top of page

2/6/2021

الذكرى الأربعون لتأسيس مجلس التعاون وآفاق المستقبل

 

في‭ ‬25‭ ‬مايو‭ ‬2021،‭ ‬احتفل‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والكويت‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬وقطر،‭ ‬بالذكرى‭ ‬الأربعين‭ ‬لتأسيسه،‭ ‬وقد‭ ‬ركز‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬اهتمامه‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والثقافة‭ ‬والتعليم،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أدائه‭ ‬دورًا‭ ‬فاعلًا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والأحداث‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭.‬

واحتفالًا‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬عقد‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ (‬تشاتام‭ ‬هاوس‭)‬،‭ ‬ومقره‭ ‬لندن،‭ ‬منتدى‭ ‬افتراضيًّا؛‭ ‬لمناقشة‭ ‬الأعمال‭ ‬الحالية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وآفاقها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬أدارته‭ ‬سانام‭ ‬وكيل،‭ ‬نائبة‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬وانضم‭ ‬إليها‭ ‬بدر‭ ‬السيف،‭ ‬زميل‭ ‬غير‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬مالكولم‭ ‬إتش‭ ‬كير‭- ‬كارنيجي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وكريستيان‭ ‬كوتس‭ ‬أولريتشسن،‭ ‬زميل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬بيكر‭ ‬للسياسة‭ ‬العامة‭ ‬بجامعة‭ ‬رايس‭ ‬بتكساس‭ ‬وزميل‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬بالمعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬وكذلك‭ ‬كريستين‭ ‬سميث‭ ‬ديوان،‭ ‬وهي‭ ‬كبير‭ ‬باحثين‭ ‬مقيمة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بواشنطن‭.‬

ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬مشاكل‭ ‬تقنية‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الدقائق‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المنتدى‭ ‬مرئية‭ ‬للجمهور‭ ‬الافتراضي،‭ ‬وعندما‭ ‬أصبح‭ ‬المنتدى‭ ‬متاحًا‭ ‬للمشاهدين،‭ ‬كان‭ ‬أولريتشسن‭ ‬يعلق‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬قطر‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2017‭ ‬و2021،‭ ‬والذي‭ ‬يعكس‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الداخلية‭ ‬للمنظمة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التقدير‭ ‬المتبادل‭ ‬للتعاون‭ ‬يظل‭ ‬قائمًا‭ ‬ومستمرًا‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تحدثت‭ ‬كريستين‭ ‬سميث‭ ‬ديوان‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السيناريو‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬الحالي‭ ‬للعالم‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬تحديًا‭ ‬خاصًّا‮»‬‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬السلام‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ (‬أي‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬الدولية‭ ‬الرئيسية‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تحديها‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭) ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬الضعف،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تثق‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬التوجهات‭ ‬الراهنة‭ ‬لأمريكا‭ ‬لضمان‭ ‬أمنها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‮»‬،‭ ‬وادعت‭ ‬ديوان‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تحاول‭ ‬إيجاد‭ ‬طريق‭ ‬خاص‭ ‬لها؛‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أوراقها‭ ‬المالية‭ ‬الوطنية‭.‬

وكان‭ ‬بدر‭ ‬السيف‭ ‬المتحدث‭ ‬الأخير،‭ ‬قد‭ ‬أدلى‭ ‬بملاحظات‭ ‬افتتاحية،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬تتصرف‭ ‬ببطء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة،‭ ‬وأنها‭ ‬تمتلك‭ ‬‮«‬إمكانيات‭ ‬غير‭ ‬مستغلة‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬تعيش‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬منتصف‭ ‬العمر‮»‬‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى«عدم‭ ‬ملاءمة‮»‬‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬استراتيجية‭ ‬أحادية‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬القريب،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬ضبط‭ ‬إجراءات‭ ‬المجلس‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬شعورًا‭ ‬بالحنين‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬داخل‭ ‬المجلس؛‭ ‬لوجود‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬يحل‭ ‬محل‭ ‬الذين‭ ‬أسسوه‭ ‬قبل‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الحالية‮»‬‭.‬

