الحلقة النقاشية التاسعة: العالم العربى فى ولاية بوش الثانية
19/4/2005
تعد منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها العالم العربي، مجالاً حيويًا مهمًا للأمن القومي الأمريكي، نتيجة موقعها الجغرافي والاستراتيجي وما تتمتع به من إمكانيات اقتصادية ونفطية هائلة، لاسيما مع بروز الولايات المتحدة كقوة عظمى عقب الحرب العالمية الثانية.
واكتسب هذا التصور زخمًا كبيرًا مع انتخاب بوش الابن رئيسًا للولايات المتحدة عام 2000، وتشكيل إدارة جديدة تميزت بتوجهاتها اليمينية وجنوحها الشديد للهيمنة على العالم، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، والتي خلقت دافعًا آخر للاهتمام بالمنطقة، وهو "مكافحة الإرهاب" الذي أصبح يمثل الخطر الاستراتيجي الجديد على أمن الولايات المتحدة ومصالحها.
وقد مثلت منطقة الشرق الأوسط المختبر الحقيقي لتوجهات هذه الإدارة، التي قامت بغزو العراق واحتلاله، وقدمت دعمًا مطلقًا لإسرائيل، لم تسبقها إليه أي من الإدارات السابقة، وتدخلت بشكل سافر في شؤون دول المنطقة تحت دعاوى محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية والإصلاح، في ضوء سعيها الجارف لتكريس هيمنتها وانفرادها بقمة النظام الدولي.
ومن هنا, فإن إعادة انتخاب بوش مرة ثانية تطرح العديد من التساؤلات حول السيناريوهات المحتملة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا الشرق الأوسط في الولاية الثانية لإدارته، وما إذا كانت ستشهد تغيرًا عن السنوات الأربع الماضية أم لا، والموقف العربي الملائم للتعاطي معها. وهي القضايا التي يحاول هذا الكتاب معالجتها.