيد‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أثار‭ ‬محللون‭ ‬آخرون‭ ‬قضية‭ ‬أخرى،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬سيهدد‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬الجارية‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬والتي‭ ‬وصفتها‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬في‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‮»‬‭ ‬حاليًا،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬‮«‬إشارة‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تولي‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي،‭ ‬مهام‭ ‬منصبه‭ ‬فعليا‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬فرانك‭ ‬جاردنر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬بريطانيا،‭ ‬ولا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تريدان‭ ‬إرسال‭ ‬أية‭ ‬ردود‭ ‬قوية‭ ‬لإيران،‭ ‬بحيث‭ ‬قد‭ ‬ينسحب‭ ‬الإيرانيون‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المحادثات‭ ‬جراء‭ ‬ذلك»؛‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬تريد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬إرسال‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬إليها‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬توجيه‭ ‬صفعة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬

وبالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬المنظور،‭ ‬علقت‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬واشنطن،‭ ‬ولندن،‭ ‬قد‭ ‬ترغبان‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬‮«‬ميرسر‭ ‬ستريت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬محادثات‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬بينما‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التدمير‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالناقلة‭ ‬‮«‬ميرسر‭ ‬ستريت‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لـ«حرب‭ ‬الظل‮»‬‭ ‬الإيرانية،‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬يبدو‭ ‬قضية‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬تحلها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬رغم‭ ‬تزايد‭ ‬التوترات‭ ‬بينهما‭. ‬وبالتالي،‭ ‬يبدو‭ ‬وقوع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬أمرًا‭ ‬أكثر‭ ‬احتمالاً،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬رد‭ ‬انتقامي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاستفزاز‭ ‬الأخير‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬رفض‭ ‬طهران‭ ‬قبول‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬الهجوم‭ - ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأدلة‭ ‬القطعية‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تورطها‭ - ‬يجعل‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬مستحيلًا‭.‬

وهذا‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬الخبيثة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬التحذيرات‭ ‬الشفهية‭ ‬القوية‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬لدعمها‭ ‬أم‭ ‬لا‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page