واتجهت‭ ‬سانام‭ ‬وكيل‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬ووجهت‭ ‬إلى‭ ‬أعضاء‭ ‬المنتدى‭ ‬سؤالا‭ ‬وهو‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬جعلت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬التنوع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬مهمتها،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الاستمرار‭ ‬فيه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يعيد‭ ‬إحياء‭ ‬الاهتمام‮»‬‭ ‬بالتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء؟‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬صرح‭ ‬كوتس‭ ‬أولريتشسن‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬اقتصادي‭ ‬واحد‭ ‬يناسب‭ ‬الجميع‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المصادر‭ ‬المالية‭ ‬والموارد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عُمان‭ ‬والبحرين‭ ‬تمتلكان‭ ‬احتياطيات‭ ‬نفطية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬جيرانهما،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬التعافي‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للجائحة‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موارد‭ ‬قيّمة‭ ‬وتصديرها‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬التنافسية‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭.‬

وأضافت‭ ‬كريستين‭ ‬ديوان‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬تظل‭ ‬‮«‬المحرك‭ ‬الأكبر‭ ‬للاقتصاد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬السيف‭ ‬فقد‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬المعارضة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬لعواقب‭ ‬‮«‬حقبة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط‮»‬‭ ‬المحتملة‭ ‬للبلاد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مقياسًا‭ ‬لمدى‭ ‬صعوبة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حكومات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬إجماع‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬مفاهيم‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬بالضبط،‭ ‬ولهذا‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬صريح‮»‬‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بشأن‭ ‬دورها‭ ‬المستقبلي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‮»‬‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬‮«‬لتحديد‭ ‬واختيار‮»‬‭ ‬جوانب‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬خليجية‮»‬،‭ ‬بحيث‭ ‬تُمنَح‭ ‬لكل‭ ‬عضو‭ ‬‮«‬ضوء‮»‬‭ ‬خاص‭ ‬يُمثل‭ ‬تطوره‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستمر‭.‬

وتطرقت‭ ‬المناقشة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الآثار‭ ‬اللاحقة‭ ‬لمحادثات‭ ‬العُلا‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬استؤنفت‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وتساءلت‭ ‬وكيل‭ ‬عن‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إحرازه‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬أمنية‭.‬

وردًّا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬كوتس‭ ‬أولريتشسن،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تعلم‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬الخلاف‭ ‬السابق‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬لعام‭ ‬2014،‭ ‬وأن‭ ‬محادثات‭ ‬العلا‭ ‬تمت‭ ‬متابعتها‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬بـ«معالجة‭ ‬نقاط‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬حلها‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬علامة‭ ‬إيجابية‮»‬‭ ‬تُظهِر‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبدي‭ ‬مرونة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬الإقليمية‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن،‭ ‬أكد‭ ‬أولريتشسن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬اليقين‮»‬‭ ‬حاليًا‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬سابقًا‭ ‬‮«‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬المتوسط‭ ‬والبعيد،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬الاستراتيجي‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬يُظهرون‭ ‬ميلًا‭ ‬إلى‭ ‬تنحية‭ ‬خلافاتهم‭ ‬جانبًا‭ ‬والاتحاد‭ ‬أمام‭ ‬التحديات‭.‬

وطلبت‭ ‬وكيل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬السيف‭ ‬أن‭ ‬يوضح‭ ‬التغييرات‭ ‬أو‭ ‬التحديثات‭ ‬المتوقعة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬إجراؤها‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وردًّا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أوصى‭ ‬السيف‭ ‬‮«‬بضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬والتحديثات‮»‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُحقَّق‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ينتهجها‭ ‬المجلس‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تصرفت‭ ‬سابقًا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬‮«‬دوافعها‭ ‬الشخصية‮»‬‭ ‬لتكوين‭ ‬شراكات‭ ‬ما،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭ ‬لممارسة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬‮«‬جزء‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المجلس‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تعيق‭ ‬أوجه‭ ‬التكامل‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬أعضائه،‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬أن‭ ‬يتصرف‭ ‬بطريقة‭ ‬‮«‬تعزز‭ ‬مصالح‭ ‬جميع‭ ‬أعضائه‭ ‬من‭ ‬الدول‮»‬،‭ ‬وتُبقِي‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬بينهم،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الانفتاح‭ ‬والصدق‭ ‬التي‭ ‬ستصاحب‭ ‬هذا‭ ‬التكامل‭.‬

وسألت‭ ‬وكيل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أعضاء‭ ‬المنتدى‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬طموحات‭ ‬جيوسياسية‮»‬‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬خارج‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وهنا‭ ‬علق‭ ‬السيف‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تنقل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬اهتمامها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مستوى‭ ‬آخر‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الساحة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬وإنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬حقيقية‮»‬‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المصالح‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مترددًا‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬الخطط‭ ‬الأمنية‭ ‬المستقبلية‭ ‬للمجلس‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬جريئة‮»‬‭ ‬و«طموحة‮»‬،‭ ‬واستشهد‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بموقف‭ ‬ضم‭ ‬اليمن‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ستوفر‭ ‬‮«‬أوجه‭ ‬تآزر‭ ‬وتعاون‭ ‬ستعود‭ ‬بالفوائد‭ ‬على‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‮»‬‭. ‬وحينما‭ ‬سألت‭ ‬وكيل‭ ‬‮«‬السيف‮»‬‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مرشحين‭ ‬آخرين‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬علق‭ ‬السيف‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬المجلس‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬مناقشة‭ ‬ضم‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الجيد‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تسرع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬إلى‭ ‬إضافة‭ ‬أعضاء‭ ‬جدد‭ ‬موجودين‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬الخليج‭ ‬جغرافيًّا‭.‬

وتحول‭ ‬النقاش‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬داخل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬حيث‭ ‬سألت‭ ‬وكيل‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬دمج‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الخليجية‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬وهل‭ ‬يدخل‭ ‬‮«‬ضمن‭ ‬اهتمامات‭ ‬دول‭ ‬المجلس‮»‬‭ ‬خلْق‭ ‬سوق‭ ‬أو‭ ‬عملة‭ ‬خليجية‭ ‬مشتركة‭ ‬أم‭ ‬‮«‬تم‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمل‮»‬؟‭ ‬وردًّا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أشارت‭ ‬ديوان‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالتقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزه‭ ‬المجلس‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعاون‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬مطالب‭ ‬اقتصادية‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬المختلفة،‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬بمسؤولية‭ ‬أكبر‭ ‬حيال‭ ‬تحسين‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬إزاء‭ ‬‮«‬الإطار‭ ‬الجماعي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يصوره‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬سوق‭ ‬أو‭ ‬عملة‭ ‬خليجية‭ ‬مشتركة‭ ‬بات‭ ‬‮«‬خارج‭ ‬الطاولة‮»‬،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬ديوان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توسيع‭ ‬شبكة‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬دولها‭ ‬لتوفير‭ ‬التدابير‭ ‬الصحية‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ -‬19‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬نشطًا‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

وطرحت‭ ‬وكيل‭ ‬السؤال‭ ‬الأخير‭ ‬إلى‭ ‬أعضاء‭ ‬المنتدى‭ ‬بشأن‭ ‬المحادثات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬فيينا،‭ ‬ووجهات‭ ‬نظر‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬إزاء‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬كوتس‭ ‬أولريتشسن،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المحادثات‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تزايد‮»‬‭ ‬حجم‭ ‬الاعتراضات‭ ‬الخليجية‭ ‬حيال‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬إيراني‭ ‬جديد،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬بطاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬طمأنته‭ ‬ومعالجة‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمنية‭ ‬لدى‭ ‬أعضائه‭. ‬وأضافت‭ ‬ديوان‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬تتخوّف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتوصُّل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬بشأن‭ ‬تطلعاتها‭ ‬النووية،‭ ‬ثم‭ ‬تمضي‭ ‬قُدُمًا‭ ‬وتترك‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمنية‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معالجة‭. ‬وقد‭ ‬اتفق‭ ‬السيف‭ ‬مع‭ ‬هاتين‭ ‬الحجتين،‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استشارة‭ ‬واشنطن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

في‭ ‬النهاية‭ ‬قدّم‭ ‬المشاركون‭ ‬بالمنتدى‭ ‬نظرة‭ ‬متوازنة‭ ‬بشأن‭ ‬الحالة‭ ‬الراهنة‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وأشادوا‭ ‬بإجراءاتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والأمن،‭ ‬بينما‭ ‬انتقدوا‭ ‬فيها‭ ‬بطء‭ ‬وتيرة‭ ‬العمل‭ ‬المشترك،‭ ‬وتفضيل‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأحادية‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬لتحل‭ ‬محل‭ ‬العمل‭ ‬التعاوني‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬إجماع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬باتت‭ ‬تتحرك‭ ‬بقوة‭ ‬وتتسم‭ ‬بالفاعلية‭ ‬بعد‭ ‬حالة‭ ‬الانقسام‭ ‬الخليجية‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وأن‭ ‬الفترة‭ ‬المستقبلية‭ ‬توفر‭ ‬آفاقًا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأمن‭ ‬والتنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتحقيق‭ ‬المخططات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬المشتركة‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page